أصدرت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) مؤخراً نتائج التقييم العالمي لمستوى معرفة وقدرات الأطفال البالغين من العمر خمسة عشر عاماً حول العالم. تركز هذه المجموعة من النتائج على الإلمام بالقراءة والتي يتم تعريفها كالآتي:
"فهم النصوص واستخدامها وتقييمها وتأملها والاندماج فيها من أجل تحقيق أهداف الفرد وتنمية معارفه وإمكاناته والمشاركة في المجتمع".
من المفيد التأمل في هذا التعريف المتعمق. هناك أمران واضحان على الفور: إن الإلمام بالقراءة مهارة معقدة تنطوي على أكثر من مجرد القدرة على قراءة وفهم النصوص، ويمكن إثباتها بدرجات مختلفة من التعقيد. على سبيل المثال، أن يحقق الطلاب مهارات عالية المستوى مثل تقييم موثوقية جزء من النص، أو تقييم أهميته وحججه الأساسية.
إلى جانب ذلك، يمكننا أن نستشف من التعريف أنه مع تغيّر العالم، تتغير أيضاً مهارات القراءة التي يحتاجها الطلاب إذا أرادوا "المشاركة الكاملة في المجتمع". على سبيل المثال، تصبح أهمية القدرة على تقييم مصداقية نص ما أكثر أهمية في عصر الأخبار المزيفة ووسائل التواصل الاجتماعي. وبالطبع، يجب أن يكون تعريف "النص" الآن واسعاً بدرجة كافية ليشمل الرسوم البيانية ومواقع الويب والنص الملخّص الذي يعرضه محرك البحث غوغل ومهارات قراءة النصوص على الإنترنت.
كما أن القراءة من أجل التعلم تصبح أكثر أهمية عندما يحتاج البالغون إلى تحديث مهاراتهم للاستفادة من فرص العمل الجديدة التي توفرها التكنولوجيا والعلوم. لذلك فإن كلمة "الاندماج" في التعريف مرتبطة بتحقيق الطلاب هدف الحصول على المتعة المستمرة في القراءة التي ترافقهم خلال الحياة والتعلم.
إن اختبار منظمة التنمية التعاون الاقتصادي (OECD) يشمل كل هذه الأمور. كيف كان أداء الطلاب البالغين 15 عاماً في الأردن؟
-
تشير نتائج (بيزا) لتقييم الطلبة تحسنًا طفيفًا في تحصيل الطلبة في الأردن. من بين 79 دولة مشاركة، أحرز الطلبة في الأردن من عمر الخمسة عشر عامًا 400 نقطة في الرياضيات مقارنة بمتوسط قدره 489 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي و 429 نقطة في العلوم ، مقارنة بمتوسط 489 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي و 41941 نقطة في مهارات القراءة والكتابة مقارنة بمتوسط 487 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي. هذا يعني أن الأردن ما زال متأخرًا بما يعادل 2 درجة صفية في الرياضيات 1.5 درجة في العلوم و 1.7 درجة في المهارات القرائية.
-
لا يزال الأردن متراجعًا عن متوسط منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في مهارات القراءة والكتابة بعدل صف ونصف.
-
وعلى الرغم من التحسن، لا تزال النتائج في مهارات القراءة والكتابة تبعث القلق. 3 في كل 4 طلاب في الأردن يقرأون في المستوى 2 أو أقل.
-
2 من 10 طلاب فقط في الأردن يطابقون معدل إنجاز القراءة لدول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.
-
عدد قليل جدًا من الأطفال الأردنيين في سن الخامسة عشرة يحرزون أعلى المعدلات في مهارات القراءة والكتابة. (25٪ للأردن، مقابل 53٪ لمتوسط دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي).
تشير الإحصاءات بوضوح إلى وجود نظام مدرسي لا يزود الطلاب بمهارات القراءة والكتابة اللازمة لاقتصاد اليوم، ناهيك عن الغد. يمكننا التعبير عن ذلك بلغة التعريف الذي بدأنا به: لا يسمح مستوى الإلمام بالقراءة في الأردن للمتعلمين بتحقيق أهدافهم وتطوير معارفهم وإمكاناتهم والمشاركة الكاملة في المجتمع.
باختصار، يجب أن نحقق نتائج أفضل.