ما هو؟
تُعرَّف المشاركة في الفنون بأنّها المشاركة في الأنشطة الفنّيّة والإبداعيّة؛ كالرّقص أو الدراما أو الموسيقى أو الرّسم أو النّحت. ويمكن أن تكون هذه المشاركة جزءًا من المنهج الدّراسيّ، أو نشاطًا خارجيًّا، إضافةً إلى إمكانيّة استخدامها في مجالات أخرى من المناهج الدّراسيّة؛ مثل استخدام الدّراما لتعزيز تفاعل الطّلبة ولغتهم الشّفهيّة قبل أداء مهامّ الكتابة.
ويمكن تنظيم المشاركة على شكل أنشطة أسبوعيّة أو شهريّة منتظمة، أو عبر برامج مكثّفة؛ مثل المدارس الصّيفيّة أو الدّورات الدّاخليّة. وبرغم القيمة التّعليميّة الّتي تحملها هذه الأنشطة بحدّ ذاتها، إلّا أنّ مجموعة الأدوات هذه تركّز على فوائد المشاركة في الفنون، بُغية رفع مستوى التّحصيل الأكاديميّ في الموادّ الرّئيسة في المنهج الدّراسيّ، لا سيّما مهارات القراءة والكتابة والرّياضيّات.
النّتائج الرّئيسة
1. قد يكون لأساليب المشاركة في الفنون أثر إيجابيّ على المخرجات التّعليميّة في مجالات أخرى من المنهاج الدّراسيّ.
2. تُلخّص الأبحاث هنا أثر المشاركة في الفنون على المخرجات التّعليميّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ المشاركة في الفنون لها قيمة في حدّ ذاتها، وأنّه ينبغي النّظر إلى هذه القيمة بشكل يتجاوز المخرجات التّعليميّة في مادّة الرّياضيّات أو اللّغة الإنجليزيّة.
3. إذا كان الهدف من أسلوب المشاركة في الفنون هو تحسين مستوى المخرجات التّعليميّة؛ فمن المهمّ تحديد الرّابط بين تدخّل المشاركة في الفنون الّذي تختاره والمخرجات التّعليميّة الّتي ترغب في تحسينها.
4. قد توفّر الأساليب القائمة على الفنون طريقًا لإعادة اندماج الطّلبة الأكبر سنًّا في التّعلّم، لكنّ ذلك لا يؤدّي دائمًا إلى تحسين مستوى تحصيلهم؛ لذلك يجدر النّظر في كيفيّة رفع مستوى اندماج الطلبة بهدف تحسين التّعليم والتّعلّم لديهم.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
بشكلٍ عامّ، يبدو أنّ متوسّط أثر المشاركة في الفنون على مجالات أخرى من التّعلّم الأكاديمي إيجابيّ، لكنّه متوسّط، ويتمثّل في إحراز تقدّم يعادل ثلاثة أشهر إضافيّة. وقد لُمِسَ تحسّن في النّتائج في كلّ من اللّغة الإنجليزيّة والرّياضيّات والعلوم، ووُجِدَت فوائد في كلّ من المدارس الابتدائيّة والثّانويّة.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد رُبط بين بعض الأنشطة الفنّيّة وتحسّن الطّلبة في بعض النّتائج؛ مثلًا ثمّة بعض الأدلّة على أثر الدراما في الكتابة، وأدلّة أخرى على وجود صلة محتملة بين الموسيقا والوعي المكانيّ.
كما أشارت هذه الدّراسات على نحو متّسق إلى وجود فوائد أشمل؛ كتعزيز مواقف الطّلبة الإيجابيّة تجاه تعلّمهم وزيادة رفاههم.
تظهر الأدلّة حول المشاركة في الفنون في العالم العربيّ أثرًا واعدًا في السّلامة البدنيّة والعاطفيّة للطّلبة، وفي التّطور الأكاديميّ والاجتماعيّ لهم. وقد ذكرت الدّراسات الّتي أُجريت في الأردن وفي الإمارات العربيّة المتّحدة وفي المملكة العربيّة السّعوديّة أنّ استخدام المعلّمين للموسيقى أو الدراما أدّى إلى تعزيز التّطور المعرفيّ والبدنيّ للطّلبة. وفي دراسة أُجريت في فلسطين تبيّن أنّ المشاركة في الفنون حسّنت التّفكير الإبداعيّ والدّافع لدى طلبة المرحلة الثّانويّة.
وبصفته أسلوب يستخدمه المعلّمون لتهيئة جوّ إيجابيّ داخل الصّف، وللمساعدة على خفض توتّر الطّلبة، فقد زاد التّدريس القائم على الدراما بشكل خاصّ تفاعل الطّلبة، وخلق بيئة تعلّم تعاونيّة تؤدّي إلى تحسين نتائجهم. غير أنّ الباحثين سلّطوا الضوء أيضًا على بعض العوائق المحتملة الّتي تقف أمام تعليم مادة التّربية الفنيّة في العالم العربيّ، وتتضمن الأمثلة على ذلك عدم تدريب المعلّمين على تصميم وتطبيق الأنشطة التّعليميّة الفنيّة، ومحدوديّة الميزانية المخصّصة، ونقص الموارد الضروريّة، وجمود المناهج الدراسيّة التّقليديّة.
وعلى الرّغم من وجود عدد من الدّراسات التّجريبيّة الّتي أُجريت حول المشاركة في الفنون في هذه المنطقة، إلا أنّه ما تزال ثمّة فجوات يمكن البحث فيها، لا سيّما من خلال إجراء دراسات طوليّة إضافيّة، وتضمين كلا الجنسين لتحديد نقاط التّشابه والاختلاف في النّتائج. إضافة إلى ذلك، توجد حاجة لإجراء مزيد من الدّراسات لاستكشاف فاعليّة المشاركة في الفنون في فهم الطّلبة وتطوّرهم المعرفيّ.
ما وراء متوسّط الأثر
الأثر متماثل لكلّ من طلبة المدارس الابتدائيّة والثّانويّة.
عادةً ما تكون آثار المشاركة في الفنون في الكتابة والرّياضيّات أكبر منها في القراءة.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
ثمّة قيمة جوهريّة في تعليم الطّلبة المهارات الإبداعيّة ومهارات الأداء وضمان حصول الطّلبة الأقلّ حظًّا على تعليم للفنون غنيّ ومحفِّز. ويمكن تطبيق أسلوب المشاركة في الفنون في إطار المناهج الدّراسية الأساسيّة، أو من خلال الرّحلات خارج نطاقها، أو الرّحلات الثّقافيّة الّتي قد لا يكون الطلبة الأقلّ حظًّا قادرين على تحمّل تكاليفها.
وثمّة بعض الأدلّة الّتي تشير إلى وجود علاقة سببيّة بين تعليم الفنون واستخدام الأساليب القائمة على الفنون ومستوى التّحصيل الدّراسيّ العامّ. وفي حالة تعليم الفنون بصفتها وسيلة لرفع مستوى التّحصيل الأكاديميّ للطّلبة المؤهّلين للحصول على منحة الطّلبة الأقلّ حظًّا، فلا بدّ للمدارس أن ترصد بعناية ما إذا كان يتمّ تحقيق هذا الهدف.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تتعلّق المشاركة في الفنون بمجموعة واسعة من الموضوعات، تشمل: الفنون الجميلة التّقليديّة، والمسرح، والرّقص، والشّعر، والكتابة الإبداعيّة، كما تتضمّن استراتيجيّات التّعليم الّتي تشمل عناصر الفنون بشكل مباشر؛ مثل طرق التّدريس القائمة على الدراما.
قد تشمل بعض عناصر أساليب تعليم الفنون ما يلي:
- التّدريس المباشر للمهارات والتّقنيّات الإبداعيّة.
- إتاحة الفرص للطّلبة للتّمرّن والتّفكير في مواطن قوّتهم وتحديد سُبل التّحسين.
- الحصول على الموادّ والمعدّات، وممارسة الأنشطة اللّاصفّيّة والتّجارب الثّقافيّة.
يمكن تنظيم تعليم الفنون بوصفها دروسًا منتظمة أو أنشطة شهريّة، أو في نوادٍ بعد الدّوام المدرسيّ، أو عبر المجموعات الصّغيرة أو الدّروس الفرديّة، أو بتطبيق أساليب على مستوى المدرسة بأكملها. ويمكن أيضًا تقديم الأنشطة من خلال برامج مكثّفة؛ كـالمدارس الصّيفيّة، أو الدّورات الدّاخليّة.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عملية تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن يُتوقع أن يكون متوسّط تكلفة تعليم الفنون منخفضًا جدًّا؛ فتبعًا لنوع النشاط، تتراوح التّكاليف من منخفضة جدًّا إلى عالية. وتعتمد التّكاليف التي تتحمّلها المدارس إلى حدّ كبير على الموارد والتّطوير المِهْنيّ للمعلّمين. وترتفع التّكاليف عندما تكون الأنشطة خارج اليوم الدّراسي أو ضمن دروس المجموعات الصّغيرة أو الدّروس الفرديّة الّتي يقدّمها معلّمون متخصّصون.
يستغرق تطبيق تعليم الفنون قدرًا ضئيلًا من الوقت الإضافيّ للمعلّمين قياسًا بالأساليب الأخرى لأنّه جزء من المنهاج الدّراسيّ الأساسيّ. وقد تشتمل الأنشطة الفنّيّة أيضًا على فنّانين محترفين، أو مدّرسي مسرح أو موسيقى معتمدين.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس إيلاء أهمّيّة كبيرة لاحتياجات التّطوير المهنيّ المقدّم للمعلّمين؛ في سبيل دمج أنشطة الفنون (مثل الدراما والفنون البصريّة أو الموسيقا) في الصّفّ بشكل فعّال، وتقييم أثرها على المخرجات التّعليميّة للطّلبة.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
موثوقيّة الأدلّة المتعلّقة بالمشاركة في الفنون متوسّطة، وحُدِّدت 80 دراسة. وفقد الموضوع قفلًا لأنّ نسبة كبيرة من الدّراسات لم تُقيَّم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات ذات الصلة بالأسلوب، مثل مقدمي الخدمات التجاريين، عادة ما تشير إلى آثار أكبر، ممّا قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ.
وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة