انتشار فيروس كورونا إلى جائحة عالمية أدى إلى تغيير حياة الملايين في الأردن وحول العالم. بالنسبة إلى الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار، فإنّ فترة الحجر الصحي الحالية تفرض عليهم واقع جديد، وحاجة ملحة لتحقيق التوازن بين العديد من المهام والمسؤوليات المختلفة، ما بين العمل عن بعد، وتدريس الأبناء ومساعدتهم في الواجبات المدرسية، ورعاية أسرهم، والترفيه عن الأطفال الصغار.
ونحن في مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ندرك أنّ بإمكاننا أن نلعب دوراً مهماً في جعل حياة الآباء والأمهات والأطفال أكثر سهولة وإنتاجية خلال هذه الفترة من عدم الاستقرار والتحديات. ومن أولى الخطوات التي اتخذناها هو تحويل برنامج "سنوات طفلي الأولى" الذي مدته 8 أسابيع من نموذج التعليم المدمج إلى نموذج التعليم الإلكتروني، إذْ لم يعد من الممكن للأمهات حضور الجلسات وجهاً لوجه.
ومن خلال عملنا مع الشركاء والمثقفات المهتمين من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تمكنّا من تقديم الدعم للآباء والأمهات وهم مرتاحون وآمنون في منازلهم، حيث يستمرّون ببرنامجنا التدريبي من خلال مجموعات "الواتساب" التي تمكّن الأمهات من التعلم والمناقشة ومشاركة الأنشطة التي يقومون بها مع أطفالهن، بالإضافة إلى شعورهنّ بالقدرة على دعم نمو أطفالهنّ خلال السنوات الخمس الأولى من حياتهم.
هذا ويعتمد الأطفال في سنواتهم الأولى على التفاعل مع الكبار، لاسيّما الآباء والأمهات، للنمو والتعلّم، علماً أنّ الطفل ينمو لديه نحو مليون موصلاً عصبياً في الثانية ويتم تحفيز العديد منها من خلال اللعب. وفي غياب المعلمين والانقطاع عن المدارس، أصبح الآباء والأمهات هم "معلمين" لأطفالهم، وهكذا، أصبحت البرامج مثل "سنوات طفلي الأولى" أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى بالنسبة إلى الأطفال والآباء والأمهات حول العالم.
وجدنا في الأسابيع الأخيرة مستويات مشاركة مشجّعة جداً من الأمهات المشاركات في البرنامج. إذ تقوم الأمهات بأنشطة تساهم في نمو أطفالهنّ بشكل يومي، كما أنهنّ يشاركنها مع الأمهات في مجموعة البرنامج على الفايسبوك. نحن نعمل حالياً على تطوير برامج تساهم في خلق بيئة تعليمية حيوية وبنّاءة للأطفال دون الخامسة من منازلهم المريحة وأحضان ذويهم الدافئة.
انضموا للمجموعة للمزيد من الأنشطة والنصائح:
http://facebook.com/sanawat.6efli