الخلفية والأهداف
في الأردن، هناك حوالي ٧٢ ألف طفل وطفلة يتيم/ة، ٢٣ ألف منهم بحاجة للدعم بناءً على أرقام وزارة التنمية الاجتماعية. وعلى الرغم من الرعاية المقدمة من دور الأيتام التي تمولها الحكومة، عندما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن الثامنة عشر، يجدون أنفسهم بمفردهم تماماً أثناء اجتيازهم فترة في غاية الأهمية من حياتهم، وهي مرحلة الحصول على التعليم العالي أو التدريب والانخراط في سوق العمل. ولكن للأسف الشديد ونتيجة للنقص في الدعم الموجه لهم، عادةً ما ينتهي المطاف بالكثير منهم بالمعاناة من الفقر الدائم وعواقبه، مثل تدني مستوى الرعاية الصحية والتعليم.
وهنا يأتي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام لتمكين الشباب والشابات الأيتام من إكمال دراساتهم الأكاديمية العليا والحصول على التدريب المهني. ويعد صندوق الأمان الجهة الوحيدة التي تعمل مع الأيتام بعد وصولهم الى السن القانونية وخروجهم من دور الرعاية، حيث يوفر مجموعة من الخدمات الأساسية تتضمن:
-
تقديم المنح الدراسية الشاملة كافة التكاليف.
-
تقديم مصروف شهري لتغطية جميع نفقات المنتفعين والمنتفعات الخاصة بالسكن والأدوات المكتبية والمواصلات.
-
تقديم الإرشاد والتوجيه من خلال شبكة المرشدين والمرشدات الاجتماعيين.
-
مساعدة المنتفعين والمنتفعات في الحصول على الوظيفة المناسبة لهم بعد التخرج من خلال الدورات التدريبية وبرامج التهيئة لدخول سوق العمل.
الأثر
وصل إجمالي عدد المستفيدين والمستفيدات الذين تلقوا الدعم من خلال صندوق الأمان إلى ٤٬٢٠٠.
الشهادات
عندما توفي والد حمزة، واجهت والدته صعوبة بالغة في دفع فواتير المنزل وتأمين حياة كريمة لجميع أبنائها، فاضطرت بقلب يملؤه الحزن، أن تضع حمزة في مركز لرعاية الأيتام.
أظهر حمزة منذ صغره إمكانات كبيرة وكان يحلم بحضور الجامعة، لكنه كان يعلم أن عائلته لن تتمكن من تحمل أعباء أقساط الجامعة وأن حلمه هذا سيبقى مجرد حلم، وأمله في الحصول على وظيفة جيدة وحياة أفضل لن يتحقق. ولكن سمع حمزة عن صندوق الأمان لمستقبل الأيتام، فقام بتسجيل طلبه يوم عيد ميلاده الثامن عشر.
استوفى حمزة جميع المتطلبات وقبل كمستفيد في البرنامج. وبعد ثلاث سنوات من العمل الجاد والعزم، حصل حمزة على درجة البكالوريوس في المحاسبة من الجامعة الأردنية وحاز على أعلى درجة في فصله.
لم تنتهي قصة حمزة بعد، فقد قام مستشارو صندوق الأمان بالبقاء على اتصال معه، وعرضوا عليه الكثير من التوجيه والدعم حتى استطاعوا تأمين فرصة للتدريب له في أحد البنوك الرائدة في المملكة.
شعر حمزة أنه يستطيع أن يأخذ نجاحه إلى مستوى جديد بدعم صندوق الأمان، فتقدم بطلب للحصول على شهادة الماجستير في المحاسبة. واليوم، يواظب حمزة على حضور فصوله الدراسية بدعم مالي من صندوق الأمان.
تركت شخصية حمزة وثقته بنفسه وأدائه العالي انطباعاً قوياً في البنك الذي تدرب فيه، وقرر المسؤلون أن يعرضوا عليه وظيفة دائمة بدوام كامل، مع إذن خاص لحضور الجامعة.
يقول حمزة: "بالعمل الجاد والتفاني، السماء وحدها هي الحدود."