
قصة نجاح: "اقْرَأ!" – تنمية ثقافة القراءة في المدارس
القراءة هي أساس التعلم، ولهذا قمنا بتطوير برنامج "اقرأ!" لضمان أن يصبح كل طفل وطالب قارئًا بطلاقة في اللغة العربية مع الفهم بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى الصف السادس. يركز هذا البرنامج على تجديد وإنشاء مكتبات في المدارس الحكومية، وتزويدها بالأثاث المريح والكتب الممتعة والمناسبة للأعمار المختلفة، بالإضافة إلى تدريب المعلمين وأمناء المكتبات على تقديم حصص قراءة تفاعلية.
في الأردن، أظهرت الدراسات أن الفصول الدراسية التي تحتوي على مواد قراءة تميل إلى تحقيق أداء أفضل في مهارات القراءة والكتابة. ومع ذلك، تفتقر العديد من مكتبات المدارس العامة والفصول الدراسية في المدارس الابتدائية إلى مواد قراءة مشوقة ومناسبة، مما يحد من فرص الأطفال في تطوير مهاراتهم القرائية وحبهم للقراءة. يعالج برنامج "اقرأ!" هذا النقص من خلال خلق بيئة مكتبة محببة للقراءة، و تزويدها بكتب عالية الجودة، و تدريب المعلمين وأمناء المكتبات.
منذ عام 2022 حتى منتصف يوليو 2024، تم تجديد اكثر من ٦٣ مكتبة مدرسية، وتدريب ٣٨١ معلماً وأمين مكتبة، وتوزيع أكثر من ٤٨،٠٠٠ كتابًا. ومنذ انطلاقة هذه المكتبة استفاد منها أكثر من ٢٦،٠٠٠ طالب وطالبة في المملكة.
قصص نجاح من مدرسة نائلة زوجة عثمان
من منظور أمينة المكتبة: ملك سمارة
شاركت أمينة المكتبة، ملك سمارة، تجربتها: "أحببت مشروع اقرأ؛ لقد أعاد الحياة والقيمة الحقيقية للمكتبة، وملأها بالحيوية والأهمية، وأعاد إشعال شعور الفخر لدي."
اعترفت ملك بأنها كانت تشعر بالخجل من كونها أمينة مكتبة، معتقدة أن وظيفتها لم تكن محل تقدير في عصر التكنولوجيا والكتب الإلكترونية. ومع ذلك، غيّر مشروع اقرأ نظرتها تمامًا. المكتبة المتجددة والتركيز على القراءة أعادا إحياء دورها، وجعلها فخورة ومتحمسة تجاه عملها.
"الطلاب الآن يحبون القراءة وأصبحوا يتنافسون من يقرأ كتب أكثر"، قالت ملك. "لم تجعل الطلاب يحبون القراءة فحسب، بل ساعدت أيضًا في تحسين مهارات القراءة لدى العديد من طلاب الصف الرابع، كما لاحظ الآباء. قبل التجديد، كان بعض الطلاب بالكاد يستطيعون تهجئة الكلمات. التجربة الممتعة والسلسة في المكتبة كل أسبوع شجعتهم على التحسن."

كما قدمت ملك حوافز إبداعية، مثل إشراك الطلاب في لجنة المكتبة. وهي تضمن استعارة الطلاب للكتب المناسبة لمستواهم من خلال جعلهم يقرؤون العناوين بصوت عالٍ لاختبار طلاقتهم. "استثمرت فيهم، مما جعلهم يرغبون في التدريب والتحسن حتى يتمكنوا من التقدم إلى المستوى التالي من الكتب والقراءة لي ولي آبائهم بفخر."
كما بدأ الطلاب في استخدام مصطلحات وتعبيرات جديدة من القصص التي قرأوها، مما حسن من مهاراتهم في التواصل.
يشمل دور ملك أيضًا إدارة الإذاعة المدرسية، فقامت بإضافة فقرة مخصصة لأهمية القراءة، وقواعد المكتبة، وملاحظات على دروس المكتبة. "كان لدينا جلسة رائعة حيث قام الطلاب بإنشاء بطاقات ملونة تحتوي على قصص مثيرة حول حبهم للقراءة وآداب المكتبة"، أوضحت. تم مشاركة قصص نجاح طلاب الصف الرابع الذين استعاروا ما يصل إلى 80 كتابًا، والتحدي التالي هو اختيار ملك/ملكة المكتبة.
أثر التدريب المقدم لأمناء المكتبات على خبرات ملك بشكل كبير، خاصة في تصنيف الكتب باستخدام رمز الألوان، الذي وجدته أكثر فعالية من النظام القديم. زادت زيارات الآباء للمكتبة، وبعضهم بدأ بتطبيق التقنيات التي رأوها في المكتبة في المنزل، مما شجع أطفالهم على القراءة أكثر.
من منظور ولي الأمر: محمد العوايشة
محمد، وهو أب يقدر أهمية القراءة، حضر عدة دروس في المكتبة وانبهر بالتحول الذي أحدثه برنامج اقرأ. المكتبة المجددة، بألوانها الزاهية، ومساحاتها المريحة، وكتبها المنظمة، وفرت تجربة غنية وممتعة للأطفال والآباء على حد سواء.
"أحد أفضل الأيام التي قضيتها في زيارة المكتبة كان عندما حضرت مسرحية قصيرة قدمها معلمان. كان أداؤهما مذهلاً، نقلانا إلى عالم آخر بانتقالهما بين صفحات القصة وجعلها تنبض بالحياة"، قال لنا محمد. شملت المسرحية أسئلة حول القصة، مما جعلها تفاعلية وممتعة للجميع.

وفرت الكتب الجديدة فرصة لمحمد للاقتراب من القراءة، فهي تحتوي الرسومات الكبيرة والنصوص القليلة، مما يتناسب مع مهارات ابني في القراءة، وهذا جعله يستمتع بالقراءة ويجعلها عادة ممتعة. "الآن، أراه متحمس للقراءة في المنزل، ويستمتع بوقته الذي يقضيه في القراءة"، قال محمد أنه يفرح جدًا عندما ينضم له ابنه محمد في جلسة هادئة للقراءة معًا.
كان للقراءة أيضًا تأثير إيجابي على أداء ابنه في المواد الدراسية الأخرى. أدت مهارات القراءة المحسنة إلى فهم أفضل وتحسين النتائج في جميع المواد. ويقول محمد أنه يتمنى لو كانت مدرسة أبنه الأكبر توفر مكتبة مثلها و يأمل أن يصل نجاح برنامج اقرأ إلى جميع المدارس في المملكة.
يشدد محمد على المسؤولية المشتركة بين الآباء والمدارس في تعزيز حب القراءة. ويشجع جميع الآباء على زيادة الوعي بأهمية القراءة، ودعم أطفالهم، وضمان تشجيع مستمر لاستعارة الكتب من المدرسة لقراءتها في المنزل.
الخاتمة
أحدث برنامج "اقرأ!" لمؤسسة الملكة رانيا تأثيراً كبيراً على ثقافة القراءة في المدارس العامة بالأردن. المكتبات المجددة والقصص المشوقة خلقت بيئة محببة تشجع الطلاب على القراءة. أثر البرنامج في خبرات أمناء المكتبات والمعلمين، مما جعل حصة المكتبة ونشاطات القراءة ممتعة وفعالة.
تظهر قصص النجاح من مدرسة نائلة زوجة عثمان القوة التحويلية للمكتبة المجهزة بشكل جيد. استعاد أمناء المكتبات فخرهم بأدوارهم، ويقدر الآباء تأثير البرنامج على أطفالهم. لم يحسن برنامج اقرأ مهارات القراءة فحسب، بل أعاد الفرح والمتعة للقراءة لدى الطلاب.
بما أن القراءة هي أساس النجاح في جميع المواد، فإن إنجازات برنامج "اقرأ!" تسلط الضوء على الدور الحيوي للمكتبات في التعليم. التعاون بين المدارس وأمناء المكتبات والآباء ضروري لإنشاء ثقافة قراءة مستدامة تفيد الطلاب أكاديميًا وشخصيًا. يمثل برنامج مؤسسة الملكة رانيا نموذجًا لكيفية تحقيق فرقًا دائمًا في رحلة التعليم للمتعلمين الصغار.
شكر خاص للمنظمات الداعمة لهذا المشروع.
