
الدليل الإرشادي لتعليم استراتيجيات الاستيعاب القرائي
يعاني 53% من الأطفال في الأردن من فقر التعلّم، وهي النسبة المئوية للأطفال في سن العاشرة الذين لا يقدرون على قراءة نص قصير ومناسب وفهمه"، فما سبب ذلك يا ترى؟
ندرك جميعًا بوصفنا معلمين أنّ القراءة مفتاح تعلّم المعارف الأخرى، فما إنْ يتمكّن الطالب من فكّ الرموز وتهجئة الكلمات ومعرفة معانيها حتى ينطلق في رحلة تعلّم شائقة، وهذا لا يقتصر على تعلّمه لقراءة درس اللغة العربية فحسب بل يُمكّنه من فهم مسائل الرياضيات والتعرف إلى العلماء وقراءة التاريخ وغير ذلك. وتشير الأدلة إلى أنّ الاستيعاب القرائي يساعد الطلبة على إحراز تقدّم يعادل 6 أشهر إضافية على مدى عام، ولتمكين الطلبة من ذلك لا بد من تصميم الأنشطة بعناية بما يتناسب مع مهاراتهم القرائية، حيث تتضمن أنشطة ونصوصًا تشكّل تحدّيًا حقيقيًّا يمكن تجاوزه والتغلّب عليه. بالنظر إلى ما سبق، فإننا نجد أنفسنا مدفوعين للتفكير مليًّا في كيفية تطوير مهارات الاستيعاب القرائي لدى الطلبة لمساعدتهم على المضي قدمًا في التعلّم.
اقرأ المزيد
يعاني 53% من الأطفال في الأردن من فقر التعلّم، وهي النسبة المئوية للأطفال في سن العاشرة الذين لا يقدرون على قراءة نص قصير ومناسب وفهمه"، فما سبب ذلك يا ترى؟
ندرك جميعًا بوصفنا معلمين أنّ القراءة مفتاح تعلّم المعارف الأخرى، فما إنْ يتمكّن الطالب من فكّ الرموز وتهجئة الكلمات ومعرفة معانيها حتى ينطلق في رحلة تعلّم شائقة، وهذا لا يقتصر على تعلّمه لقراءة درس اللغة العربية فحسب بل يُمكّنه من فهم مسائل الرياضيات والتعرف إلى العلماء وقراءة التاريخ وغير ذلك. وتشير الأدلة إلى أنّ الاستيعاب القرائي يساعد الطلبة على إحراز تقدّم يعادل 6 أشهر إضافية على مدى عام، ولتمكين الطلبة من ذلك لا بد من تصميم الأنشطة بعناية بما يتناسب مع مهاراتهم القرائية، حيث تتضمن أنشطة ونصوصًا تشكّل تحدّيًا حقيقيًّا يمكن تجاوزه والتغلّب عليه. بالنظر إلى ما سبق، فإننا نجد أنفسنا مدفوعين للتفكير مليًّا في كيفية تطوير مهارات الاستيعاب القرائي لدى الطلبة لمساعدتهم على المضي قدمًا في التعلّم.
تصفّحوا مجموعة أدوات التعليم والتعلم، وما تقوله ملخصات الأبحاث عن استراتيجيات الاستيعاب القرائي
شاهدوا أيضًا الفيديو 1: جلسة حوارية حول مجموعة أدوات التعليم والتعلم وكيفية استخدامها
ما الذي يتضمّنه هذا الدليل؟
يركّز هذا الدليل الإرشادي على تطوير استراتيجيات الاستيعاب القرائي للطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة في المرحلة الابتدائية، وقد يبدو مناسبًا للمعلمين الذين يدرّسون طلبة في عمر أكبر أو أقل؛ فقد يجد المعلم تطبيق التوصيات في الدليل مفيدًا للطلبة الأكبر سنًّا الذين يعانون من تعثّر في فهم النصوص واستيعابها، أو الطلبة الأقل سنًّا الذين يُحرزون تقدّمًا سريعًا في قراءة النصوص وفهمها.
نقدّم في هذا الدليل أربع توصيات نركّز من خلالها على طرائق التدريس والأساليب المستندة إلى الأدلة التي يمكن للمعلمين أن يقدّموها للطلبة، تبدأ كل توصية منها بلمحة موجزة تأملية، وهي عبارة عن سيناريو توضيحي يبيّن التحديات المشتركة التي تواجه المعلمين بحيث تمثّل الممارسات الحالية في المدارس لتضع الأدلة في سياقها، وذلك قبل طرح الأسئلة التي تحاول التوصية الإجابة عنها أو توضيحها، ثم نعرض نبذة عن المحاور الرئيسة للتوصية، ونقدّم أساليب واستراتيجيات حول "ما قد ينجح في الصف الدراسي" وننمذجها في الغرفة الصفية عبر أمثلة متنوعة، كما نجيب عن بعض التساؤلات التي يطرحها المعلمون في هذا السياق.
اعتمد هذا الدليل على التقرير الإرشادي لمؤسسة Education Endowment Foundation، نظرًا لعملها الرائد في مراجعات الأبحاث العالمية فيما يتعلّق بأساليب ثبتت فاعليتها في سياقات مختلفة، بالإضافة إلى رؤيتنا ومراجعاتنا للأبحاث العالمية والعربية لما قد ينجح في سياقنا المحلي والعربي. اعتمدنا أيضًا على مواقع تعليمية معروفة تقدم نماذج من الغرفة الصفية، وكيّفناها لتناسب السياق المحلي والعربي مثل Reading Rockets ومصادر لمعلمي اللغة العربية، كما سترون أننا اعتمدنا على بعض تجارب المعلمين في الأردن التي يتناقلونها عبر التدريبات التي تعقدها المؤسسة لتوضيح بعض المبادئ، ونأمل رفد هذا الدليل بدراسة حالة من إحدى المدارس العربية حال توفرها.
لمن يوجّه هذا الدليل؟
يمكن توجيه هذا الدليل إلى المدارس الابتدائية ومقدّمي التعليم الأساسي والإضافي على حدّ سواء، وإلى معلمي الصفوف ومديري المدارس الذين يضعون سياسات التعليم في المدرسة وينفّذونها، وهو يستهدف بشكل أساسي مادة اللغة العربيّة إلّا أنّه يمتد وصولًا إلى المواد التي تدرس باللغة العربية جميعها، مقدّمًا التوصيات التي تناسب الجميع، بالإضافة إلى أنه يطرح أمثلة توضّح عملية تطوير الاستيعاب القرائي في سياقات خاصّة بالمواد والمراحل المختلفة. ومن الفئات الأخرى التي قد يعنيها هذا التقرير: صناع القرار، وأولياء الأمور، ومطوّرو البرامج، وصنّاع السياسات، والباحثون التربويّون.
ما رسالتنا في هذا الدليل؟
نؤكّد في هذا الدليل رسائل مهمّة للمعلّمين (بالتعاون مع إداراتهم المدرسية وبدعم منها):
التركيز على مرحلة ما قبل القراءة والفهم القرائي لضمان تمكين الطلبة من فهم النصوص وتحليلها بعمق، وتقديم الأنشطة والممارسات والتفاعل الذي يزيد من مخزون الطلبة اللغوي ويجهّزهم لمرحلة القراءة.
التركيز على تعليم الطلبة أساليب ومهارات تساعدهم على الاستيعاب القرائي، وبناء الاستقلالية في فهم النصوص وتحليلها بشكل تدريجي.
ماذا نأمل عبر هذا الدليل؟
نأمل في أن يجد المعلمون والمعنيون جميعهم في هذا الدليل ما يساعدهم على تعزيز فهمهم لاستراتيجيات الاستيعاب القرائي بناء على الأدلة، ما يمكنهم من اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بتمكين الطلبة من هذه الاستراتيجيات وآلية تطبيقها داخل الغرف الصفية، ونؤمن بأن المعلمين هم الأقدر على تحديد الأساليب الملائمة واستخدامها وفق سياقاتهم والإمكانات المتوفرة لديهم، وبحسب تقديرهم المهني ووفق خبرتهم ومعرفتهم بطلبتهم.
في سعينا لتعزيز الاستيعاب القرائي لدى الطلبة، نؤكد أهمية تمكينهم من استخدام الاستراتيجيات والأساليب الصحيحة؛ ليصبح لدينا قرّاء مستقلّون قادرون على التفريق بين أنواع النصوص المختلفة، واستخدام الاستراتيجيات المناسبة في فهمها وتحليلها ونقدها، وهذا يتطلّب منا توفير بيئة تعليمية حافزة تمكّن الطلبة من البحث والتجربة والاستكشاف، وهذا يساعدنا على تحقيق رؤيتنا في إعداد طلبة قادرين على إدارة تعلّمهم بفاعلية واستقلالية.
ماذا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار على مستوى الصف والمدرسة؟
قبل البحث في التوصيات يجب الاعتراف بالتحدي الرئيس المرتبط بالاستيعاب القرائي وهو عدم قدرة الطلبة على فهم النصوص المكتوبة واستخلاص المعاني الضمنية منها، بحيث يواجه الطلبة صعوبة في استنتاج الأفكار وربطها ببعضها، وغالبًا ما يكون هذا ناتجًا من الصعوبات التي يواجهونها في تفكيك الكلمات أو فهم بنية اللغة المستخدمة أو فهم مفردات معينة، ما يتطلب من المعلمين استخدام مجموعة واسعة من الاستراتيجيات والأساليب وتدريسها للطلبة بشكل مباشر ومتّسق، وتقديم الدعم اللازم لتمكين الطلبة من تطبيق الاستراتيجيات بشكل مستقلّ على مهام القراءة الأخرى وسياقاتها وموضوعاتها.
ينبغي للمعلمين أن يأخذوا بعين الاعتبار أيضًا تفاوت مستويات الطلبة القرائية من خلال تقييم قدرات الطلبة واستكشافها بغية تقديم نصوص قرائية مناسبة لهم، ثم تصميم أنشطة مخصصة تساعدهم على اكتساب استراتيجيات الاستيعاب القرائي وتطبيقها على نصوص متنوعة، وينبغي للمدارس تطوير خطة شاملة بالتعاون مع المعلمين لتطوير مهارات الطلبة القرائية، وتوفير التدريب اللازم للمعلمين حول أحدث الممارسات التعليمية المستخدمة داخل الصفوف لضمان تحسين مهارات الطلبة بشكل مستمر.
ما الاستيعاب القرائي؟
الاستيعاب القرائي هو عملية معقّدة تعتمد على إدراك الطالب وقدراته ومهاراته الضرورية للقراءة، ويتجلّى في استخلاص المعنى من النص المكتوب، وهي الغاية الأساسية من القراءة. يحدث ذلك غالبًا من خلال تفاعل بين القارئ وكاتب النص، حيث تبدأ العملية بفك رموز الكلمات وصولاً إلى ربطها بمعارف الطالب السابقة لفهم مغزى النص. كما أن الهدف هو تمكين الطلبة من تطوير تقنيات ومهارات تساعدهم على الانتقال من فك الرموز إلى فهم النص وتفسيره، بما يمكنهم من استنباط المعاني وربط الأفكار، مما يحفزهم على القراءة أكثر.
مصادر
Pagination
قصص نجاح
تصّفح مصدر إلهام برامجنا