تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الصورة
Let's Read Fluently (Queen Rania Foundation)
أحدث الأبحاث

قياس الدافعية والدعم البيئي للقراءة في المدارس الابتدائية في الأردن

25
0

في إطار تعاون بين مؤسسة الملكة رانيا (QRF) ووزارة التربية والتعليم، وبدعم من مؤسسة وقف التعليم (EEF) ومؤسسة BHP، تم تطوير أداة جديدة لقياس دافعية القراءة والدعم البيئي المرتبط بها لدى الطلبة في الصفوف من الثالث إلى الخامس في الأردن.

 

لماذا تم تطوير هذه الأداة؟

 

رغم التوسع في الجهود الوطنية لتعزيز المهارات الأساسية في القراءة في الأردن، لا تزال هناك فجوة واضحة في الأدوات التي تقيس دوافع الطلبة للقراءة والظروف التي تعزز مشاركتهم، لا سيما في السياقات الناطقة بالعربية. فمعظم أدوات التقييم المتوفرة تركّز بشكل رئيسي على المهارات المعرفية، مع اهتمام أقل بالعوامل الأخرى مثل الدافعية، والثقة بالنفس، والدعم الأسري والمدرسي.

ومن هنا جاء تطوير هذه الأداة لسد هذه الفجوة، حيث تم بناؤها بالاستناد إلى الأدبيات الدولية، وبطريقة تراعي الخصوصية الثقافية المحلية، لتوفّر وسيلة علمية وعملية لقياس مدى مستوى الطلبة للقراءة والعوامل السياقية التي تُشكّل عادات القراءة لدى الطلبة، والتي تُعدّ أساسية لتعزيز القراءة المستمرة والطوعية.

 

ما الذي تقيسه الأداة؟

 

  • عدد البنود: 16 بندًا فرعيًا مدمجة ضمن مقياس واحد يعكس مفهوم الدافعية نحو القراءة والبيئة الداعمة لها.

  • تغطي الأداة أربع مجالات رئيسة: متعة القراءة، الدافعية الذاتية، الثقة في مهارات القراءة، والدعم الأسري والمدرسي. مع إمكانية تضمين أسئلة أخرى بالاستبانة للإجابة على الأسئلة البحثية أو التقييمية الأخرى بحسب الاستخدام.

  • الثبات:  حققت الأداة معامل كرونباخ ألفا قدره 0.897، ما يشير إلى مستوى عالٍ من الاتساق الداخلي. يعكس ذلك قدرة البنود الستة عشر على قياس بُعد موحّد مرتبط بدافعية القراءة والبيئة الداعمة لها، مما يجعل الأداة مناسبة للتقييمات التربوية والدراسات البحثية.

  • قابلة للتوسّع:  مصممة لطلبة الصفوف الثالث حتى الخامس، مع إمكانية تكييفها للاستخدام في صفوف أعلى.

  • الملائمة للعمر:  خضعت لمراجعة لغوية وتربوية من قبل مختصين لضمان بساطة الصياغة ووضوحها بما يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة.

 

تطوير الأداة واختبارها

 

استُند في بناء الأداة إلى أدوات دولية، وبشكل أساسي إلى استبيان السياق الخاص بطلبة PIRLS، وتم تكييفها للسياق الأردني باستخدام أساليب التحليل النفسي الإحصائي.

تم تطوير النسخة الأولية باستخدام بيانات من 1,100 طالب وطالبة في 30 مدرسة، وتمت مصادقة النسخة النهائية من خلال تجربة ميدانية ثانية شملت 435 طالبًا وطالبة في 28 مدرسة حكومية مختارة عشوائيًا من مختلف أقاليم المملكة (الوسط، الشمال، الجنوب).

تم اختبار طريقتين لتطبيق الأداة:

  • تطبيق فردي بإشراف مباشر، يُوصى به لطلبة الصف الثالث

  • تطبيق جماعي داخل الصف، أكثر ملاءمة لطلبة الصفين الرابع والخامس

ويُوصى بإجراء مزيد من الاختبارات لتحديد الأسلوب الأنسب والأكثر موثوقية وسهولة في التنفيذ.

 

أبرز نتائج التجربة الميدانية

 

  • تأثير المدرسة (ICC = 42٪):  أظهرت النتائج أن جزءًا كبيرًا من الفروقات في إجابات الطلبة يعود إلى اختلافات بين المدارس، مما يشير إلى أن عوامل مثل توفر المكتبات، ودعم المعلمين، وتأثير الأقران تلعب دورًا مهمًا في تشكيل دافعية الطلبة للقراءة. كما تسلط النتائج الضوء على أهمية العوامل الفردية، وعلى رأسها بيئة الأسرة.

  • ارتباط قوي بسلوكيات القراءة الفعلية: أظهر الطلبة الذين حصلوا على درجات أعلى في المقياس معدلات أكبر من القراءة للمتعة، والقراءة في المنزل، والانخراط حاليًا في قراءة كتاب، مما يعزز من صلاحية الأداة كمؤشر موثوق لدافعية القراءة.

 

تم تطويرها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم

 

تم تطوير الأداة بالتعاون الوثيق مع عدد من إدارات الوزارة، منها:

  • إدارة الامتحانات

  • وحدة البحث والتطوير

  • إدارة المناهج (بما في ذلك فريق المكتبات)

  • إدارة الإشراف والتدريب التربوي

     

شمل تطوير الأداة ورش عمل فنية ومراجعات للأدبيات ومراحل متعددة من التنقيح، بدعم من لجنة استشارية أكاديمية تضم خبراء في المجال: البروفيسور روب كو والدكتور فابيان شميت و روان عوّاد و حنين العبد و الدكتور ماتيو رافا.

 

الاستخدامات المحتملة مستقبلاً

 

  • في تقييم البرامج: لقياس المؤشرات غير المعرفية ضمن مبادرات مؤسسة الملكة رانيا، مثل برنامج "اقرأ!"

  • لدعم الاستراتيجيات الوطنية: قد تُستخدم لتوفير بيانات داعمة لجهود تعزيز ثقافة القراءة ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للقراءة

  • كأداة للرصد والبحث: تتميز بالمرونة الكافية لاستخدامها في سياقات تعليمية مختلفة في الدول العربية

     

الأداة متاحة الآن للاستخدام العام، وتُرفق معها أدلة إرشادية للتطبيق الفردي والجماعي. ترحب مؤسسة الملكة رانيا بملاحظات واقتراحات الممارسين والباحثين بهدف تطوير الأداة وتعزيز ملاءمتها لمجالات استخدام أوسع.