غادة مديرة مدرسة عائشة بنت أبي بكر الأساسية للسنة الرابعة على التوالي. تعد غادة من التربويات ذوات الخبرة اللواتي عملن بنشاط على مدى السنوات الأخيرة لإشراك أولياء الأمور بشكل أكبر في تعليم أبنائهم في المدرسة. كان هذا تحدياً قوياص لغادة ولكنها تمكنت من مواجهته بنجاح.
عندما كانت غادة مدرّسة، كانت تمتلك مهارة خاصة في التواصل مع أولياء الأمور وبناء الثقة والعلاقات الوثيقة معهم، وكانت فلسفتها تعتمد دائما على التفكير بشكل أفضل فيما يتعلق بالأسر. لم تكن غادة من النوع الذي يطلق الأحكام، وكانت تؤمن بقدرات أولياء الأمور بغض النظر عن مستوى تعليمهم واستطاعت أن تضع نفسها مكانهم. كانت غادة تستجيب لاهتماماتهم وتعاملهم كأصدقاء لها. لقد امتلكت الرغبة في إقامة علاقات مع الناس والمنظمات في المجتمع، وهذا كله ساعدها الآن في عملها مديرة للمدرسة.
تلقت معلمات المدرسة من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الثالث مؤخراً تدريباً حول الطرق الأكثر فاعلية في تعليم القراءة والحساب، ولذا كانت غادة متحمسة حول إمكانية جعل العام الدراسي الجديد مختلفاً من خلال التركيز على زيادة مشاركة أولياء الأمور لدعم تعلم الأطفال.
نظّمت غادة أول اجتماع لمجلس أولياء الأمور والمعلمين في بداية العام الدراسي، وقامت بتعزيز علاقاتها مع المجتمع المحلي لإنجاح هذا الحدث. وفي الاجتماع الأول للهيئة العامة لمجلس أولياء الأمور، قامت غادة بعرض ومناقشة رؤيتها عن الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة لمواجهة التحدي المتمثل في ضمان أن يبدأ الأطفال الصغار تعلمهم على أساس متين في القراءة والحساب. ورفعت غادة بالمشاركة مع الأهل شعار " قرش على قرش يبني ثروة، وحرف على حرف يبني أمة قوية".
شجعت غادة أولياء الأمور على الحضور لخوض انتخابات الهيئة الإدارية لمجلس أولياء الأمور والمعلمين في الاجتماع الثاني للمجلس. ومن خلال عملها مع الهيئة الإدارية التي انتخبها الأهل، ووزعت وناقشت بعض الموارد الخاصة بدور الأهل ما رفع وعيهم بأهمية دورهم، بالإضافة لتوزيعها مجموعة من النصائح الخاصة بما يمكن أن يقدموه لدعم تعلم أبنائهم القراءة والحساب. لقد أعدت غادة اتفاقا خاصا بالمدرسة لمأسسة الالتزام المشترك بين المدرسة وأولياء الأمور، ففي مجال القراءة مثلا، التزم معلمو الصفوف الأولى بالقراءة للطلبة بشكل أكبر، في حين طلبت من أولياء الأمور القراءة لأطفالهم على الأقل مرتين في الأسبوع والاستماع إلى قراءة طفلهم مرتين في الأسبوع. وتتابع غادة وتفعَل برنامج تشجيع القراءة، شارحة للمعلمات وأولياء الأمور دورهم في البرنامج، وموزعة الشهادات التقديرية لمستحقيها. كما قامت بعقد ورشة لأولياء الأمور حول القراءة لأطفالهم. ومن خلال هذا التحدي المشترك، وجدت غادة اهتماماً أكبر من أولياء الأمور وزيادة في حضورهم للاجتماعات المدرسية ما أدى الى تحسن اكتساب الطلبة لمهارات القراءة والحساب . تشعر غادة بالحماس تجاه ما يخبئه لها المستقبل، فقد تعلمت هي ومعلماتها الكثير من هذه التجربة، وهن يعملن للتقدم لجائزة الملكة رانيا للتميز التربوي قريبا جدا.
ومن الجدير بالذكر أن لدى غادة خطة بديلة لدعم المشاركة المجتمعية في الظروف الاستثنائية عند تطبيق التعلم عن بعد.