يركّز هذا الدليل الإرشادي على تطوير استراتيجيات الاستيعاب القرائي للطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة في المرحلة الابتدائية، وقد يبدو مناسبًا للمعلمين الذين يدرّسون طلبة في عمر أكبر أو أقل؛ فقد يجد المعلم تطبيق التوصيات في الدليل مفيدًا للطلبة الأكبر سنًّا الذين يعانون من تعثّر في فهم النصوص واستيعابها، أو الطلبة الأقل سنًّا الذين يُحرزون تقدّمًا سريعًا في قراءة النصوص وفهمها.
يمكن توجيه هذا الدليل إلى المدارس الابتدائية ومقدّمي التعليم الأساسي والإضافي على حدّ سواء، وإلى معلمي الصفوف ومديري المدارس الذين يضعون سياسات التعليم في المدرسة وينفّذونها، وهو يستهدف بشكل أساسي مادة اللغة العربيّة إلّا أنّه يمتد وصولًا إلى المواد التي تدرس باللغة العربية جميعها، مقدّمًا التوصيات التي تناسب الجميع، بالإضافة إلى أنه يطرح أمثلة توضّح عملية تطوير الاستيعاب القرائي في سياقات خاصّة بالمواد والمراحل المختلفة. ومن الفئات الأخرى التي قد يعنيها هذا التقرير: صناع القرار، وأولياء الأمور، ومطوّرو البرامج، وصنّاع السياسات، والباحثون التربويّون.
نؤكّد في هذا الدليل رسائل مهمّة للمعلّمين (بالتعاون مع إداراتهم المدرسية وبدعم منها):
التركيز على مرحلة ما قبل القراءة والفهم القرائي لضمان تمكين الطلبة من فهم النصوص وتحليلها بعمق، وتقديم الأنشطة والممارسات والتفاعل الذي يزيد من مخزون الطلبة اللغوي ويجهّزهم لمرحلة القراءة.
التركيز على تعليم الطلبة أساليب ومهارات تساعدهم على الاستيعاب القرائي، وبناء الاستقلالية في فهم النصوص وتحليلها بشكل تدريجي.
الاستيعاب القرائي هو عملية معقّدة تعتمد على إدراك الطالب وقدراته ومهاراته الضرورية للقراءة، ويتجلّى في استخلاص المعنى من النص المكتوب، وهي الغاية الأساسية من القراءة. يحدث ذلك غالبًا من خلال تفاعل بين القارئ وكاتب النص، حيث تبدأ العملية بفك رموز الكلمات وصولاً إلى ربطها بمعارف الطالب السابقة لفهم مغزى النص. كما أن الهدف هو تمكين الطلبة من تطوير تقنيات ومهارات تساعدهم على الانتقال من فك الرموز إلى فهم النص وتفسيره، بما يمكنهم من استنباط المعاني وربط الأفكار، مما يحفزهم على القراءة أكثر.