خلال العام الدراسي ٢٠١٧-٢٠١٨، نظمّت مؤسسة الملكة رانيا سلسلةً من التجارب بهدف تحسين نتائج أداء الطلبة في المدارس. وكان من بين هذه التجارب "المشروع التجريبي لمنهجية الوعي الصرفي" الذي هدف إلى تحسين نتائج تعلم الطلبة باللغة العربية؛ وخصوصاً الاستيعاب اللغوي من خلال تعليمات واضحة حول الصرف في اللغة العربية.
ويعني الصرف ان يقوم الطالب بتحويل الكلمة الى جذرها الثلاثي ومن ثم تمكين الطالب من اشتقاق كلمات اخرى من نفس الجذر. وبناءً على المراجع الأدبية الموجودة[1]، تم تصميم البرنامج على الفرضية التالية: إن إدخال تعليمات واضحة للصرف في أساليب التدريس، من خلال الإشارة بوضوح إلى معنى جذر الكلمات واللواحق والسوابق في التعليمات، سيكون له فوائد كبيرة لتحسين مهارات القراءة والكتابة والفهم لدى الأطفال في اللغة العربية.
وتَضمّن المشروع التجريبي برنامج تحسين بيدوغوجيا اللغة العربية عن طريق استهداف أساليب تدريس الصرف باللغة العربية. حالياً يتم تدريس الصرف في المناهج الوطنية الأردنية للصفوف المبكرة من خلال التعرف على الأنماط؛ ولا يتم عرض القواعد الجذر الثلاثي بشكلٍ صريح على الطلبة. لذا سعى المشروع إلى تدريب المعلمين على تحديد سُبل الإشارة بشكلٍ واضح إلى الصرف، وتدريس طلابهم قواعد الصرف في اللغة. وفيما يخص تطوير محتوى المشروع التجريبي، قام فريق عمل من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ووزارة التربية والتعليم بالتعاون معاً على تطوير المحتوى وتدريبا للمعلمين[2].
وفي هذا السياق، تم إجراء دراسة باستخدام منهجية التجربة العشوائية المنتظمة في ٢٠ مدرسة استهدفت طلبة الصفوف الثاني إلى الخامس، وتم تنفيذ البرنامج في ١٠ من تلك المدارس لمدة عام أكاديمي واحد (من أيلول ٢٠١٧ إلى أيار ٢٠١٨). طبّق المنهاج الوطني في كلّ من المدارس ضمن مجموعة المعالجة والضابطة ، بلإضافة الى تزويد معلمي المدارس من مجموعة المعالجة كتيباً للمعلّم يتضمن أساليب جديدة لتدريس الصرف في اللغة العربية، إضافةً إلى عقد تدريبات حول استخدام هذه الأساليب المقترحة. علاوةً على ذلك، تم تزويد الطلبة بكتيبات تدريب، شملت تمارين على الصرف لتعزيز مستوى تعلّمهم. تم قياس أثر المشروع التجريبي على نتائج أداء الطلبة ومواقفهم اتجاه طريقة عملية التعلًّم الجديدة من خلال تقييمات في بداية ونهاية البرنامج، و استبيانات مستوى الرضا لكلا المجموعتين.
كذلك تم استخدام منهجيات مختلطة لتقييم البرنامج، حيث تم جمع البيانات الكمية والنوعية. وشملت أدوات جمع البيانات الكمية:
- تقييم مهارات القراءة في المرحلة الأساسية (EGRA) (للصفوف الثاني و الثالث)
- اختبار طورته وزارة التربية التعليم (للصفوف الرابع والخامس)
- تقييم فني خاص بالوعي الصرفي (جميع الصفوف)
- استبيان مستوى الرضا (جميع الصفوف)
أما بالنسبة لأدوات جمع البيانات النوعية فقد شملت حلقات النقاش المركزة التي تم عقدها مع معلمي المدارس التي حصلت على حلول لرصد آرائهم وملاحظاتهم حول تصميم المشروع التجريبي وما تضمنه من تدريب ومحتوى وإجراءات تنفيذية.
وبناءً على نتائج استبيان مستوى الرضا، وجدنا أن غالبية الطلبة من جميع الصفوف الأربعة كانوا راضين عن البرنامج واعتقدوا أن الصرف ساعدهم في تعلم اللغة العربية. ومن ناحيةٍ أخرى، وبناءً على النتائج التي تم الحصول عليها من تقييم EGRA والتقييم الفني للصرف واختبار وزارة التربية التعليم، اكدت النتائج انه لا يوجد أثر ذات دلالة احصائية على الطلاب الذين كانوا ضمن المجموعة المعالجة.
وبعد النظر إلى النتائج التي توصّلنا إليها، نعتقد أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف هذه المنهجية قبل توسيع نطاقها. فعلى الرغم من أن الطلبة والمعلّمين أشاروا إلى أنهم استمتعوا بالبرنامج التجريبي واستفادوا منه، ولكن النتائج لم تعكس أي مكاسب في عملية التعلُّم. وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، بما فيها حجم العينة الصغير والتحيُّز في اختيارها، إضافةً إلى الحاجة لتطوير أدوات تقييم مخصصة لهذه الغاية. كما يجب إجراء المزيد من الدراسة لأدوات التقييم وتطبيق إجراءات تقييم أكثر شمولية مما سيساهم في تحديد أثر الصرف وسبل دمجه في المناهج الدراسية للغة العربية قبل النظر في تطوير نطاق هذا البرنامج التجريبي.
[1] باورز وآخرون، ٢٠١٠؛ كارلايل، ٢٠١٠؛ كيرك وجيلون، ٢٠٠٩
[2] قام الدكتور عبد الله الشديفات - أستاذ مساعد في الجامعة الأردنية بتطوير الإطار الأولي للمحتوى