في أيلول من كلّ عامٍ يعود الطلبة مجدّدًا إلى مقاعد الدراسة، يحملون معهم حقائبهم وكتبهم وشطائرهم، بعضهم يأتي مندفعًا بكل ما أوتي من حماسة وشغف، يحمل في قلبه الصغير حلمه الكبير، ويسعى نحو تحقيقه، وبعضهم من كان يرغب في النوم ساعةً إضافيّة، من لم يكتفِ باللّعبِ بعدْ، أيقظتْهُ أمّه رغمًا عنه، فحضر إلى المدرسة، وبقي قلبه هناك عند السرير الفارغ، وساحة اللعب الخاوية.
أطفالنا مختلفون، لكنهم يتشاركون جميعًا في الجلوس على المقاعد في الأول من أيلول، فماذا ينتظرهم يا تُرى؟
غالبًا ما تكون البدايات صعبة بالنسبة إلى الطلبة والمعلمين والإدارة أيضًا، وما يزيد البداية صعوبة الالتزام بالوقت بعد عطلةٍ صيفيّة طويلة، والقلق الذي يصيب الطلبة وأهاليهم في أول يوم مدرسي، ولهذا ننصحكم باتباع الخطوات الآتية لضمان بداية موفقة لعامٍ دراسي حافل:
أولًا: طوّروا الثّقة بين البيت والمدرسة
من خلال تشجيع المعلمين على إنشاء علاقات شخصية مستمرة مع الأهالي وتطويرها، ما يعطي انطباعًا مفاده أنّ المدرسة مراعية للبيئة وجاذبة ومنفتحة، ففي معظم الأحيان تلجأ المدارس إلى إيجاد حلول سريعة وفعالة مقارنة في بناء الثقة التي تحتاج إلى وقت طويل. ويمكنكم القيام بذلك بإعداد خطة مرجعية لإشراك أولياء الأمور.
إليكم إرشادات على كيفية تطوّر الثقة بين البيت والمدرسة؟
ثانيًا: وفّروا بيئة محفّزة وآمنة للطلبة
تأكدوا من جاهزية الغرف الصفيّة من حيث عدد المقاعد وترتيبها، زيّنوا باب الغرفة بلوحة ترحيبية، وانتهزوا فرصة الأسبوع الأول في التقرّب من الطلبة والتودّد إليهم، احرصوا على أن يشعروا بصداقتكم لهم، وصدقكم نحوهم، يمكنكم فعل شيء يحبه الطلبة مثل: التقاط صورة معهم بالكاميرا الأمامية للذكرى، أو التعرّف إليهم ومحاولة حفظ اهتماماتهم، اسألوهم عمّا يحبّون معرفته عنكم. يمكنكم أن تسألوهم عن العطلة الصيفية وعن حماسهم أو مخاوفهم في السنة الدراسية الجديدة. اقرؤوا معهم قصة غدًا سأذهب إلى مدرستي.
ثالثًا: ابرموا عقدًا مع الطلبة
يعدّ اليوم الدراسي الأول بمثابة توقيع العقد مع شركاء جدد، وشركاؤكم هم الطلبة. ابحثوا عن الأشياء التي ترغبون في أن يفعلها طلبتكم مثل احترام أدوار الآخرين، التكلم بصوت مسموع، المحافظة على النظافة، وغيرها، ثم ناقشوها معهم واسألوهم عن أشياء أخرى يعتقدون أنّ عليهم الالتزام بها لتحقيق نتائج جيدة في نهاية السنة، بعد ذلك سجّلوا البنود على لوحة كبيرة، دعوهم يقرأوها بصمت، ثم اطلبوا إليهم توقيعها والالتزام بها.
رابعًا: دعوا الطلبة يتنافسوا
المسابقات تخلق جوًا حماسيًّا بين الطلبة، وتشجعهم على التعاون؛ لهذا يمكنكم دمج الطلبة في المسابقات مثل مسابقة التهجئة أو تحدي القراءة أو غيرها من الأفكار.
خامسًا: لا تكونوا عجولين
أسرع الأشياء نموًا أسرعها نفادًا؛ فكونوا هادئين وواثقين بمهاراتكم وقدراتكم على تقديم المساعدة لطلبتكم، واحتفظوا بواجبٍ لهم في بداية الفصل الدراسي لتقارنوه بالواجب الأخير في نهاية الفصل الدراسي، ولتحتفلوا بالنجاح الذي حققتموه معًا.
وفي نهاية المطاف تذكروا أن مهنة التعليم من أكثر المهن قدرة على التأثير وترك بصمة في الأجيال القادمة، ونحن نعرف أنكم قد اصطفيتم على غيركم لتنالوا هذا الشرف العظيم.
نرجو لكم فصلًا دراسيًّا سعيدًا.
تصفحوا وحمّلوا المصادر المجانية:
دليل المدارس لإشراك أولياء الأمور في دعم تعلُّم القراءة والكتابة