تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الصورة

الدليل الإرشادي للتغذية الراجعة

تؤدي التغذية الراجعة المقدمة من المعلمين إلى الطلبة دورًا مهمًا في تعزيز تعلّمهم على اختلاف المراحل والمستويات، خاصة إذا قُدّمت بطريقة فعّالة فستؤثر على المخرجات التعليمية بشكل كبير، أما إذا قُدّمت بطريقة غير ملائمة فستؤثر سلبيًّا على الطلبة، وقد عرضت دراسات أخرى آراءً للطلبة يقولون فيها إنّ القليل فقط من التغذية الراجعة الكثيرة المُقدّمة لهم مفيد لتعلمهم، ومن هنا يأتي السؤال:"كيف نضمن تقديم تغذية راجعة فعّالة تدفع التعلّم إلى الأمام؟"

 

عن الدليل

ما الذي يتضمنه هذا الدليل؟

في هذا الدليل الإرشادي، نجيب عن السؤال: "كيف نضمن تقديم تغذية راجعة فعّالة تدفع التعلّم إلى الأمام؟"مع التركيز على التغذية الراجعة التي يقدّمها المعلمون جاء هذا الدليل في ست توصيات تضع أسسًا لتغذية راجعة فعالة، تبدأ كل منها بمقدمة عن المحاور الرئيسة للتوصية، يليها تقديم لتوضيحات وأساليب واستراتيجيات حول "ما قد ينجح في الصف الدراسي،"اقرأ المزيد

تؤدي التغذية الراجعة المقدمة من المعلمين إلى الطلبة دورًا مهمًا في تعزيز تعلّمهم على اختلاف المراحل والمستويات، خاصة إذا قُدّمت بطريقة فعّالة فستؤثر على المخرجات التعليمية بشكل كبير، أما إذا قُدّمت بطريقة غير ملائمة فستؤثر سلبيًّا على الطلبة، وقد عرضت دراسات أخرى آراءً للطلبة يقولون فيها إنّ القليل فقط من التغذية الراجعة الكثيرة المُقدّمة لهم مفيد لتعلمهم، ومن هنا يأتي السؤال:"كيف نضمن تقديم تغذية راجعة فعّالة تدفع التعلّم إلى الأمام؟"

 

عن الدليل

ما الذي يتضمنه هذا الدليل؟

في هذا الدليل الإرشادي، نجيب عن السؤال: "كيف نضمن تقديم تغذية راجعة فعّالة تدفع التعلّم إلى الأمام؟"مع التركيز على التغذية الراجعة التي يقدّمها المعلمون جاء هذا الدليل في ست توصيات تضع أسسًا لتغذية راجعة فعالة، تبدأ كل منها بمقدمة عن المحاور الرئيسة للتوصية، يليها تقديم لتوضيحات وأساليب واستراتيجيات حول "ما قد ينجح في الصف الدراسي،" وننمذجها في الغرفة الصفية عبر أمثلة متنوعة. نجيب أيضًا عن بعض التساؤلات التي يطرحها المعلمون عبر مجموعة من الفيديوهات القصيرة التي ترد في نقاط مختلفة في الدليل حسب ملاءمتها للنقاط المطروحة.

 

لمن يُوجّه هذا الدليل؟

يمكن توجيه هذا الدليل إلى المدارس الابتدائية والثانوية ومقدمي التعليم الأساسيّ والإضافي على حد سواء، وإلى معلمي الصفوف ومديري المدارس الذين يضعون سياسات التغذية الراجعة للمدارس وينفذونها، وهو يستهدف المواد جميعها مقدّمًا المبادئ التي تناسب الجميع، إلى جانب طرحه أمثلة توضّح عملية تقديم التغذية الراجعة في سياقات خاصة بالمواد والمراحل. ومن الفئات الأخرى الّتي قد يعنيها هذا التقرير: صناع القرار، وأولياء الأمور، ومطوّرو البرامج، وصنّاع السياسات، والباحثون التربويون.

 

ما رسالتنا في هذا الدليل؟

نؤكد في هذا الدليل رسائل مهمة للمعلمين (بالتعاون مع إداراتهم المدرسية وبدعم منها):

- التركيز على مبادئ التغذية الراجعة الفعّالة لضمان تقديم تغذية راجعة تدفع التعلّم إلى الأمام، وأهمها التدريس على سوية عالية -الذي يسبق التغذية الراجعة-، واعتماد استراتيجيات التقييم التكويني، وتقديم تغذية راجعة حسنة التوقيت تدفع التعلّم إلى الأمام، والتفكير في طريقة تلقي المتعلمين للتغذية الراجعة واستخدامهم لها (التوصيات 1-3).

- التركيز على جودة التغذية الراجعة وفاعليتها، بغض النظر عن طرق تقديمها (شفهية أو مكتوبة) أو كميتها وعدد مرات تقديمها.

 

ما التغذية الراجعة المُقدَّمة من المعلمين؟

التغذية الراجعة عملية منظمة، لا تأخذ شكل علاقة أحادية تتضمن مسببًا للتغيير (المعلم) ومتلق له (الطالب)، بل عملية ثنائية أو متعددة الجوانب، يتحاور فيها المعلمون والطلبة بشكل تفاعلي، وتوضح للطلبة أين سيتجهون وكيف، والخطوات الآتية في رحلتهم التعليمية. وعليه، يجب توفير بيئة تعليمية داعمة للطلبة لهذا الغرض، والإيمان بدورهم الفاعل في عملية تعلّمهم منذ السنوات الأولى. ويجسد هذا غايتنا الأشمل، إعداد طلبة قادرين على إدارة تعلمهم بفاعلية (واستقلالية). نركّز  في هذا الدليل الإرشادي على التغذية الراجعة المقدّمة من المعلمين إلى الطلبة فقط، ويمكن تعريفها على أنّها: "المعلومات التي يقدمها المعلم للطلبة حول أدائهم والتي تهدف إلى تحسين التعلّم". ويمكن للمعلمين تقديم التغذية الراجعة بطرائق عدة: 

 

وترِد هذه الجوانب الأربعة بمزيد من التفصيل هنا. وتتنوع أشكال التغذية الراجعة أيضًا بين إيجابية وسلبية، وضمنية ومباشرة، وقد يقدمها الطلبة لأنفسهم أو للأقران. انظروا الأمثلة التوضيحية هنا.

 

قبل أن نبدأ، نود أن نطرح عليكم بعض الأسئلة المتعلقة بالتغذية الراجعة هنا. سيجيب الدليل عن هذه الأسئلة وغيرها.

الصورة

التوصيات الستة لضمان تغذية راجعة فعّالة

التوصية 1:

إرساء الأسس للتغذية الراجعة الفعّالة

مقدمة

أحيانًا قد تعيق التغذية الراجعة تقدّم الطلبة لهذا يجب أن يركز المعلمون على أن تدفع التغذية الراجعة التعلم إلى الأمام، ولتحقيق ذلك يجب على المعلمين إرساء الأسس أولًا عبر تقديم تدريس عالي الجودة، بما في ذلك استخدام استراتيجيتين للتقييم التكويني:

- تحديد أهداف التعلّم (التي ستُوجَّه التغذية الراجعة نحوها).

- تقييم فجوات التعلّم (التي ستعالجها التغذية الراجعة).

 

تقديم تدريس عالي الجودة

إنّ تقديم تدريس عالي الجودة للطلبة يعني أن المعلّمين:

مبدأ 1: يبنون على المعرفة والخبرة السابقة للطلبة عبر الصور أو خرائط الكلمات أو غيرها من الأدوات. انظروا ورقة عمل ربط النص.

مبدأ 2: يتجنبون إثقال الذاكرة العاملة للطلبة بتقسيم المواد المعقدة إلى خطوات أصغر، كأن يخصص المعلم مثلًا درسًا للحركات القصيرة وآخر للحركات الطويلة في مادة اللغة العربية. انظروا كيفية التدرج في الطرح، وفيديو هل يجب تصحيح الأخطاء جميعها؟

مبدأ 3: يشجعون الاحتفاظ بالتعلّم باستخدام التكرار والممارسة واسترجاع المعارف والمهارات الأساسية. انظروا كيفية تشجيع الاحتفاظ بالتعلّم.

مبدأ 4: يقدمون منهاجًا دراسيًا متسلسلًا بعناية يُعلّم المفاهيم والمعارف والمهارات والمبادئ الأساسية.

مبدأ 5: يستخدمون التشبيهات والرسوم التوضيحية والأمثلة والتفسيرات والمقارنات والعروض التوضيحية الفعّالة. انظروا كيفية استخدام التشبيهات والرسوم التوضيحية

مبدأ 6: يكونون على علم بالمفاهيم الخاطئة الشائعة ويعدّون استراتيجيات للتعامل معها. انظروا إلى العلم بالمفاهيم الخاطئة الشائعة وكيفية التعامل معها.

مبدأ 7: يخططون للدروس الفعّالة، ويستفيدون من النمذجة والتفسيرات والمواد الداعمة لدعم التعلّم. شاهدوا الفيديوالذي تُشرك فيه المعلمة الطلبة في قراءة كتاب مصوّر، وتنمذج في أثناء قراءته الجهرية مهارات القرّاء الأكفاء بما في ذلك القراءة بطلاقة. شاهدوا فيديو القراءة المشتركة. انظروا أيضًا كيفية كتابة الفقرة الذي يعرض بعض الأطر التي يمكن للمعلم الاستفادة منها لنمذجة التعلّم ودعمه.

مبدأ 8: يُكيّفون التدريس على نحو يستجيب لاحتياجات الطلبة المختلفة.

مبدأ 9: يزوّدون الطلبة بالأدوات والاستراتيجيات لتخطيط تعلمهم ورصده وتقييمه. انظروا كيفية تزويد الطلبة بالأدوات والاستراتيجيات لتخطيط تعلمهم ورصده وتقييمه. انظروا أيضًا

 جلسة تعزيز مهارات ما وراء المعرفة والتنظيم الذاتي لدى الطلبة.

 

التقييم التكويني

ينبغي للمعلمين قبل تقديم التغذية الراجعة استخدام استراتيجيتين للتقييم التكويني، ويعني ذلك تقديم تدريس متكيّف مع احتياجات الطلبة، واستخدام الأدلة حول التعلّم لتعديل عملية التدريس، بما يضمن دفع التعلّم إلى الأمام. أمّا فيما يتعلّق بالشكل الذي يتخذه ذلك في الصف الدراسي، فيمكن تلخيص ذلك في خمس استراتيجيات على النحو الموضح في الشكل هنا.

 

كيف يمكن أن تبدو مشاركة أهداف التعلّم في الصف؟

 أوّلًا، يجب أن يكون لدى المعلمين فكرة واضحة عن أهداف التعلّم، وعليهم مشاركتها مع الطلبة، ما يمكّن المعلم والطلبة من تكوين فهم مشترك "لمفهوم الجودة" الذي يسعَوْن إلى الوصول إليه، ويمكن حينئذ استخدام التغذية الراجعة لإيصال الطلبة نحو هذا المفهوم، ولتحقيق ذلك ينبغي للمعلمين:

مناقشة مواطن القوة والضعف: شارِكْ الطلبة أمثلة مجهولة الهويّة دون إخبارهم عمّا تعتقد أنه عالي الجودة أو متدني الجودة، ثمّ ناقش مواطن القوة والضعف في تلك الأعمال، واستخدم هذه المناقشة لبناء نموذج تقييم للعمل الناجح في هذا المجال. يجب توخي الحذر هنا بالنسبة لرد الفعل النفسي للطلبة عند مناقشة نقاط الضعف في أعمالهم، إذ يجب الثناء على مواطن القوة أوّلًا، ثم مناقشة مواطن الضعف على أنها فرص لتحسين العمل لا هدمه. كما يجب أوّلًا توفير بيئة داعمة للتعلّم يوضح فيها المعلم أن هذا التدريب فرصة للتعلم التعاوني وأن الأخطاء مؤشر لعملية التعلّم وجزء طبيعي منها.

العمل النموذجي: شارِكْ أمثلة متميزة من أعمال طلبة سابقين، ثمّ ناقش مع طلبة الصف ما الذي يجعل هذا العمل عالي الجودة. يمكن سؤال الطلبة في البداية عن رأيهم عن سوية العمل قبل إخبارهم بأنه نموذجي، وإتاحة الفرصة لهم لدعم أرائهم بأمثلة محددة من العمل، ثم إخبارهم أنه عالي الجودة بعد ذلك. قد يعرض المعلم العمل النموذجي في أثناء المناقشات الصفية، أو يوضّح معايير ذلك قبل البدء بالمهمة. 

"ما لا يجب كتابته": ناقش مع طلبة الصف قائمة بـ "ما لا يجب كتابته".

تصميم الأسئلة: يمكن أن يتمثّل ذلك في تصميم الطلبة سؤالًا وإجابة مصاحبة لموضوع يتعلّمونه، وذلك بتوجيه مباشر من المعلم. انظروا ورقة عمل عائلة الكلمات ونشاط تحديد أنواع الكلمات.

 "اختيار-تبادل-اختيار": استراتيجية يَطلب من خلالها المعلم من الطلبة فعل الشيء نفسه عدة مرات، ثم العمل مع شريك لتحديد المحاولة الأكثر نجاحًا. على سبيل المثال، قد يطلب المعلم من الطلبة كتابة حرف ما عدة مرات، ويمكن لكل طالب بعد ذلك وضع دائرة حول أفضل محاولاته قبل تبادلها مع شريك ومناقشة ما إذا كان يوافق على اختياره، ما يتيح الفرصة لمناقشة جودة العمل وتعزيز التعلّم التعاوني في الوقت ذاته. ويمكن استخدام هذا الأسلوب في مختلف المواد والمراحل. انظروا استراتيجية اختيار-تبادل-اختيار.

 

كيف يمكن أن تبدو استراتيجية "استخلاص أدلة التعلّم" في الصف؟

هنا بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمعلمين استخدامها لضمان تقديم تغذية راجعة عالية الجودة، والتي يستخدمها بالفعل كثير من المعلمين يوميًّا في صفوفهم:

- طرح الأسئلة الفعّال.

- أنظمة استجابة الطلبة جميعهم.

- المهام المصمّمة بعناية.

طرح الأسئلة الفعّال: يتيح للمعلمين تقييم فهم الطلبة، وتفسير إجاباتهم عن الأسئلة لتحديد التغذية الراجعة التي يجب تقديمها. وينبغي للمعلمين التأكد من أنهم يطلبون الإجابات من الطلبة جميعهم. وأن يفكّروا في استخدام أساليب مثل "عدم رفع الأيدي"، حيث ينبغي توفير "مهلة" كافية للطلبة للإجابة وتأطير الأسئلة بعناية؛ حتى يعرفوا المزيد عن تفكير الطلبة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمعلم أن يستمع جيدًا إلى إجابات الطلبة، وأن يولي الاهتمام لمحاولة تفسير طريقة تفكير الطلبة وفهمهم، وليس لكون إجاباتهم صحيحة فحسب، ومن شأن ذلك أن يثري التغذية الراجعة التي يقدمها المعلم فيما بعد. شاهدوا فيديو القراءة الموجهة الذي توظّف فيه المعلمة طرح الأسئلة والتغذية الراجعة الملائمة لتطبيق استراتيجيات القراءة التي تعلّمها الطلبة ضمن نصوصٍ جديدة، وتحثّهم على التفكير بعمق في أثناء القراءة لتحليل اللغة والمعاني العميقة التي تتضمنها النصوص وما تحمله من مفردات جديدة.

أنظمة استجابة جميع الطلبة: تهدف إلى تقييم فهم الصف بأكمله للموضوع، مما قد يُثري التغذية الراجعة المقدمة فيما بعد. وللتقييم السريع، يمكن استخدام أساليب عملية مثل ألواح الكتابة المصغرة، أو بطاقات الصح أو الخطأ (الحمراء والخضراء)، أو الإبهام لأعلى أو لأسفل. كما تقدم "أسئلة النقطة المفصليّة" أسلوبًا مفيدًا: وهي أسئلة متعددة الخيارات، توضّح كل إجابة غير صحيحة فيها خطأً في فهم الطلبة. سيكون تقييم الإجابات سريعًا جدًّا خلال الدرس؛ لذا يمكن للمعلم استخدام هذه الأسئلة في منتصف الدرس لتقييم الاتجاه الذي سيتخذه الدرس بعد ذلك والتغذيةِ الراجعةِ التي ينبغي تقديمها. وفي نهاية الدرس، قد تكون أسئلة نهاية الحصة الدراسية (أو "بطاقة الخروج") مفيدة حيث يجيب الطلبة عن الأسئلة المكتوبة في القصاصات ومن ثم يسلمونها إلى المعلم.

المهام المصمّمة بعناية: مهما كانت المهمة التي يؤديها الطلبة، ينبغي للمعلمين تصميم المهام مع وضع التغذية الراجعة في الاعتبار، ينبغي للمهامّ أن تقدم أدلةً للمعلم حول ما يفكر الطلبة فيه، سواء أكان الطلبة يجيبون عن سلسلة من الأسئلة أو يكتبون مقالة طويلة، وسواء أكانوا يشاركون في مهام عملية أو يجرون مناقشة. ومهما كانت المهمة، ينبغي للمعلم أن يسأل نفسه: "هل ستكشف المهمة عما يفكر فيه الطلبة؟ وهل يمكنني استخدام هذا لتقديم تغذية راجعة؟" إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يتعيّن على المعلم إعادة تصميم المهمة. ويجب على المعلم أيضًا التأكد من فهم الطلبة للمهمة بتوضيح الهدف منها أوّلًا، ما يشجعهم على الانخراط فيها بشكل أفضل، ومن ثم مراقبة أداء الطلبة لها. انظروا مثالًا على مهمة صفية مصممة بعناية. ويجب أن يقدّم المعلم نماذج التقييم للطلبة قبل أداء المهام ليعرفوا ما يتوقعه منهم بشكل دقيق مما يساعدهم في فهم ما يريده منهم وإدراك أهداف التعلم المرجوة في المهمة، ويخفّف عبء التغذية الراجعة المطلوبة من المعلم لاحقًا. وتوجه نماذج التقييم للطلبة أو لأولياء الأمور للطلبة الأصغر سنًّا، ويمكن تعزيز فهم الأطفال لها عبر رسوم توضيحية انظروا نماذج التقييم.

التوصية 2:

تقديم التغذية الراجعة حسنة التوقيت التي تركّز على دفع التعلم إلى الأمام

 بعد تقديم التدريس الأولي الفعّال، وبعد تحديد هدف التعلّم والتقييم التكويني لمستوى فهم الطلبة، ينبغي للمعلمين بعد ذلك تقديم تغذية راجعة في الوقت المناسب، تركّز بشكل خاص على المهمة و/أو المادة و/أو استراتيجيات التنظيم الذاتي لدى الطلبة.

تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب

قد تكون التغذية الراجعة المباشرة فعالة لأنها قد تمنع تكوين المفاهيم الخاطئة في وقت مبكر، كما يمكن أن تكون التغذية الراجعة المتأخرة مفيدة أيضًا؛ لأنها قد تجبر الطلبة على المشاركة الكاملة في العمل قبل إعطائهم الإجابة، وهذا بدوره قد يجعلهم يعملون بجدّ لاسترجاع المعلومات التي تعلموها، ما يساعدهم على تذكر المزيد مما تعلموه.

 

كيف يمكن أن تبدو التغذية الراجعة حسنة التوقيت في الصف؟

لا يوجد وقت محدد لتقديم التغذية الراجعة، بل يُترك اختيار هذا الوقت وتحديده إلى المعلم. لذلك هو عنصر رئيس في المهارة المهنية للمعلم. شاهدوا الفيديو كيف أحدّد الوقت المناسب لتقديم التغذية الراجعة؟ ولتوجيه هذا التقدير، ينبغي للمعلمين التفكير في ثلاثة أمور: المهمة، والطالب، والصف. انظروا خصائص التغذية الراجعة حسنة التوقيت.

 

تركيز التغذية الراجعة على دفع التعلّم إلى الأمام

ينبغي أن تركّز التغذية الراجعة على دفع التعلّم إلى الأمام، واستهداف فجوة التعلّم التي حددها المعلم، وضمان تحسّن الطلبة. وبكلمات أدق، يمكن أن تركز التغذية الراجعة عالية الجودة على المهمة (نتيجتها، والنصائح حول سُبل التحسّن عند أداء هذا النوع المحدد من المهام)، والمادة (والعمليات الأساسية في هذه المادة)، واستراتيجيات التنظيم الذاتي (كيف يخطط الطلبة عملهم ويراقبونه ويقيّمونه). انظروا أمثلة تتعلق بالمهمة والمادة واستراتيجيات التنظيم الذاتي تركز على دفع التعلّم إلى الأمام.

 

التغذية الراجعة التي تركز على الخصائص الشخصية للطلبة

إن التغذية الراجعة التي تركز على الخصائص الشخصية للطلبة غير فعّالة؛ ربما لأنها تُقدّم حول الشخص وليس حول تفاصيل المهمة، أو فهمه للمادة، أو استخدامه للتنظيم الذاتي كما أنها تصرف تركيز الطلبة بعيدًا عن التعلّم نحو تأثير التغذية الراجعة على تقديرهم الذاتي. فمثلًا: عندما يُطلق على الطالب اسم " كيميائي بالفطرة"، أو يقال له "عمل رائع، أنت بارع في الرياضيات"، أو "هذا جيد، لكنك أفضل من ذلك" أو "أنت مؤرخ موهوب، جهد رائع كالعادة"، أو "هذا عمل رديء، أتوقع أفضل من ذلك من طالب في مستواك،" فذلك لن يقدم أي معلومات إضافية يمكن للطالب استخدامها لتحسين أدائه في هذه المواد، وقد يصرف انتباهه بعيدًا عن التعلّم.

لا يعني هذا بالتأكيد عدم تقديم تغذية راجعة مشجعّة للطلبة، فهي مهمة لدعم دافعية التعلّم لديهم وثقتهم بأنفسهم، ولكن لا يُرجّح أن تدفع التعلّم إلى الأمام إن لم ترتبط أيضًا بمعلومات محددة حول الأداء (بما فيها الأداء الجيد والصحيح لنقاط محددة من العمل) وسبل تحسينه.

 

الدرجات والثناء والجهد

في البدء، تأملوا السؤال "هل أستخدم الدرجات أم التعليقات؟" لإجابة أولية، شاهدوا فيديو هل أستخدم الدرجات أم التعليقات؟

الدرجات: قد لا تحسّن الدرجات وحدها أداء الطلبة، وربما يكون من الأفضل أن تحلّ محلها التعليقات، لكن قد توفر الدرجات معلومات تساعد في إحراز التقدم في التعلّم شريطة التأكد من أن الطالب يعرف ما تعنيه هذه الدرجة، وما التحسينات التي عليه إجراؤها على أنواع محددة من المهام، وفي تلك المادة ككل. 

الثناء: قد يصرف الثناء انتباه الطلبة عن التعلّم نحو التركيز على تقديرهم لذاتهم. ولكن هذا لا يعني عدم تقديم الثناء ضمن تغذية راجعة مشجعّة للطلبة؛ لأنه يدعم دافعية التعلّم لديهم وثقتهم بأنفسهم، ولكنها قد تكون أكثر فاعلية إذا ركّزت على إنجاز محدد للطلبة في المهمة أو المادة أو تنظيمهم الذاتي (وليس الثناء والتعليقات العامة مثل قول "عمل رائع"). فمثلًا قد يقول المعلم: "أعجبني وصفك لشخصية سامر في القصة؛ لأنك ركزت بشكل كبير على الجوانب النفسية لشخصيته" أو "إنشاء مترابط لأنك استخدمت أدوات ربط مناسبة، مثل: ومن ثم، ومع ذلك، وعطفًا على هذا الأمر"، وبهذا يضمن أن يكون الثناء أكثر فاعلية. وقد يستخدم المعلم أيضًا الثناء في الصف لأغراض أخرى؛ مثل تعزيز السلوك الإيجابي وحث الطلبة على إنجاز المهمة. يمكن أيضًا تقديم ثناء محدّد ومركّز عندما يستخدم الطلبة المهارات الاجتماعية والعاطفية من أجل دعم نموهم الاجتماعي والعاطفي.

 

الجهد: يعلّق بعض المعلمين على الجهد الذي بذله الطلبة في نشاط ما، على الرغم من صعوبة التأكد بدقة من مقدار الجهد الذي بذله الطالب في المهمة. وفي حال اختيار المعلم التعليق على الجهد، فقد يكون من المفيد ربط التعليق بالإجراءات التي يمكن للطلبة اتخاذها لتحسين المهمة أو المادة أو التنظيم الذاتي بدلًا عن التعليق على الجهد العام للطلبة. فمثلًا، بدلًا من قول: "لم تبذل جهدًا كافيًا"، يمكن لمعلم الرياضيات أن يقول: "يمكنك تحسين إجابتك عن السؤال الثاني إذا قضيت وقتًا أطول قليلًا في حلّه" (المهمة)، أو "ستكون رسومك البيانية مثالية إذا فكّرت أكثر قليلًا في تسمية المحاور" (المادة)، أو "احرص على منح نفسك وقتًا في نهاية الجلسة لمراجعة عملك والتأكد من صحته" (التنظيم الذاتي).

 

خلاصة القول يمكن للمعلم أن يختار الآلية المناسبة في تقديم التغذية الراجعة سواء أكانت الدرجات أو الثناء أو التعليق على الجهد، بشرط أن تتضمن التركيز على المهمة و/أو المادة و/أو استراتيجيات التنظيم الذاتي، وأن لا تركّز على الخصائص الشخصية للطلبة أو تتضمّن تعليقات عامة أو غامضة، وأن يتذكر دومًا أن التغذية الراجعة تقدّم حول الأداء الجيد والصحيح أيضا، وليس حول الأداء الضعيف فقط.

التوصية 3:

التخطيط لكيفية تلقي الطلبة للتغذية الراجعة واستخدامها

في البدء، تأملوا السؤال "كيف يتلقّى الطلبة التغذية الراجعة؟" لإجابة أولية، شاهدوا فيديو كيف يتلقّى الطلبة التغذية الراجعة؟.

يجب على المعلمين عند تقديم التغذية الراجعة الفعّالة- إيلاء اهتمام شديد بكيفية تلقّي الطلبة للتغذية الراجعة وما يفعلونه بها لاحقًا. فقد أشارت الدراسات إلى إن أهم القرارات المتخذة في الصفوف الدراسية لا يتخذها المعلمون بل يتخذها الطلبة.


تلقّي التغذية الراجعة

ثمة مجموعة من العوامل التي تؤثر على تلقي الطلبة للتغذية الراجعة، واستخدامها بفاعلية، منها:

دافعية الطلبة ورغبتهم في الحصول على التغذية الراجعة: يدرك المعلمون أنّ على الطلبة طلب التغذية الراجعة والترحيب بها حتى تكون فعّالة، كما يحتاج الطلبة إلى أنواع مختلفة من التغذية الراجعة لتلبي اختلافاتهم وتنوّعهم.

 

الثقة بالنفس والتصور الذاتي: قد تؤثر مستويات الثقة بالنفس لدى الطلبة فيما يتعلق بأدائهم الأكاديمي و"تصورهم الذاتي" (ما يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيقه) على استخدامهم التغذية الراجعة المقدّمة، لا سيما عندما تتعارض التغذية الراجعة المقدمة مع وجهة نظرهم حول أنفسهم؛ فإذا كان الطلبة يعتقدون أن لديهم قدرات عالية جدًا، ثم تلقوا تغذية راجعة بنّاءة تشير إلى أنهم بحاجة إلى إجراء تغييرات وتحسينات، فقد يُزعجهم ذلك ويؤدي إلى صرف انتباههم عن التعلّم.

 

 الثقة بالمعلم: إذا كان الطلبة لا يثقون بمعلمهم، فغالبًا لن يستخدموا التغذية الراجعة المقدمة، وقد يظنّون أنّ اقتراحات التحسين هي انتقادات غير عادلة ويرفضونها.

 

الذاكرة العاملة: هي الجزء المسؤول في الدماغ عن تخزين المعلومات، ويجب على المعلمين عدم إثقال هذه الذاكرة لدى الطلبة، علمًا أنّ كل طالب لديه سعة تخزينية مختلفة عن الطلبة الآخرين، ما يحتّم على المعلمين تطويع التغذية الراجعة وتقديم تغذية راجعة أيسر وأوضح لبعض الطلبة. ولهذا السبب لا ينصح بتصحيح الأخطاء جميعها في وقت واحد، شاهدوا فيديو هل يجب تصحيح الأخطاء جميعها في آن واحد؟

 


كيف يمكن للمعلم إعداد الطلبة لتلقي التغذية الراجعة؟

إليكم بعض الأفكار المقترحة حول كيفية إعداد المعلم الطلبة لتلقي التغذية الراجعة التي تأخذ في الاعتبار العوامل المحتملة الآتية:

- مناقشة الغرض من التغذية الراجعة: إن إجراء مناقشات مع طلبة الصف أو مع أفراد معينين حول سبب تقديم التغذية الراجعة قد يدعم دافعية الطلبة ورغبتهم في تلقي التغذية الراجعة، والأمر الأساسي هو التأكيد على أن التغذية الراجعة لا يُقصد منها الانتقاد، إنما تُقدّم لأن لدى المعلم معايير عالية يؤمن تمامًا أن الطلبة يمكنهم تلبيتها.

 

- نمذجة استخدام التغذية الراجعة: غالبًا ما سيستخدم الطلبة التغذية الراجعة إذا نُمذجت لهم من قبل أقرانهم؛  فإذا عبّر أحد الأقران عن استعداده لتلقي التغذية الراجعة وأقرّ أنها ليست مصمّمة لانتقادهم، وإنما تُقدّم بغرض تحسين تعلّمهم، فهذا سيشجّع زملاءه على استخدامها وتحسين تعلمهم. انظروا هنا مثالين من الصف حول نمذجة استخدام التغذية الراجعة.

 

- تقديم تغذية راجعة واضحة وموجزة ومركّزة: إنّ تقديم التغذية الراجعة الواضحة والموجزة يساعد المعلمين على عدم الإثقال على الطلبة، انظروا هنا بعض الأمثلة.

 

- التأكد من فهم الطلبة للتغذية الراجعة المقدمة: ينبغي التفكير بعناية في اللغة والمحتوى المستخدمين في التغذية الراجعة للتأكد من أن الطلبة يفهمون ما يقوله المعلم، وفي حالة تقديم تغذية راجعة مكتوبة، فيجب أن يكون خط المعلم واضحًا بدرجة كافية حتى يتمكن الطلبة من فهمها. أيًا كانت الاستراتيجية التي يختار المعلم استخدامها، ينبغي له رصد ما إذا كان الطلبة يستخدمون التغذية الراجعة التي يقدمها، وفي حال عدم استخدامهم لها، سيتطلب الأمر تعديل الأسلوب للتأكد من أن الطلبة يرحبون بالمعلومات المقدمة ويطبّقونها.

 


تخطيط الوقت والفرص لاستخدام التغذية الراجعة

أشار (ديلان ويليام) Dylan William، إلى أنه يجب استخدام التغذية الراجعة الفعّالة بوصفها زجاجًا أماميًّا وليس مرآة للرؤية الخلفية، بمعنى آخر، ينبغي أن تكون بمثابة "وصفة للعمل المستقبلي". ومن الضروري إتاحة الوقت والفرص للطلبة لاستخدام التغذية الراجعة على نحو يدفع التعلّم إلى الأمام؛ فبدلًا من مجرد التعليق على العمل الذي أُنجِز، يجب أن تؤثر التغذية الراجعة على العمل المستقبلي الذي سيقوم به الطلبة. فبعد تحديد فجوة التعلّم من خلال التقييم التكويني الفعال، تُقدّم التغذية الراجعة لسدّ هذه الفجوة، ولا تُسدّ فجوة التعلّم، وبالتالي لا تُسدّ حلقة التغذية الراجعة إلّا عندما يستخدم الطلبة تلك التغذية الراجعة.

 


كيف يمكن أن تبدو أنشطة ما بعد التغذية الراجعة الفعّالة في الصف؟

أنشطة التحرّي: يجرّب المعلّم  تحويل التغذية الراجعة إلى عمل تحرّي. فمثلًا  بدلًا من أن يقول للطلبة: "من الأفضل لو بدّلتم هاتين الفقرتين حول القصة"، يمكن القول: "أعتقد أنه سيكون من الأفضل عكس فقرتين من هذه الفقرات، اكتشفوا الفقرتين اللتين تعتقدون أنني أتحدث عنهما". كما يمكن للمعلم وضع نقاط في الهامش في المواضع التي قد يكون فيها أخطاء، وأن يطلب إلى الطلبة العثور عليها وتصحيحها.

المناقشة الصفية للتغذية الراجعة: إنّ إتاحة الفرص لطلبة الصف لمناقشة التغذية الراجعة المقدمة بصورة جماعية قد يحسّن استخدام الطلبة لها وتحصيلهم اللاحق.

 

"ثلاثة أسئلة": يطرح المعلم ثلاثة أسئلة مركزة في نهاية عمل مكتوب لكل طالب وطالبة، ثم يجيب الطلبة عنها، على أن تكون الأسئلة هادفة ومركّزة ومختلفة باختلاف الطلبة. انظروا هنا.

 

تصحيح الأخطاء وتعديل العمل: يمكن للمعلمين أن يطلبوا إلى الطلبة إجراء تصحيحات وتعديلات محددة على عمل سابق، وقد تساعد قائمة مرجعية للأخطاء الشائعة، مع نمذجة استخدامها بصورة ملائمة من قبل المعلم، على توجيه هذا الأسلوب بشكل مفيد. انظروا قائمة ما لا يجب كتابته.

 

حلّ مسائل مماثلة مع أخذ التغذية الراجعة في الاعتبار: تناسب هذه الاستراتيجية المواد العملية مثل التربية الرياضية والموسيقا والرسم؛ إذ يمكن للطلبة تكرار الأداء فورًا، لكن يمكن أيضًا استخدامها على مستوى المنهاج الدراسي، انظروا نمذجة استخدام التغذية الراجعة.

 

إعادة صياغة العمل: يقدّم المعلم ملاحظات خاصة للمجموعة الواحدة ويساعدها على تحسين أدائها. انظروا إلى إعادة صياغة العمل، دراسة حالة.

 


استخدام التغذية الراجعة لتوجيه التدريس في العام المقبل

إنّ استخدام التغذية الراجعة لتوجيه التدريس والتعلّم في المستقبل قد لا يقتصر على الدروس الحالية للمعلمين، إذ يمكنها إعادة توجيه طريقة تدريس الموضوع ذاته في العام المقبل.

التوصية 4:

النظر بعناية في كيفية استخدام التغذية الراجعة المكتوبة الهادفة والموفّرة للوقت

لطالما كانت التغذية الراجعة المكتوبة -سواء أكانت تعليقات مكتوبة أو علامات أو درجات أو مزيجًا من ذلك-  في صميم ممارسات التغذية الراجعة في المدرسة، ويُنظر إليها على نطاق أوسع بوصفها جانبًا أساسيًا من جوانب التدريس. والتصحيح المكتوب شكل واحد فقط من أشكال التغذية الراجعة"، وتظهر الدراسات  أن تدخلات التغذية الراجعة المكتوبة جميعها (التي تشمل التعليقات أو العلامات أو الدرجات) مرتبطة برفع مستوى تحصيل الطلبة عند مقارنتها بعدم تقديم تغذية راجعة أو بالممارسة المعتادة. 

 

هل يقضي المعلمون وقتًا طويلًا في تقديم التغذية الراجعة المكتوبة؟

يقضي المعلمون جزءًا كبيرًا من وقتهم في تقديم التغذية الراجعة المكتوبة حول عمل الطلبة، ما يؤثر سلبًا على المعلمين. كما أنها تحول دون قيام المعلمين بعمل هادف عوضًا عن تقديمها، لهذا ننصح مديري المدارس النظر في المهام الأخرى التي سيتعيّن على المعلمين التخلي عنها لتقديم التغذية الراجعة والتكلفة المتعلقة بالمجالات الأخرى، مثل تقليص وقت التخطيط إذا ما كانت جديرة بالوقت المستغرق في تقديم التغذية الراجعة المكتوبة  والبحث عن كيفية تخصيص الوقت الكافي للمعلمين لتقديم تغدية راجعة مؤثرة قد يكون بعضها مكتوبًا. 

 

كيف يمكن أن تبدو التغذية الراجعة المكتوبة الفعّالة والموفّرة للوقت في الصف؟

يجب أن تحقق التغذية الراجعة المبادئ الموضحة في التوصيات من 1 إلى 3 لتكون فعّالة، وعليه، ينبغي أن يسبقها تدريس فعّال، وأن تُقدّم في الوقت المناسب، وأن تركّز على المهمة و/أو المادة و/أو التنظيم الذاتي، وأن يُنظر بعناية في كيفية تلقّي الطلبة للتغذية الراجعة، ومن ثمّ استخدامها. ونقترح على المدارس الاستفادة من الاستراتيجيات الآتية:

التصحيح المباشر: يُطبّق في أثناء الدرس حيث يتجوّل المعلم في أنحاء الغرفة ويراجع عمل الطلبة، ويقدّم تغذية راجعة مباشرة. يمكن تطبيق التصحيح المباشر مع الطلبة بشكل فردي في أثناء إعطاء درس اعتيادي، أو يمكن نمذجته للصف بأكمله بشكل جماعي باستخدام أدوات مثل جهاز العرض المرئي؛ إذْ قد توفّر هذه الطريقة وقت المعلمين. وقد يتيح هذا الأسلوب أيضًا المزيد من التفاعل الشفهي مع الطلبة، ما قد يدعم فهم التغذية الراجعة. انظروا الأمثلة هنا للتصحيح المباشر. وشاهدوا الفيديو"تغذية راجعة فردية أم جماعية؟"

التصحيح بالرموز: يمكن للمعلمين تصميم عدد من الرموز التي يمكنهم استخدامها لتصحيح عمل الطلبة (أو تطويرها بالتشاور مع الطلبة).

 

 

ع (علاقة): هل تتعلق هذه الإجابة بالسؤال؟ 

 

د (دليل): هل يقدّم هذا دليلًا واضحًا لإثبات حجتك؟ 

 

أ (أسباب وعواقب): هل يعالج هذا أسباب الأحداث الرئيسة وعواقبها؟ 

 

تح (تحليل): هل يمثّل هذا تحليلًا للحجة ويعرض جانبيها؟ 

 

تد (تدقيق): كيف يمكنك تدقيق هذا لإثبات وجهة نظرك بشكل أكثر وضوحًا؟

 

وفي حالة استخدام هذه الرموز في عدد من المهام، فقد يُطلب من الطالب مراجعة العمل السابق لمقارنة أدائها وتقييمه في مهارات معينة، ويمكن للطالب استخدام الرموز بنفسه لتخطيط عمله ورصده ومراجعته بشرط أن تُوضَّح هذه الرموز وتُفهَم بالكامل. انظروا كيفية التصحيح بالرموز. ويمكن استخدام التصحيح بالرموز والتعليقات المكتوبة في آن واحد حسب ملاءمة كل من الطريقتين واحتياجات الطلبة حسب تقدير المعلم. ويمكن أيضًا استخدام رموز أخرى تتعلق بالملاحظات اللغوية للمعلم (انظروا هنا). كما يمكن استخدام رموز التصحيح بالإضافة إلى تعليقات المعلم للفت انتباه الطالب إلى خطأ أو اثنين لم يعلق عليهما المعلم في تركيزه على الأسئلة الثلاثة الرئيسة في نهاية العمل المكتوب، مع توخي الحذر لضرورة تركيز التعليقات هنا على الأسئلة الثلاثة وعدم استخدام الرموز بكثرة. انظروا استراتيجية ثلاثة أسئلة

 

"التفكير مثل المعلم": قد تكون جودة التغذية الراجعة المكتوبة مقيّدة بجودة التخطيط والتعديل والأفكار الموجودة في العمل الكتابي للطلبة. وقبل أن يبذل المعلم جهدًا كبيرًا في تقديم التغذية الراجعة المكتوبة المستهدفة، يمكن للطلبة قضاء بعض الوقت في استباق تعليقات المعلم وتعديل عملهم ومراجعته باستخدام المواد الداعمة والنمذجة عند الاقتضاء، انظروا هنا التخطيط للدروس الفعّالة والنمذجة والمواد الداعمة للتعلم. الأمر الذي سيُحوّل تكلفة الفرصة البديلة للتغذية الراجعة المكتوبة إلى فرصة للتعلّم الهادف. وتخدم نماذج التقييم هذا الغرض، موضحة أهداف التعلّم وتوقعات المعلم المحددة من المهام.

 

التعليقات المكتوبة: مع أن هذا النوع من التغذية الراجعة يستغرق وقتًا طويلًا من المعلمين لكنه قد يكون فعّالًا فقد يتيح في الواقع فرصة قيّمة لتقديم تغذية راجعة حول المهمة والمادة والتنظيم الذاتي. ويكمُن الأمر الأساسي في النظر بعناية في وقت تقديمها، والتأكد من أنها تتضمن معلومات مفيدة، ورصد الوقت الذي يُخصص لها بعناية. انظروا التعليقات المكتوبة.

التوصية 5:

النظر بعناية في كيفية استخدام التغذية الراجعة الشفهية الهادفة

تُعدّ التغذية الراجعة الشفهية جزءًا لا يتجزأ من التدريس الفعّال الذي يمكن تقديمه بعدة طرق مختلفة، ويمكن أن يكون مخطّطًا لها مسبّقًا ومنظمة للغاية، مثل التغذية الراجعة للصف بأكمله، أو المناقشة الفردية المنظمة، أو يمكن أن تكون فورية وعفوية، مثل نصيحة سريعة ومحددة بشأن مهمة، ويمكن توجيهها إلى طالب واحد أو مجموعة محددة ذات احتياجات تعليمية مشتركة، كما يمكن تقديمها إلى الصف بأكمله، ويمكن أن تقترن بالتغذية المكتوبة، سواء أكانت تعليقات أو علامات أو درجات، أو يمكن تقديمها بشكلٍ مستقل. شاهدوا فيديو تغذية راجعة فردية أم جماعية؟

 

تُعدّ مبادئ التغذية الراجعة الفعّالة أكثر أهمية من طرق تقديمها، وينبغي أن يُترك خيار الطريقة للمعلم. وقبل تقديمها، ينبغي تقديم التدريس الفعال وتقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب، وأن تركز على دفع التعلّم إلى الأمام، كما ينبغي للمعلمين التخطيط لكيفية تلقي الطلبة لها واستخدامها.

 

وقد ذكر أحد معلمي المرحلة الثانوية: "وجدتُ أنه عندما أجري محادثة معهم، فإنهم يأخذونها على محمل الجد أكثر بالمقارنة مع مجرد قراءتها في ورقة، ويمكنك أيضًا التأكد من أنهم يفهمون بالفعل ما تقصده من الهدف لأنهم في بعض الأحيان لا يفهمون ذلك".

 

 

كيف يمكن أن تبدو التغذية الراجعة الشفهية الفعّالة في الصف؟

 

يجب أن تعكس التغذية الراجعة الشفهية الفعّالة مبادئ التغذية الراجعة الفعّالة الموضحة في التوصيات من 1 إلى 3 وستعكس الأمثلة المقدمة في الملف هنا. 

 

توجيه التغذية الراجعة الشفهية نحو أهداف التعلّم: على سبيل المثال، ربما تكون قد صممت "قائمة مراجعة ما قبل الرحلة" في بداية المهمة للصف بأكمله، وقد تكون قائمة المراجعة هذه قد حدّدت معايير النجاح في المهمة، مع التأكد من وضوح أهداف التعلّم للجميع، ويمكن أن تشير التغذية الراجعة الشفهية - سواء على مستوى الفرد أو الصف بأكمله- إلى هذه القائمة تحديدًا، ما يوفر نقاشًا هادفًا ومركزًا. وتخدم نماذج التقييم هذا الغرض، موضحة أهداف التعلّم وتوقّعات المعلم المحددة من المهام.انظروا أيضًا دراسة حالة مدرسة آش جروف.

 

"نقاط العمل": يُنصح بتشجيع الطلبة على كتابة (أو تسجيل) وتلخيص الإجراءات أو الأهداف الناتجة عن محادثة شفهية مفصّلة ليتمكنوا من تذكر ما قاله معلمهم لهم. ومن الضروري إتاحة الفرص للطلبة لتطبيق التغذية الراجعة لاكتمال حلقة التغذية الراجعة. يمكن للمعلم استخدام استراتيجية الثلاثة أسئلة  في التغذية الراجعة الشفهية، ما يساعد الطلبة في تحديد النقاط الرئيسة التي يجب أن يعملوا عليها أو استخدام استراتيجية التلخيص، حيث يدرّب المعلم الطلبة على تلخيص التغذية الراجعة التي يقدمها لهم (الشفهية أو المكتوبة) في "نقاط عمل" محددة يجب عليهم القيام بها (انظروا هنا).

 

التغذية الراجعة الشفهية باستخدام جهاز العرض المرئي: عند استخدام جهاز عرض مرئي، يمكن للمعلم الحفاظ على تغذية راجعة مركزة على المهمة، انظروا التغذية الراجعة الشفهية باستخدام جهاز العرض المرئي، دراسة حالة. انظروا أيضًا هنا، الذي يمكن للمعلم من خلاله عرض ما "ما لا يجب كتابته" ومناقشته مع الطلبة باستخدام جهاز العرض المرئي، حيث يناقش المعلم كتابة الطلبة (بعد الحصول على موافقتهم وموافقة أولياء الأمور) مع عرضها لهم في الوقت ذاته. انظروا التغذية الراجعة التي تدفع التعلّم إلى الأمام، نمذجة استخدام التغذية الراجعة.

 

تسجيل الفيديو أو الصوت: أدّت جائحة فيروس كورونا العالمية إلى تكييف المعلمين واستخدامهم لأنماط رقمية جديدة للتغذية الراجعة، يمكن الاستمرار في استخدامها. على سبيل المثال، قدمت بعض التطبيقات للمعلمين الوسائل الرقمية لتسجيل التغذية الراجعة الشفهية للطلبة، بهدف توفير تغذية راجعة يمكنهم إعادة عرضها أو تشغليها. انظروا تقرير استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين التعلّم. وببساطة، فإنّ جودة التغذية الراجعة تتفوق على طريقة تقديمها، وقد يتبيّن أن استخدام التكنولوجيا لتسجيل التغذية الراجعة أسلوب فعال وذو كفاءة، غير أنّ ما يُعوّل عليه هو التأكد من أنه يُحقق مبادئ التغذية الراجعة الفعّالة. انظروا دراسة حالة مدرسة ساندرينجهام للاطلاع على مثال على استخدام التغذية الراجعة المسجلة صوتيًّا في الفن.

التوصية 6:

تصميم سياسة التغذية الراجعة المدرسية التي تحدد أولويات مبادئ التغذية الراجعة الفعالة وتجسدها

إنّ تطوير استراتيجيات التغذية الراجعة الجديدة يتطلب تطويرًا مهنيًا فعالًا، وهو أمر ضروري لتكوين فهم شامل لمبادئ التغذية الراجعة التي تقوم عليها الأساليب الجديدة، وليكون الزملاء جميعهم قادرين على تطبيق الاستراتيجيات الناتجة عمليًا.

 

انظروا مخطط عملية التطبيق المستمد من دليل التنفيذ للمدارس لـEEF ويشكل نقطة انطلاق مفيدة للنظر في العملية المتدرّجة التي يتبعها المعلمون لتطوير ممارسات التغذية الراجعة الخاصة بهم في الصف. انظروا هنا نقاطًا رئيسة في تحديد سياسة التغذية الراجعة الفعّالة.

 

مصادر

قصص نجاح

تصّفح مصدر إلهام برامجنا 

الصورة

قصص نجاح

قصة نجاح: "اقْرَأ!" – تنمية ثقافة القراءة في المدارس

القراءة هي أساس التعلم، ولهذا قمنا بتطوير برنامج "اقرأ!" لضمان أن يصبح كل طفل وطالب قارئًا بطلاقة في اللغة العربية مع الفهم بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى الصف السادس. يركز هذا البرنامج على تجديد وإنشاء

الصورة

قصة نجاح

من أمومة إلى صداقة: قصص من أمهات برنامج سنوات طفلي الأولى

أحببت أن أشارك في البرنامج لأتعلم أشياء جديدة لمساعدتي في تربية أبنائي وخاصة ابني الصغير، جيل اليوم" جيل التكنولوجيا، يختلف كثير عن الأجيال السابقة".

كنت أشعر انه صعب أوصل للطفل المعلومة التي أريد،