خلفية: كلّفت مؤسسة الملكة رانيا عام 2020،فريقًا بحثيًا مقره جامعة زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة بإجراء مراجعة منهجية شاملة، بحيث تعالج المراجعة الأسئلةَ الرئيسةَ ذات الصلة بازدواجية اللغة، وترفد الاتجاهات المستقبلية وتوجّهها. سيُتيح مثل هذا المشروع الفرصة للأكاديميين والممارسين لفهم خارطة المعرفة الحالية بشكل دقيق وشامل، وتحليل كيفية تأطير مفهوم ازدواجية اللغة العربية، وكذلك تحديد الفجوات في كلٍّ من البحوث والممارسة فيما يتعلق بهذه السمة من سمات العربية.
المدونة الأخيرة: هذه هي المدونة الرابعة والأخيرة التي سنشاركها معكم فيما يتعلق بهذه الدراسة الكبيرة. وفي هذه المدونة، سنُلخص النتائج النهائية للمراجعة المنهجية، ونشارككم التوصيات التي وضعناها معًا وفقًا لهذه النتائج وبناءً على احتياجات مجال تعليم اللغة العربية وتعلُّمها.
النتائج النهائية: استنادًا إلى عملية المراجعة المنهجية الدقيقة، فيما يلي سرد للنتائج النهائية التي عُرضت ونوقشت في تقرير السياسة المتاح في الموقع الإلكتروني لمؤسسة الملكة رانيا.
أظهرت النتائج النهائية التي توصّلنا إليها باستخدام أسلوب البحث المدمج، الذي تضمن تقييمًا كمّيًا ونوعيًّا لـ (156) دراسة، فضلًا عن الأوراق المفاهيمية التي روجعت، ما يلي:
- ثمة آثار إيجابية لتدريس اللغة العربية الفصيحة باستخدام علم الصوتيات، وهو ما يتماشى مع أحدث الأبحاث في علم القراءة.
- لوحظ وجود مسافة بين اللغة العربية الفصيحة واللهجات المختلفة تناولتها العديد من الدراسات المشمولة في المراجعة، كما أشارت عديد من الدراسات الحديثة إلى تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على تعلُّم اللغة العربية الفصيحة باعتبارها عاملًا مساهمًا مهمًا في تأخير تعلّمها.
- من النتائج المثيرة للاهتمام أنّ الصعوبة التي يجدها الطلبة في تعلُّم اللغة العربية الفصيحة تقل بازدياد تعرّضهم لها، وبتحسّن كفاءتهم اللغوية وتقدّمهم في المراحل الدراسية. وعليه، أشار عدد من الدراسات إلى أنّ صعوبة تعلُّم اللغة العربية الفصيحة تنخفض في الصف الرابع تقريبًا.
- أكّدت عدّة دراسات أهمية سد الفجوة أو المسافة بين اللغة العربية الفصيحة واللهجات، من خلال الأنشطة التي تبني الوعي بازدواجية اللغة في وقت مبكر.
- التعرض المبكّر للّغة العربية الفصيحة هو أحد أساليب سد تلك الفجوة وتسهيل تعلُّم اللغة أيضًا، بالإضافة إلى إشراك الطلبة في أنشطة تعلُّم القراءة والكتابة، فضلًا عن إشراك أولياء الأمور والمجتمع.
- خلُصت بعض الدراسات إلى عدم وجود تأثير لازدواجية اللغة على أداء الطلبة في المدرسة، وأنّهم –أي الطلبة- يأتون في بعض الأحيان إلى المدرسة ولديهم بعض المعرفة باللغة العربية الفصيحة؛ نتيجة تعرضهم للأنشطة ذات الصلة بتعلم القراءة والكتابة في المنزل.
- أكّدت عدة دراسات أهميةَ الانتباه إلى طرائق التدريس المُتّبعة مع الناطقين بغير للغة العربية.
- النتائج المتناقضة بين الدراسات التي بحثت في ازدواجية اللغة العربية تكشف بشكل غير حاسم عن مجموعة الأدلة الحالية المتاحة، وتوجّه ضرورة الانتباه للحاجة إلى إجراء مزيد من البحوث في هذا الصدد.
التوصيات: قُسّمت التوصيات إلى مجموعات موجهة لكلٍّ من: الباحثين، والمعلمين وأولياء الأمور، وصنّاع السياسات، والمُمولين، وهي مُلخصة لكل فئة من أولئك فيما يلي:
1) توصيات للباحثين:
- ثمة حاجة لإجراء مزيد من البحوث حول تأثير ازدواجية اللغة في تدريسها وتعلُّمها.
- ثمة حاجة لإجراء مزيد من الاختبار حول التدخلات التدريسية والتعلّمية.
2) توصيات للمعلمين وأولياء الأمور:
- التعرّض للغة العربية الفصيحة من خلال القراءة للأطفال، وتعريضهم لأفلام الكرتون والألعاب اللوحية والموسيقى المنتجة باللغة العربية الفصيحة، أمرٌ بالغ الأهمية.
- أهمية قراءة المعلمين أدبَ الأطفال للطلبة يوميًا في المدرسة.
- دمج اللغة العربية الفصيحة في الأنشطة المفيدة والممتعة في المدرسة.
- التأكد من إتقان المعلمين للّغة العربية الفصيحة، وقدرتهم على استخدام الشكل السهل منها باختيار المفردات الملائمة للمرحلة العمرية للأطفال.
- إعداد وتدريب المعلمين على أفضل الممارسات ذات الصلة بعلم القراءة وبتدريس اللغة العربية وتعلّمها، بالإضافة إلى إدراك أنّ ازدواجية اللغة سمة متأصلة في اللغة العربية ولا ينبغي أن تكون مبررًا لضعف الممارسات التعليمية.
3) توصيات لصنّاع السياسات التعليمية:
- يجب أن تؤكد السياسات أنّ ازدواجية اللغة سمة متأصلة في اللغة العربية ولا ينبغي أن تكون مبررًا لضعف الممارسات التعليمية.
- يتعيّن أن تركز السياسات بشكل أكبر على جودة ممارسات التدريس والتعلم المتبعة.
- يجب أن تتبنّى السياسات مسألة ازدواجية اللغة باعتبارها سمة إثرائية للّغة العربية عوضًا عن النظر إلى اللغة العربية الفصيحة واللغة العربية المحكية (العامية) باعتبارهما مفهوميْن متنافسيْن ومتوازييْن لا يلتقيان.
4) توصيات لمُمولي الأبحاث:
- ثمة حاجة لتمويل الأبحاث وتوجيه المِنح والحوافز إلى التدخلات الخاصة بتحسين طرائق التدريس والتعلّم ذات الصلة باللغة العربية.
- ثمة حاجة لتوفير دعم أفضل لممارسات التدريس والتعلّم، ما قد يعني إنشاء مؤسسات ومراكز بحثية جديدة مماثلة على سبيل المثال لمركز "وات ووركس سنترز What Works Centers" في المملكة المتحدة، الذي يشمل مؤسسة الوقف التعليمي.