برنامج "اقرأ!" – تحويل المكتبات المدرسية إلى بوابات لاكتشاف عوالم جديدة

برنامج "اقرأ!" – تحويل المكتبات المدرسية إلى بوابات لاكتشاف عوالم جديدة
يهدف مشروع "اقرأ" بالشراكة مع "منظمة غرفة القراءة" إلى دعم المكتبات المدرسية وتفعيل دورها في غرس حب القراءة ومهاراتها لدى طلبة الصفوف من الأول وحتى السادس؛ لتصبح عادة حياتية ليست ممتعة فحسب بل مؤثرة في تكوينهم وتوجيه مساعيهم وتوسيع آفاقهم.
يستهدف هذا المشروع البنية التحتية للمكتبة وكادر المدرسة، إذ يطمح إلى إعادة تأهيل المكتبات بما يتناسب مع المعايير العالمية، بجعلها بيئة جاذبة ومحبّبة للأطفال، وذلك بالاهتمام بالأثاث ولون الجدران ونوعية الكتب المتوفّرة وعددها نسبة إلى عدد الطلبة المستفيدين منها، بالإضافة إلى اهتمامه بتأهيل فريق المدرسة الذي يعمل على تفعيل هذه المكتبة، بدءًا من مدير المدرسة مرورًا بأمين المكتبة وانتهاء بمعلمي الصف ومعلمي اللغة العربية.
في عام 2024، واصل برنامج "اقرأ!" مهمته في تعزيز حب القراءة لدى أطفال الأردن من خلال تحويل المكتبات المدرسية إلى مساحات حيوية تنبض بالحياة وتحتفل بالقصص والقراءة؛ فالكتب الشيّقة والألوان الزاهية في المكتبة وزوايا القراءة في الغرف الصفية كلها عززت ذلك. لقد قدم البرنامج كتبًا عالية الجودة ومناسبة لأعمار الطلبة، وتفتح أبواب الخيال والتعلم لهم، فاليوم ومع برنامج اقرأ لم تعد هذه المساحات مجرد مخازن للكتب، بل أصبحت بوابات لاكتشاف المعرفة، تحفّز الطلبة وتعزز لديهم عادة القراءة مدى الحياة.
تمكين المعلمين: محور أساسي لبرنامج "اقرأ!"
المعلمون وأمناء المكتبات هم القلب النابض لنجاح البرنامج، حيث بثّوا الروح في تلك المساحات الفارغة، بعدما تدربوا على أيدي متخصصين وتلقوا التوجيه الفردي الذي ساعدهم على تطوير مهاراتهم، ومكّنهم من تنفيذ أنشطة تفاعلية داخل المكتبات والغرف الصفية من شأنها أن تجعل القراءة أمرًا محببًا لدى الأطفال، وقد طوّر المعلمون عبر تدريباتنا مهارات تمكنهم من:
-
جذب الطلبة من خلال سرد القصص الشيّقة.
-
قيادة جلسات قراءة تفاعلية.
-
خلق بيئة مبهجة ومُحبِّبَة بالقراءة.
بفضل تفانيهم، تحولت المدارس إلى مراكز حيوية للقراءة، حيث انتقلت الدافعية إلى الطلبة الذين رغبوا في استكشاف عوالم جديدة من خلال الكتب، وأصبح المعلمون وأمناء المكتبات قدوة لهم في القراءة؛ فهم يشعلون بقراءتهم القصص في نفوس الطلبة شغفًا يمتد خارج حدود الفصل الدراسي.
نماذج شاملة ومرنة
إدراكًا للاحتياجات المتنوعة للمدارس، اعتمد برنامج "اقرأ" نماذج مرنة لضمان الشمولية:
-
مكتبات شاملة: غرفة مكتبة مخصصة مليئة بالكتب ومساحات قراءة مريحة.
-
زوايا قراءة في الغرف الصفية: مساحات قراءة صغيرة ولكن فعالة داخل الصفوف الدراسية.
-
المكتبات المتنقلة: الوصول إلى المناطق التي تفتقر إلى الخدمات لضمان عدم حرمان أي طفل من فرصة القراءة.
لقد سمحت هذه الاستراتيجيات المخصصة للبرنامج بالتكيف مع المدارس ذات القدرات المختلفة، ما ضمن أن يستفيد كل طفل من تجارب قراءة هادفة.
تعزيز ثقافة القراءة في المنزل
تجاوز برنامج "اقرأ!" حدود المدارس ليشمل الأسر والمجتمعات، حيث عمل على تشجيع العائلات على خلق بيئة تشجع القراءة في المنزل، عن طريق إعارة الكتب للأطفال وإرسالها معهم إلى منازلهم فاستعار الطلبة أكثر من 120,654 كتابًا، ما حفز الآباء على جعل القراءة تجربة مشتركة ومركزية للعائلة، وقد ساعد هذا النهج الشامل في إدخال متعة القراءة إلى العائلات، وجعل الأطفال يرون الكتاب رفيقًا يوميًا لهم، كما عزز الروابط الأسرية أيضًا.
برنامج "اقرأ!": 2024 بالأرقام
-
المدارس المنتفعة: انضمّت 24 مدرسة جديدة إلى البرنامج، ليصل العدد الإجمالي إلى 63 مدرسة منذ عام 2021.
-
إجمالي الكتب الموزعة: تم توزيع أكثر من 82,395 كتاب وقصة جديدة.
-
تمكين المعلمين: تلقى أكثر من 455 معلمًا، و64 أمين مكتبة، و64 مديرًا تدريبًا متخصصًا.
-
إجمالي الكتب المستعارة: استعار الطلبة 120,654 كتابًا.
-
عدد الطلبة المتأثرين: وصل البرنامج إلى 32,000 طالبًا في المدارس المشاركة.
-
متوسط معدل الاستعارة: استعار كل طالب 5 كتب.
نحو مستقبل مستدام
بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، شكّل برنامج "اقرأ" لجنة توجيهية للعمل على إيجاد حلول قابلة للتوسّع ومستدامة لإنشاء مكتبات مدرسية فعّالة. وقد تجاوز هذا التعاون التدخلات الفورية ليعالج التحديات المنهجية مثل اعتماد الكتب وتنظيم المكتبات، بهدف تحقيق تأثير طويل الأمد. ومن خلال مواءمة السياسات واستكشاف استراتيجيات مستدامة، وضع "اقرأ" الأسس لدمج مبادرات القراءة في إطار التعليم في الأردن. وفي عام 2024، لم يكتفِ البرنامج بتوسيع وصول الأطفال إلى الكتب، بل عمل أيضًا لضمان أن تُحدث هذه الجهود فوائد مستدامة للأجيال القادمة.
يمضي برنامج "اقرأ!" نحو مستقبل مشرق، عن طريق تطوير المكتبات في المدارس، وتدريب المعلمين، وإشراك المجتمع المحلي، ويروي لنا قصة تلو الأخرى في تشكيل جيل من القراء الذين يرون الكتب جزءًا من حياتهم، رفقاء دائمين، يُلهمونهم، ويُثرون معرفتهم ويُسعدونهم.