ما هو؟
تتضمّن الدّروس الفرديّة تقديم معلّم أو معلّم مساعد أو أيّ شخص بالغ دعمًا فرديَّا مكثّفًا لطالب واحد أو مجموعة طلبة، وقد يحدث ذلك خارج نطاق الدّروس العاديّة بوصفه تدريسًا إضافيًّا – على سبيل المثال في إطار تمديد الدّوام المدرسيّ أو المدارس الصّيفيّة – أو بوصفه بديلًا للدّروس الأخرى.
النّتائج الرّئيسة
1. في المتوسّط، تُعدّ الدّروس الفرديّة فعّالة جدًّا في تحسين المخرجات التّعليميّة للطّلبة، وقد يشكّل التّعليم الفرديّ استراتيجيّة فعّالة لتوفير الدّعم المُوجَّه للطّلبة ذوي التّحصيل المتدنّي أو الّذين يواجهون صعوبات في مجالات معيّنة.
2. يُرجَّح أن يحقّق التّعليم الفرديّ أثرًا إذا كان إضافيًّا وتكميليًّا للدّروس العاديّة، وذا صلة مباشرة بها.
3. يمكن لتقديم الدّروس الفرديّة أن يكون مكلفًا، لا سيّما عند تقديمها من قبل المعلّمين. وللأساليب الّتي تتضمّن تقديم الدّروس من قبل المعلّمين المساعدين أو في مجموعات صغيرة بدلًا من الدّروس الفرديّة آثارٌ إيجابيّة أقلّ في المتوسّط، لكنّها قد تشكّل حلًّا فعّالًا من حيث التّكلفة لتقديم الدّعم المُوجَّه.
4. يُحتَمَل أن تزداد فاعليّة تدخّلات التّعليم الفرديّ المٌقدّمة من المعلّمين المساعدين بشكل خاصّ عندما يمتلكون الخبرة والتّدريب الجيدَّين، إضافة إلى الدّعم في تنفيذ تدخّلات منظّمة على سبيل المثال.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
تشير الأدلّة إلى أنّ التّعليم الفرديّ يمكن أن يكون فعّالًا؛ إذ يؤدّي إلى إحراز تقدّم يعادل حوالي خمسة أشهر إضافيّة في المتوسّط.
يبدو أنّ الجلسات القصيرة والمنتظمة (لمدّة 30 دقيقة تقريبًا من ثلاث إلى خمس مرّات في الأسبوع) في مدّة زمنية محددة (لغاية عشرة أسابيع) تؤدّي إلى تحقيق الأثر الأمثل. وتشير الأدلّة أيضًا إلى أنّ التّعليمّ الفرديّ يجب أن يكون إضافيًّا ومرتبطًا بالتّدريس العادّيّ بشكل مباشر، وأن يتابع المعلّمون التّقدّم المحرز للتّأكّد من فاعليّة التّدريس الفرديّ. وتشير الدّراسات المقارنة بين التّعليم الفرديّ ودروس المجموعات الصّغيرة إلى وجود نتائج مختلطة؛ ففي بعض الحالات أدّى التّعليم الفرديّ إلى تحسّن أكبر، بينما في حالات أخرى كان التّدريس في مجموعات مكوّنة من شخصين أو ثلاثة أشخاص فعّالاً بالقدر نفسه بل أكثر فاعليّةً أحيانًا. وقد يشير التّباين في النّتائج إلى أنّ الحجم المحدّد للمجموعة لا يهمّ بقدر نوعيّة التّدريس المُقدّم وجَوْدته الّتي تعزّزها المجموعات الصّغيرة جدًّا.
يمكن أن يكون للبرامج الّتي تتضمّن معلّمين مساعدين أو متطوّعين أثر قيّم، لكنّها في العادة أقلّ فاعليّة من تلك المعتمدة على معلّمين ذوي خبرة ومدرّبين تدريبًا متخصّصًا. وعند تقديم الدّروس من قبل المتطوّعين أو المعلّمين المساعدين، فثمّة أدلّة تنصح بتدريبهم واستخدام برامج منظّمة.
الأدلّة حول التّعليم الفردي في العالم العربيّ محدودة جدًّا، وبحثت الدّراسات الّتي تناولته في أسباب لجوء الطّلبة لهذا التّدخّل، وليس في آثاره على التّحصيل الأكاديميّ. ففي المغرب والمملكة العربيّة السعوديّة ومصر، لدى الطّلبة اعتقاد قويّ بأنّ التّعليم الفرديّ تدخّل يعمل على تحسين معرفتهم حول موضوع ما، ويرفع علاماتهم الأكاديميّة.
وبينما تتضمّن الأدلّة في الدّراسات العالميّة تدخّلات تقدّم عن طريقها المدارس الحكوميّة دعمًا مكثّفًا للطّلبة الّذين يعانون من صعوبات دون أي تكلفة إضافيّة، تركّز الأدلة في العالم العربيّ على التّعليم الفرديّ، ففي إحدى الدّراسات الّتي أُجريت في مصر، أثار الباحثون مخاوف من أنّ المكافأة الماليّة العائدة من إعطاء التّعليم الفرديّ أو دروس المجموعات الصّغيرة تشكّل حوافز سلبيّة للمعلّمين لتشجيع الطّلبة للتّوجه إلى التّعليم الفرديّ؛ وبأنّ ذلك قد يؤدّي إلى تدهور جودة التّعليم الحكوميّ. وأكدّ الباحثون ضرورة الحاجة للإصلاح التّعليميّ الّذي يعيد النّظر في أجور المعلّمين، والمناهج الدّراسية، وأدوات التّقييم، ويزيد الشّفافيّة بين المدارس والمعلّمين وأولياء الأمور.
وحتّى الآن، تعدّ الأبحاث حول التّعليم الفرديّ قليلة جدًّا في هذه المنطقة على الّرغم من فوائدها المذكورة حيال فهم الطّلبة للمواد الرّئيسة، إذ ثمّة حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال لدراسة أثر هذا التّدخّل في العلامات الأكاديميّة للطّلبة، كما توجد حاجة لإجراء مزيد من الدّراسات الكمّيّة أو الّتي تستخدم أسلوب البحث متعدّد المنهجيّات لتكوين فكرة شاملة عن هذّه الظّاهرة من ناحية أولياء الأمور والطّلبة والمعلّمين.
ما وراء متوسّط الأثر
تشير الدّراسات التي أُجرِيَت في المدارس الابتدائيّة إلى أثر أكبر (+6 أشهر) مقارنةً بالمدارس الثّانويّة (+4 أشهر).
يبدو أنّ الآثار في مادّة الرّياضيّات أقلّ بكثير (+ شهرين) منها في مهارات القراءة والكتابة (+6 أشهر).
يبدو أنّ الجلسات القصيرة والمنتظمة (لمدّة 30 دقيقة تقريبًا، من ثلاث إلى خمس مرّات في الأسبوع) في مدّة زمنيّة محدّدة (لغاية عشرة أسابيع) تؤدّي إلى تحقيق الأثر الأمثل.
تشير الدّراسات الّتي تتضمّن التكنولوجيا الرّقميّة إلى وجود آثار مماثلة إلى حدّ كبير.
أجريَت دراسات في سبع دول حول العالم وأشارت إلى وجود آثار مماثلة إلى حدّ كبير.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
أظهرت الدّراسات في إنجلترا أنّ الطّلبة المؤهّلين للحصول على وجبات مدرسيّة مجّانيّة يحصلون عادةً على فوائد إضافيّة من التّعليم الفرديّ، ومن المرجّح أن يستفيد الطّلبة ذوو التحصيل المتدنّي بشكلٍ خاصّ أيضًا.
يمكن لأساليب التّعليم الفرديّ أن تمكّن الطّلبة من إحراز تقدّم فعّال عبر توفير دعم أكاديميّ مكثّف ومُوجَّه يستهدف الطّلبة ذوي التّحصيل المتدنّي أو المعرّضين للتّعثّر، ويُتيح هذا الأسلوب للمعلّم التّركيز بشكل حصريّ على احتياجات الطّلبة وتوفير التّعليم الّذي يتوافق تمامًا مع فهم كلّ طالب. ويوفّر التّعليم الفرديّ مستويات أعلى من التّفاعل والتّغذية الرّاجعة مقارنةً بتعليم الصّفّ بأكمله، الأمر الّذي يمكن أن يتيح للطّلبة قضاءَ المزيد من الوقت في تعلّم الجديد أو غير المألوف، والتّغلّب على العوائق التي تحول دون تعلّمهم، وزيادة تقدّمهم في المناهج الدّراسيّة.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
يُحقق التّعليم الفرديّ الأثر من خلال توفير دعم إضافيّ يستهدف احتياجات الطّلبة؛ فتقليل نسبة الطّلبة إلى المعلّمين يسمح بتفاعل أوثق بين الطّرفين. وعند اعتماد أسلوب التّعليم الفرديّ، ينبغي للمدارس النّظر في سُبل تحقيق الأثر الإيجابيّ لهذه العناصر الفعّالة، وذلك من خلال:
- تحديد الطّلبة الّذين يحتاجون إلى دعم إضافيّ بشكل دقيق.
- معرفة فجوات التّعلّم لدى الطّلبة الذين يتلقّون دروسًا فرديّة، ثمّ اختيار محتوى المنهاج بشكل مناسب وفقًا لهذه المعرفة.
- ضمان استعداد المعلّمين التامّ للتّفاعل عالي الجَوْدة مع الطّلبة؛ مثل تقديم التّغذية الرّاجعة جيّدة التّخطيط.
- التّأكّد من ارتباط الدّروس تمامًا بمحتوى الصّفّ الدّراسيّ، وإتاحة الوقت للمعلّم أو المعلّم المساعد لمناقشة الدّروس.
- رصد أثر الدّروس على تقدّم الطّلبة وتعديل الأنشطة وفقًا لذلك.
يمكن تقديم الدّروس الفرديّة من قبل المعلّمين أو المعلمين المساعدين المدرّبين أو المرشدين الأكاديميّين، وعادةً ما تُنفّذ التّدخّلات على مدى فترة ممتدّة؛ غالبًا على مدى عدّة أسابيع أو فصل دراسيّ.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن يُعدّ متوسّط تكلفة التّعليم الفرديّ متوسّطًا، وتعتمد التّكاليف الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدّ كبير على تكاليف الرّواتب الإضافيّة وموارد التّعلّم، ومعظمها عبارة عن تكاليف متكرّرة. وخلال العام الأوّل لبرنامج التّدريس الوطنيّ (2020-2021)، اشترت المدارس حزم دروس فرديّة وجاهيّة أو إلكترونيّة مدعومة يبلغ كلّ منها 15 ساعة، بمتوسّط تكلفة يتراوح بين 167 – 180 جنيهًا إسترلينيًّا لكلّ طالب. وتُعدّ تكاليف الدّروس الإلكترونيّة أقلّ من الوجاهيّة، وتكون أعلى عندما يقدّمها معلّمون مؤهّلون أو متخصّصون.
عند تقديم دروس المجموعات الصّغيرة من قبل معلّم أو معلّم مساعد، فيُرجّح أن يتطلّب التّنفيذ قدرًا كبيرًا من وقت المعلّمين، مقارنةً بالأساليب التي تُطبّق في الصّفّ بأكمله، وقد تُشكّل دروس المجموعات الصغيرة أسلوبًا معقولًا للتّجربة قبل النّظر في التّعليم الفرديّ؛ نظرًا لتكلفتها الأقلّ. انظر: دروس المجموعات الصغيرة.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس النّظر في استخدام مقدّمي الدّروس المشهود بفاعليّتهم. ولزيادة أثر التّعليم الفرديّ الّذي تقدّمه المدرسة، يمكن لمديري المدارس النّظر في التّطوير المِهْنيّ للمعلّمين والمعلّمين المساعدين لدعم التّدريس عالي الجَوْدة في مجالات مثل: التّقييم التّكوينيّ، ومعرفة المناهج الدراسيّة، والتّعليم، والتّغذية الرّاجعة، وهي مجالات من شأنها بناء القدرات في المدرسة.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنّفت موثوقيّة الأدلّة حول التّعليم الفرديّ على أنّها متوسطة، واستوفت 123 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات هذه، وفقدَ الموضوع أقفالًا للأسباب التالية:
- لم تخضع نسبة كبيرة من الدّراسات للتقييم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخِدْمات التّجاريين، عادةً ما تشير إلى آثار أكبر، ممّا قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
- ثمّة قدر كبير من التّباين غير المُفسّر بين النّتائج المدرجة في الموضوع؛ لذا فمن المهمّ النظر إلى ما وراء المتوسّط. ويجعلنا هذا التّباين غير المُفسّر أقلّ يقينًا بالنّتائج المستنتجة عبر طرق لم نتمكّن من اختبارها خلال النظر في تأثير السّياق أو المنهجيّة أو الأسلوب في الأثر.
وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديمية. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة