إقرأ لي - برنامج وطني لتغيير سلوك الأهل للقراءة مع أطفالهم

إقرأ لي - برنامج وطني لتغيير سلوك الأهل للقراءة مع أطفالهم
برنامج "اقرأ لي" هو برنامج وطني مبتكر ومستدام، يهدف إلى تمكين الأهل في الأردن ليصبحوا شركاء فعّالين في رحلة أطفالهم المبكرة نحو تعزيز مهارات القراءة، يركز البرنامج على تشجيع القراءة للأطفال منذ لحظة ولادتهم لا سيما في ظل قلة الالتحاق برياض الأطفال في الأردن، جاء برنامج "اقرأ لي" ليركز على معالجة هذه الفجوة الأساسية، عن طريق إعداد الأطفال بشكل كامل لتعلم القراءة عند دخولهم المدرسة.
في هذا السياق، يواجه الأهل تحديات عدة مثل قلة الوعي بأهمية القراءة للأطفال في السنوات الأولى، ونقص الوقت، وقلة توفر الكتب المناسبة للأطفال في المنازل، ما يمنع الأهل في كثير من الأحيان من تبني ممارسات القراءة. ومن هنا، يأتي برنامج "اقرأ لي" ليسدّ هذه الفجوة، من خلال تزويد الأهل بالأدوات والكتب والمعرفة وتحفيز الدافع للمشاركة في أنشطة القراءة المبكرة التي تساهم في تطوير مهارات أطفالهم.
مكونات برنامج "اقرأ لي" وآلية العمل
يعتمد برنامج "اقرأ لي" على أسس علمية سلوكية وأبحاث قائمة على الأدلة، بالإضافة إلى تدخلات استراتيجية وبناء برامج ميدانية لدعم الأهل، والتغلب على العوائق التي تعرقل القراءة للأطفال منذ الولادة.
يتكون البرنامج من ثلاثة مكونات أساسية:
-
التواصل من أجل تغيير السلوك الاجتماعي: من خلال إرسال رسائل مباشرة ومستهدفة ومدروسة، يعمل برنامج "اقرأ لي" على تحسين معرفة الآباء حول كيفية وأهمية القراءة لأطفالهم، وماهية الكتب المناسبة لذلك.
-
التدخلات المتكاملة: وهي مبادرات قابلة للتوسع تشمل توزيع الكتب في مراكز التطعيم، والجلسات المجتمعية التي تساعد في دمج القراءة ضمن الروتين اليومي للعائلات، بحيث تجعل هذه الجهود القراءة أكثر سهولة للعائلات في جميع أنحاء الأردن.
-
منصة (iqrali.jo): تقدم هذه المنصة الإلكترونية للأهالي مجموعة واسعة من الموارد، بما في ذلك مقاطع الفيديو، والأنشطة، والأدوات، والكتب المناسبة لجميع الأعمار، بالإضافة إلى التوصيات التي تشجعهم على المشاركة الفعالة في تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى أطفالهم.
الهدف هو إلهام الأهالي لتبني ممارسات القراءة المبكرة باعتبارها عنصرًا أساسيًا في ضمان مستقبل ناجح لأطفالهم.
إنجازات "اقرأ لي" في عام 2024
في هذا العام كان تطبيق "اقرأ لي" في مرحلة الاختبار والتجربة، وقد حقق مجموعة من الإنجازات بهدف زيادة قراءة الأهل لأطفالهم من الولادة وحتى سن الخامسة:
حملات في مراكز التطعيم: بالتعاون مع وزارة الصحة، قدمنا برنامج "اقرأ لي" إلى أكثر من 5500 أب وأم خلال مواعيد التطعيم في ثمانية مراكز صحية في محافظتي البلقاء وإربد، وزودنا الأهل بكتب أطفال مناسبة لأعمارهم، وسُجِّلوا في نظام روبوت المحادثة عبر واتساب الذي يقدم نصائح وتذكيرات حول أهمية القراءة منذ الولادة.
مشروع "الخطوات الأولى الخطوة الكبرى": بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية، درّبنا أكثر من 1000 أب وأم، ما أدى إلى ازدياد سلوك القراءة لدى الأهل بمعدل 26٪، وزيادة بنسبة 16٪ في المعرفة المتعلقة بالقراءة والكتابة.
الحملات المجتمعية: من خلال شراكات مع مراكز زها في إربد والبلقاء، وصل برنامج "اقرأ لي" إلى 225 أمًا عبر جلسات توعية حول مهارات القراءة، واستخدام روبوت المحادثة، وتوزيع الكتب. قدمت هذه الجلسات للأمهات طرائق فعّالة لقراءة الكتب مع أطفالهن تحت سن السادسة، ما ساهم في نشر ثقافة القراءة المستدامة في المنزل.
حملات زيارة المساجد: تهدف هذه الحملات إلى تشجيع الآباء على القراءة لأطفالهم، حيث نظّمنا جلسات في المساجد بمشاركة حوالي 60 أب وأطفالهم، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الآباء في تعزيز نمو أطفالهم وتطورهم.
هذه الإنجازات تمثل خطوات مهمة نحو تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، وتهيئة الأطفال منذ وقت مبكر للنجاح في رحلتهم التعليمية.
نحو المستقبل: التوسع لتحقيق تأثير أوسع
باعتباره برنامجًا يمتد من 5 إلى 8 سنوات، يلتزم برنامج "اقرأ لي" بتوسيع أنشطته، وتعميق الشراكات مع المنظمات الوطنية، وترسيخ ممارسات مستدامة تعزز مهارات القراءة في مختلف أنحاء المملكة. إن إنجازات عام 2024 تبرز قدرة البرنامج على إحداث تحول إيجابي في مهارات القراءة المبكرة للأطفال، من خلال التأثير الفعّال لتطوير عادة القراءة لدى الأهل مع أطفالهم منذ الولادة.
لا يقتصر برنامج "اقرأ لي" على تنمية عادة القراءة مع الأطفال عند الأهل فقط، بل يسهم في تشكيل مستقبل يكون فيه التعلم المبكر أولوية مشتركة والقراءة عادة يومية في كل أسرة.
"كأب، كانت هذه المرة الأولى التي أدرك فيها التأثير الكبير للقراءة لطفلتي في أيامها وأشهرها الأولى. كان مشهد تفاعلها مع الكتب في السنين المبكرة تجربة محورية لنا معًا. لم أتخيل أبدًا أن بإمكان طفلتي التفاعل مع القراءة في هذه المرحلة المبكرة. خلال جلسات القراءة، بدأت تحاكي الأصوات، وتحاول تقليدي، وتحاول التواصل. فتح برنامج "اقرأ لي" عينيّ على الفوائد العميقة للقراءة منذ البداية. مع طفلي الثاني، أخطط للبدء في القراءة من اليوم الأول."
— خالد، والد لطفل يبلغ من العمر عامين
"إدخال عادة القراءة إلى منزلنا غيّر تمامًا لحظات الفوضى وجعلها أوقاتًا مميزة ومليئة بالراحة. أصبحت القراءة وسيلة للتواصل والقرب بيننا كعائلة، وهو أمر لم أتخيله من قبل. من خلال القراءة، ضحكنا معًا، تبادلنا المشاعر، وعمّقنا الروابط مع أطفالنا. أصبح وقت النوم هادئًا ومليئًا بالقصص الممتعة. القراءة لم تعد مجرد هواية بل هي أبسط وأجمل الأنشطة. أنصح كل أب وأم أن يبدأوا اليوم؛ لأن القراءة ستصبح جزءًا من حياتهم اليومية بسرعة."
— هدى، والدة لتوأمين في الثالثة من عمرهما
الشركاء والشركات التابعة التي تدعم هذا البرنامج

