ما هو؟
المدارس الصّيفيّة عبارة عن دروس أو حصص تُنظّم في العطلة الصّيفيّة، وتُصمّم غالبًا بصفتها برامج استدراكيّة، مع أنّ بعضها لا يركّز على الجانب الأكاديميّ، بل على الأنشطة الرّياضيّة أو غيرها من الأنشطة غير الأكاديميّة، وبعضها الآخر ذو هدف محدّد؛ مثل دعم الطّلبة في الانتقال من المرحلة الابتدائيّة إلى الثّانويّة، أو إعداد الطّلبة ذوي التّحصيل العالي للمرحلة الجامعيّة.
وضُمِّنَت أساليب أخرى لزيادة وقت التّعلّم في أقسام أخرى من مجموعة الأدوات هذه؛ مثل الواجبات المنزليّة، وتمديد الدوام المدرسيّ.
النّتائج الرّئيسة
1. للمدارس الصّيفيّة أثر إيجابيّ في المتوسّط يتمثّل في إحراز تقدّم يعادل 3 أشهر إضافيّة، لكنّ تنفيذها مُكلِف، وقد يكون تقديم دعم إضافيّ خلال العام الدّراسيّ أسلوبًا أكثر فاعليّة من حيث التّكلفة لتحسين المخرجات التّعليميّة للطّلبة.
2. يجب أن تشتمل المدرسة الصّيفيّة الّتي تهدف إلى تحسين احتياجات التّعلّم على عنصر أكاديميّ؛ فثمّة آثار أكبر في المتوسّط للمدارس الصّيفيّة الّتي تتضمّن عنصرًا تعليميًّا مكثّفًا؛ مثل استخدام أساليب المجموعات الصّغيرة أو الأساليب الفرديّة.
3. يمكن أن يشكّل الحفاظ على الحضور المنتظم في المدارس الصّيفيّة تحدّيًا، لا سيّما بالنّسبة للطّلبة الأقلّ حظًّا. ومن الضّروريّ النّظر في كيفيّة جذب المدارس الصّيفيّة للطّلبة وإشراكهم لمنع اتّساع فجوات التّحصيل.
4. للمدارس الصّيفيّة الّتي توظّف معلّمين يعرفهم الطلبة أثر أكبر في المتوسّط، لكن قد يكون تنفيذها أكثر كلفة.
5. يمكن للمدارس الصّيفيّة تقديم تجارب وأنشطة إضافيّة أيضًا؛ مثل أنشطة الفنون أو الأنشطة الرّياضيّة، الّتي قد تكون مفيدة في حدّ ذاتها، أو يمكن استخدامها لزيادة انخراط الطّلبة إلى جانب الدّعم الأكاديميّ.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
تشير الأدلّة إلى أنّ الطّلبة الّذين يلتحقون بمدرسة صيفيّة يتقدّمون بسرعة أكبر بما يعادل حوالي ثلاثة أشهر إضافيّة في المتوسّط من الطلبة الّذين لا يلتحقون بمدرسة صيفيّة.
ويمكن تحقيق آثار أكبر عندما تكون المدارس الصّيفيّة مكثّفة ومزوّدة بالموارد، وتتضمّن دروس المجموعات الصّغيرة أو الدّروس الفرديّة المُقدّمة من قبل معلّمين مدرَّبين وذوي خبرة، ويبدو أنّ من المفيد وجود معلّمين معروفين للطّلبة (يتمثّل الأثر الكلّيّ في إحراز تقدّم يعادل أربعة أشهر إضافيّة). في المقابل، لا ترتبط المدارس الصّيفيّة الّتي لا تحتوي على عنصر أكاديميّ واضح بمكاسب التّعلّم، وإن كان لها فوائد أخرى.
الأبحاث في العالم العربيّ حول أثر المدارس الصّيفيّة في مخرجات التّعلّم محدودة جدًّا. وتظهر الدّراسات الّتي أُجريت في المملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات العربية المتّحدة ومصر والكويت بعض الأدلّة الّتي تشير إلى أنّ برامج المدارس الصّيفية يمكن أن تكون فعّالة في تطوير معرفة الطّلبة وتعزيز مهارات التّواصل والمهارات الاجتماعيّة لديهم عندما تُصمّم بشكل جيّد، ويتدرّب المعلّمون فيها بدقة.
أكّد الباحثون أيضًا أثر مخيّمات المدارس الصّيفيّة في تعزيز المواقف والمعتقدات الإيجابيّة لدى الطّلبة تجاه مجال الحوسبة، حيث قدّمت بعض برامج المدارس الصّيفيّة للطّلبة بيئات تعليميّة قائمة على التّكنولوجيا، تهدف من خلالها إلى زيادة معرفتهم التّكنولوجيّة ومهاراتهم وتطوير الابتكار والإبداع لديهم.
ثمّة حاجة إلى مزيد من الأبحاث في المنطقة لإيجاد علاقة قويّة بين المشاركة في المدارس الصّيفيّة والمخرجات التّعليميّة، ومن الممكن أن تنظر أيضًا في العوامل الدّاعمة للتّطبيق النّاجح لهذه البرامج على مجموعة متنوّعة من المواد.
ما وراء متوسّط الأثر
أجري عدد أقلّ من الدّراسات حول طلبة المدارس الثّانويّة، إلّا أنّ الأثر متماثل لطلبة المرحلتين الابتدائيّة والثّانويّة.
عادة ما تكون الآثار أكبر في مهارات القراءة والكتابة (ثلاثة أشهر إضافيّة من التّقدّم المُحرز) منها في الرّياضيّات (شهرين إضافيَّيْن)، وثمّة أدلّة محدودة جدًّا تشير إلى وجود آثار إيجابيّة في موادّ أخرى؛ مثل العلوم.
تشير الأدلّة إلى أنّ الأساليب التّعليميّة الأكثر كثافة؛ مثل أساليب المجموعات الصّغيرة والأساليب الفرديّة، أكثر فاعليّة (+5 أشهر)، على غرار أثر أسلوب التّعليم الفردي.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
ثمّة بعض الأدلّة على أنّ الطّلبة من الأوساط الأقلّ حظًا قد يستفيدون من المدارس الصّيفيّة، لا سيّما عندما تركّز الأنشطة على أساليب أكاديميّة مزوّدة بالموارد وتتضمّن دروس المجموعات الصّغيرة أو الدّروس الفرديّة. وثمّة أدلّة أقلّ على فاعليّة التّدخّلات الخفيفة؛ مثل برامج مشاركة الكتب الصّيفيّة.
وتشير الدراسات إلى أنّ الحضور والتّسرّب يمثّلان تحديين رئيسيْن في وقت التّعليم الإضافيّ التّطوّعيّ الذي يُنظّم خارج الفصل الدّراسيّ، لا سيّما بالنّسبة للطّلبة الأقلّ حظًّا. وللتغلّب على هذين الأمرين، ينبغي للمدارس أن تسعى مبكّرًا إلى تحديد أيّ عوائق محتملة؛ مثل تكاليف الطّعام أو النّقل، أو التّعارض مع الأعياد أو المناسبات الدّينيّة المقرّرة. على سبيل المثال: عبر التّواصل مع أولياء الأمور أو مقدّمي الرّعاية للطّلبة؛ لتحسين مشاركتهم. وعند استهداف المدارس الصّيفيّة للطّلبة من الأوساط الأقلّ حظًّا، ينبغي أن تسعى الأساليب إلى الحدّ من خطر إلصاق وصمات اجتماعيّة بهؤلاء الطّلبة.
ويعدّ تضمين الأنشطة غير الأكاديميّة الإضافيّة مثل الرّياضة أو الفنون أو الإثراء الثّقافيّ أمرًا مفيدًا في حدّ ذاته، ويمكن أن يوفِّر فرصًا للطّلبة من الأسر ذات الدّخل المنخفض الّذين قد لا يقدرون على تحمّل تكاليفها بخلاف ذلك، وقد يساعد توفير مزيج من الأنشطة أيضًا في تعزيز المشاركة والالتحاق بالمدّارس الصّيفيّة.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تؤثّر المدارس الصّيفيّة في المخرجات التّعليميّة عبر توفير وقت إضافيّ خلال الصّيف يؤدّي إلى تعلّم إضافيّ، ويمكن أيضًا توجيه وقت التّعلّم الإضافيّ هذا للطّلبة الذين واجهوا صعوبات في مجالات معيّنة من المنهاج الدّراسيّ؛ لذا ينبغي للمدارس الّتي تطبّق هذا الأسلوب مراعاة ما يلي:
- التّأكّد من إتاحة وقت تعلّم إضافيّ في الموادّ الرّئيسة.
- ضمان حصول الطّلبة المستهدَفين على الوقت الإضافيّ من خلال الالتحاق بالمدرسة الصّيفيّة والمشاركة النّاجحة فيها.
- تضمين الدّعم الإضافيّ المُوجَّه بشكل مناسب داخل المدارس الصّيفيّة.
- التّنسيق مع المدارس الابتدائيّة الموفدة بشأن المدارس الصّيفيّة الّتي تهدف إلى دعم الطّلبة في الانتقال إلى المرحلة التّالية.
-
وفي حال كان للمدرسة الصّيفيّة أهداف أوسع نطاقًا، فقد تشمل أيضًا أنشطة إثرائيّة وتفاعليّة أخرى؛ مثل الأنشطة الفنّيّة والرياضيّة أو الزّيارات التّعليميّة، الّتي يمكن أن تشكّل عنصرًا مهمًّا للحفاظ على المشاركة في مدرسة صيفيّة تستهدف الجانب الأكاديميّ، أو يمكن أن تشكّل نشاطًا مهمًّا في حدّ ذاتها.
عادةً ما تُقام المدارس الصّيفيّة على مدى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وبحثت بعض الدّراسات في برامج مدارس صيفيّة أطول تصل مدّتها إلى ستة أسابيع، مع أنّ هذه البرامج غير اعتياديّة. وأشارت بعض الدّراسات إلى وجود قضايا معيّنة تتعلّق بالحفاظ على الحضور. وقد تختار المدارس تقديم البرامج بعد نهاية الفصل الصّيفيّ مباشرة، خلال العطلة الصّيفية، أو قبل بداية العام الدّراسيّ الجديد مباشرة.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات: انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن متوسّط تكلفة المدارس الصّيفيّة متوسّط، وتعتمد التّكلفة الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدّ كبير على رواتب المعلّمين وتكاليف المرافق والموارد والأنشطة، ومعظمها عبارة عن تكاليف متكرّرة، مع وجود بعض التّباين فيما يتعلّق بحجم المدارس الصّيفيّة ومدّتها ومستويات التّوظيف فيها.
وتتطلّب المدارس الصّيفيّة قدرًا كبيرًا من وقت المعلّمين مقارنةً بالأساليب الأخرى، ويمكن إقامة المدارس الصّيفيّة بتوظيف مزيج من المعلّمين والمعلّمين المساعدين وموظّفي الرّعاية والدّعم والمتطوّعين ومقدّمي الخِدْمات الخارجيّين، مثل الجمعيّات الخيريّة المعنيّة بتحسين مهارات القراءة والكتابة أو المجموعات الرّياضيّة.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس النّظر في سُبل تحقيق الاستفادة القصوى من العنصر الأكاديميّ للمدارس الصّيفيّة، وضمان أنّها مزوّدة جيّدًا بالموارد والمعلّمين المناسبين وموجّهة تمامًا نحو احتياجات تعلّم الطلبة. كما ينبغي لمديري المدارس تجنّب الأساليب الّتي تزيد من أعباء المعلّمين دون تحقيق مكاسب تعلّم للطّلبة، وينبغي أن ينظروا فيما إذا كانت الأساليب تنتقص من قدرة المعلّمين على التّخطيط للتّعليم والتّعلّم عالي الجَوْدة في العام الدّراسيّ التّالي.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلة؟
صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول المدارس الصّيفيّة بأنّها متوسّطة، واستوفت 59 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات.
وفقدَ الموضوع قفلًا إضافيًّا؛ لأنّ نسبة كبيرة من الدراسات ليست تجارب عشوائيّة مضبوطة. وعلى الرغم من أنّ التصميمات البحثيّة الأخرى تقدّم معلومات مهمّة حول فاعليّة الأساليب، إلا أنّها تنطوي على خطر تأثّر النّتائج بعوامل غير معروفة لا تشكّل جزءًا من التّدخّل.
وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلّة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة