Queen Rania Foundation

التّوصية 3: تعليم الطلبة مهارات تساعدهم على تطوير الاستيعاب القرائي بشكل مباشر

نبذة عن المحاور الرئيسة للتوصية

إلى جانب إعداد الطلبة للقراءة وتهيئتهم لذلك واختيار نصوص القراءة بعناية، على المعلمين أيضًا إيلاء اهتمام شديد بتعليم الطلبة مهارات تساعدهم على فهم النصوص واستيعابها، وتعليمهم كيفية تطوير هذه المهارات لاحقًا. الفهم هو الغاية الأساسية من القراءة، وهو ما نرغب في أن يحقّقه الطلبة لينتقلوا من رحلة تعلّم القراءة إلى رحلة القراءة للتعلّم. 

فالقراءة تفتح أبواب المعارف المختلفة أمام الطلبة، وتطلعهم على نوافذ جديدة في العالم، وتجعلهم يسافرون عبر الزمن فيقرؤون التاريخ ويأخذون منه العبرة والعظة، ويتمكنون من فهم حاضرهم، وقراءة مستقبلهم وتخيله، كما تجعلهم يسافرون من بلد إلى آخر بأقل التكاليف، ويتعرفون إلى حضارات وثقافات جديدة، ينقلون منها ما يناسبهم وما يجدون أنه يعود بالمنفعة والخير إلى عالمهم.

فيما يلي نعرض المهارات والاستراتيجيات اللازمة لمساعدة الطلبة على تطوير الاستيعاب القرائي، والاستفادة ممّا يتعرضون إليه في المدرسة وخارجها من نصوص.

 

سيناريو تأمّلي

لاحظ الأستاذ عادل أن طلبته يعجزون عن فهم بعض النصوص القرائية واستيعابها، لا سيما إذا ازداد النص طولًا وتعقيدًا، مع أنهم قادرون على فهم النصوص التي اُختيرت بعناية لتناسب مستواهم وقدراتهم اللغوية في كتابهم المدرسي؛ نتيجة لذلك شعر الأستاذ عادل بالقلق لأن طلبته سيتعرضون في العام القادم لقراءة نصوص أكثر تعقيدًا وهم لا يعرفون كيفية التعامل معها، فقرر أن يفكر في مساعدتهم على إيجاد حل يمكّنهم من فهم أي نص قرائي يتعرّضون إليه. 

بعد قراءة السيناريو السابق يجب أن نفكر في إجابة السؤال الآتي:

ما الحل الذي يساعد الطلبة على فهم أي نص قرائي قد يتعرضون إليه؟

ثمة حل فعلًا يساعد الطلبة على فهم أي نص قرائي قد يتعرّضون إليه، وهو تطوير مجموعة من المهارات أو الاستراتيجيات التي تساعدهم على فهم النصوص وتحليلها مثل استخدام مفاتيح السياق لفهم معاني الكلمات، وتعرّف بنية النص واستخراج الأفكار الرئيسة فيه، والتلخيص، وتشجيع الطلبة على طرح الأسئلة في أثناء القراءة، والتعبير عن آرائهم تجاه النص، وغير ذلك… 

 

استراتيجيات الفهم

يفتقد الطلبة إلى استخدام استراتيجيات القارئ الماهر، وهنا يأتي دور المعلمين الذين توكل إليهم مهمة جعل الطلبة قادرين على التعامل مع النصوص بفاعلية باستخدام الاستراتيجيات بشكل صحيح، حيث يساعدهم على اكتساب مهارات واستراتيجيات تمكّنهم من فهم النصوص وتحليلها بعمق، ما يجعلهم قرّاء ماهرين واثقين لديهم القدرة على مواجهة أي نص يتعرضون إليه.

وعند الحديث عن استراتيجيات الاستيعاب القرائي فإننا نقصد مجموعة من التقنيات مثل استنتاج المعنى من السياق، وتلخيص النّقاط الرّئيسة أو تحديدها، واستخدام المُنظِّمات البصريّة أو الدّلاليّة، وتطوير استراتيجيّات طرح الأسئلة، ورصد الطلبة فهمهم الخاصّ، ومن ثَمّ تحديد الصّعوبات وتجاوزها بأنفسهم (ما وراء المعرفة والتنظيم الذاتي).

ويتعلّم الطلبة هذه التقنيات من المعلمين داخل الغرفة الصفية، ثم يتمرّنون عليها في مجموعات ثنائية أو صغيرة، ويمكن للطلبة أن يتعاونوا معًا في أثناء التمرن على استخدام هذه التقنيات، وهذه التقنيات أو كما سنتفق على تسميتها -هنا- بالاستراتيجيات هي: 

 

  1. توظيف المعرفة السّابقة

هي ربط ما يعرفه الطلبة بما يقرؤونه في النص بحيث يكوّنون مرجعًا يساعدهم على فهم المعلومات الجديدة الواردة في النص، وتفسيرها ضمن سياق مألوف لديهم. تتشكل المعرفة السابقة لدى الطلبة من تجاربهم اليومية ومعرفتهم بخصائص النص المكتوب وما يتعرّضون إليه من العالم المحيط بهم، وتتركّز أهمية هذه المعرفة في تحديد قدرة الطلبة على فهم النصوص التي يقرؤونها. 

تُستخدم هذه الاستراتيجية معظم الأوقات قبل قراءة الطلبة لنص جديد، ما يمكّن الطلبة من بناء جسر بين معرفتهم السابقة وما يحتاجون إلى فهمه من النص، ومع ذلك يمكن استخدامها في أثناء القراءة أو بعدها، حيث يُتاح للطلبة توظيف معرفتهم السابقة في إجراء مقارنات أو تحليل النصوص بطريقة أعمق، ما يعزز فهمهم النصوص المقروءة.

يجدر بالمعلمين حثّ طلبتهم على استحضار معرفتهم السابقة وتفعيلها؛ لأنها تجعل النص أكثر ارتباطًا بحياتهم اليومية وتجاربهم الشخصية، إلى جانب كونها أداة قوية في بناء قارئ ماهر قادر على التعامل مع أنواع مختلفة من النصوص بشكل فعّال. يمكن للمعلمين الاستعانة بما يعرفونه عن طلبتهم من خلال ملاحظتهم في المدرسة أو من خلال الحوارات التي يخوضونها معهم، كما يمكن أن يستفيدوا من اجتماعات أولياء الأمور الدورية في استكشاف طلبتهم أكثر، أو من المعلومات التي يمدّها بهم المعلمون السابقون؛ لربط النص الجديد بحياة طلبتهم واهتماماتهم ومعارفهم السابقة. 

كما يمكنهم اللجوء إلى استخدام بعض الأنشطة التي تكشف عن معرفتهم السابقة مثل أعرف- أريد أن أعرف- تعلّمت K-W-L التي يحدّد فيها الطلبة ما يعرفونه وما يريدون تعلمه وما تعلموه، أو استعراض الصور -في حال وُجِدت- في النص التي تساعد على إيجاد روابط بين النص وما يعرفه الطلبة فعلًا.

عند تطبيق هذه الاستراتيجية مع الطلبة ستلاحظ أنّ القرّاء الماهرين يربطون باستمرار بين ما يعرفونه سابقًا والمعرفة الجديدة التي يكتسبونها من النص، وهذا يؤثر في كيفية فهمهم النص وفي ردود أفعالهم تجاه ما يقرؤونه، وعليه تتطوّر مهاراتهم في فهم النصوص واستيعابها. 

 

  1. طرح الأسئلة

هي قيام الطلبة بطرح الأسئلة الصحيحة على أنفسهم طوال فترة قراءة النص، ويُقصد بالأسئلة الصحيحة تلك الأسئلة ذاتُ الصلة بما يقرؤونه؛ لأنها تساعدهم على تحديد الأفكار الرئيسة وربطها ببعضها وتلخيص المعلومات، حيث يركّز الطلبة في أثناء طرح الأسئلة الصحيحة على أهم المعلومات الواردة في النص، وتساعدهم على توجيه القراءة وتعميق الفهم.

ينبغي للمعلمين تدريب الطلبة على كيفية طرح هذه الأسئلة والبحث عن إجابات لها بوصفها تحديات يسعى الطلبة إلى إيجاد حلٍّ مناسب لها، وبإمكان المعلمين توجيه الطلبة إلى التفكير بصوتٍ مسموع في الأسئلة، وفي كيفية الحصول على إجابات لها من النص، بحيث يخطط الطلبة لكيفية قراءة النص والوصول إلى مرحلة الفهم القرائي للمعلومات الواردة فيه كافة. 

وغالبًا ما يحاكي الطلبة الأسئلة التي يطرحها المعلمون في الغرفة الصفية، ولهذا يجدر بالمعلمين أن يحرصوا على طرح أسئلة متنوعة وذات مستويات مختلفة وفق هرم بلوم لأهداف التعلّم، أو باستخدام أسلوب علاقة الإجابات بالأسئلة (QAR) الذي يتيح للطلبة فهم الأنواع المختلفة من الأسئلة سواء أكانت مباشرة أم تتطلّب البحث، ولربما كانت استنتاجية أو تستهدف آراء الطلبة بناء على الفهم الخاص الذي كوّنوه في أثناء قراءتهم النص؛ فعند تركيز المعلمين على نوع واحد من الأسئلة يبنون حواجز بين الطلبة والنص الذي يتعرّضون إليه، ويحدّون من التفاعل بينهما.

يُعدُّ تعليم الطلبة كيفية طرح الأسئلة على أنفسهم في أثناء قراءة النصوص مهارة مهمة؛ لأنها تساعدهم على تطوير التفكير النقدي وتعميق فهمهم للنصوص التي يقرؤونها. عندما يتعلّم الطلبة تنويع الأسئلة التي يطرحونها، لا يقتصر دورها على استرجاع المعلومات فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تقييم تفكيرهم واستيعابهم، إذ يُضطرون إلى البحث عن معلومات جديدة وتعميق فهمهم من خلال محاولة الحصول على الإجابات.

يمكن للمعلم أن يوجه الطلبة إلى التوقف بشكل دوري لتدوين الملاحظات حول المفردات الجديدة أو الأحداث التي لا يفهمونها، شريطة أن يكون هذا التوقف منظّمًا ولفترات زمنية محددة في أثناء القراءة، وهكذا يتمكّن الطلبة من فهم النص بشكل أعمق ومواجهة أي مشكلات قد تُعيق فهمهم له. 

 

  1. التنبؤ

هي قدرة الطلبة على وضع توقّعات بناء على فهمهم النص، عن طريق تشجيع المعلم لهم على ربط معرفتهم الحالية بالمعلومات الجديدة التي قد يتعرّضون إليها، فمثلًا عند قراءة نص جديد يمكنهم الاعتماد على ما يعرفونه عن المؤلف -بناء على قراءاتهم السابقة له ومعرفتهم بأسلوبه الأدبي- أو العنوان للتنبؤ بما سيحتويه النص، أو في أثناء قراءة النص قد يطرح المعلم أسئلة تنبؤ على الطلبة أو يطلب إليهم تقديم توقعات إضافية مثل: "والآن ماذا سيفعل يا تُرى؟" أو "كيف ستكون ردّة فعله عندما يسمع هذا؟"، ولا يكتفي المعلم بالاستماع إلى توقعات الطلبة فحسب، بل يطلب المعلم إليهم تقديم دليل يدعم توقّعهم من النص؛ ليتمكن بعد الانتهاء من القراءة من الكشف عن صحة التوقّعات التي قام بها الطلبة وتقييمها.

ولتعليم الطلبة هذه الاستراتيجية يمكن للمعلم تحفيز المناقشات الجماعية حول التوقّعات التي يضعها الطلبة بفتح النقاش على مستوى الصف أو المجموعة أو المجموعات الثنائية، أو بالطلب إليهم أن يكتبوا تأملاتهم حول النص وما يتوقّعونه فيه، ما يساعدهم على معالجة المعلومات بشكل أفضل، كما يمكن للمعلم الاستفادة من استخدام منظمّات بصرية لتنظيم توقعاتهم والمعلومات الداعمة لها من النص. 

انظر إلى الأداة: جدول أتوقع… ودليلي على ذلك… 

يساعد هذا التفاعل بين المعلم والطلبة على خلق تفاعل حيوي مع أحداث النص، وتحفيز عنصر التشويق لدى الطلبة، كما يعزّز فهمهم من خلال التحقق من إصابة توقعاتهم أو فهم أسباب عدم إصابتها، بالإضافة إلى تقوية منطقهم، وقدرتهم على ربط الأحداث ببعضها، وتخيّل أحداث أو بناء افتراضات مستقبلية.

 

  1. التلخيص

يتطلّب التلخيص من الطلبة أن يجمعوا المعلومات الموجودة في النص، ويحذفوا الأفكار أو الكلمات المكررة فيه، ثم يعيدوا صياغتها بكلماتهم الخاصة، ما يساعدهم على تذكر أهم المعلومات الواردة في النص، والتخلص من المعلومات غير المهمة. 

يعدّ التلخيص استراتيجية مهمة لأنه يساعد الطلبة على تذكر النص بسرعة، ويجعلهم أكثر وعيًّا بتنظيم النص وبطريقة ترابط الأفكار والأحداث الموجودة فيه؛ فقد يتطلب التلخيص من الطلبة أن يكثفوا الأفكار أو يقلّلوا عدد الخطوات أو التعليمات في النص المعرفي، أو أن يحذفوا أحداث معينة في النص السردي، وهكذا يتعلم الطلبة أن لا يولوا اهتمامًا لمعرفة المعلومات فقط بل أن يركزوا على إعادة تنظيمها عقليًّا في بنية واحدة، ما يجعل تخزينها في الذاكرة أكثر ديمومة.

يجدر بالمعلم أن ينبّه الطلبة إلى تجنّب النقل الحرفي عند تلخيص النص، وأن يشجعهم على الاستفادة من مخزونهم اللغوي في إعادة صياغة الأفكار أو الأحداث التي قرؤوها؛ لأن النسخ الحرفي قد يعيق التعلّم في الواقع من خلال منع الطلبة من التعامل مع المادة بشكل أكثر جدوى وفق ما جاء في دراسة أجريت عام 2018 كانت تهدف إلى معرفة مدى سرعة الطلبة في اكتساب المعلومات من النص بصرف النظر عن الاستراتيجيات التي قد يستخدمونها؛ فلاحظت أن النقل الحرفي يحدّ من السرعة على خلاف ما كان يعتقده الطلبة حينذاك. 

 

  1. التفسير 

يُقصد بها فهم المعاني التي تحملها المعلومات أو الأحداث في النص وتحليلها، وهي مرحلة سابقة للاستنتاج، حيث يركز على فهم ما يظهر من النص بشكل مباشر، ويركز على المفردات والسياق، وقد يتجاوز ذلك في المراحل المتوسطة إلى تفسير النص وفق السياق التاريخي أو الثقافي أو الاجتماعي؛ إذ يمكن أن يتغير معنى كلمة أو عبارة اعتمادًا على السياق الخارجي الخاص بها، فمثلًا كلمة "تربّع" في العصر الجاهلي كانت تعني "نزل في الربيع" أما الآن فهي تدلّ على وضعية جلوس، يجلس فيها الشخص على الأرض واضعًا قدمه فوق الأخرى. 

 

  1. الاستنتاج

هو قدرة الطلبة على التقاط المعاني الضمنية التي أرادها الكاتب، ولم يصرّح بها في النص، ثم قدرتهم على الربط بين المعاني، واستنتاج العلاقات بين الأفكار مثل علاقات السبب والنتيجة أو الحقائق الضمنية أو القيم التي يحثّ عليها النص أو أهداف الكاتب ودوافعه. 

في معظم الأحيان قد لا يُقدّم الكاتب وصفًا كاملًا للشخصية أو الحدث، ولا معلومات صريحة ومباشرة عن ذلك، لكنه يقدّم أدلة يمكن البحث عنها واستخدامها لفهم ما بين السطور، ومهمة المعلم في تعليم الطلبة مهارة الاستنتاج أن يعلمهم كيفية البحث عن هذه الأدلة وتوظيفها في فهم ما لم يقله الكاتب مباشرة، ولفهم ذلك بشكل أفضل اقرأ المثال الآتي:

ذات يوم مشمس ذهب أحمد إلى الحديقة، ورأى الأطفال يلعبون كرة القدم، كانوا يلعبون بمرح، يركضون ويتسابقون، وأصوات ضحكاتهم العالية تملأ المكان فتزيده بهجة وجمالًا. قرر أحمد أن ينضم إليهم، وبالفعل أخذ يلعب معهم حتى شعر بالتعب فجلس على الأرض ليستريح.

من النص السابق يمكن استنتاج ما يلي: 

  • علاقة السبب بالنتيجة: جلس أحمد على الأرض لأنه شعر بالتعب من كثرة اللعب. 

  • حقائق ضمنية: أحمد شخصية اجتماعية فقد انضم إلى اللعب مع أطفال رآهم في الحديقة للمرة الأولى. 

  • قيم: تقبّل الآخرين، فالأطفال رحّبوا بأحمد والدليل على ذلك أنه كان يلعب معهم.

 

انظر الأداة: أمثلة إضافية عن الاستنتاج 

يمكن للمعلم تمكين الطلبة من الاستنتاج عن طريق الطرح المباشر للأسئلة، أو استخدام استراتيجية التفت وتحدث إلى زميل لمناقشة الاستنتاجات التي يصلون إليها قبل عرضها أمام بقية الصف، كما يمكن للمعلم تقوية قدرة الطلبة على الاستنتاج باستخدام الألغاز فمثلًا: 

"شيء لونه أحمر من الداخل وله أساور خضراء، ما هو؟" البطيخة 

ثم يتابع اللغز: "شيء قدَّ البطيخة، ما هو؟" ولأن الطلبة في بلاد الشام يعرفون "قد" بمعنى "مماثل بالحجم" فسيطرحون إجابات مثل: "شمّام" أو "بالون" أو غير ذلك، إلى أن يصلوا بصعوبة إلى إجابة "السكين"، ولكن بعد وصولهم إلى هذه الإجابة بصرف النظر عمّا إذا كانوا قد حصلوا على مساعدة من المعلم أم لا، إلا أنهم سيتشجعون على طرح ألغازهم الخاصة، أو طلب المزيد من الألغاز والتفكير في الإجابات عنها. 

 

تداخل استراتيجيات الفهم

تتسم استراتيجيات الاستيعاب القرائي بالمرونة والتداخل بين مراحل القراءة المختلفة، بحيث تبدو أدوات متكاملة تعمل معًا في سبيل تحقيق الفهم للنصوص؛ فتوظيف المعرفة السابقة وحده لا يكفي، والتنبؤ وحده لا يكفي، والاستنتاج وحده لا يكفي أيضًا، وقِس على ذلك بقية الاستراتيجيات، التي تتداخل في النص الواحد فتجد الطالب يربط النص بمعرفته ويتوقع الأحداث القادمة بناء على استنتاجاته، ويشرح ويفسّر بناء على فهمه الخاص. 

تُستخدم استراتيجيات الاستيعاب القرائي قبل القراءة، وفي أثنائها، وبعد الانتهاء منها؛ فمثلًا يمكن للطلبة أن يبدؤوا قبل القراءة بتوقع محتوى النص بناءً على العنوان أو الصور، وهذه التوقعات قد تتغير وتتعزز خلال عملية القراءة عندما يتعرّضون لمعلومات جديدة. كذلك يمكن لاستراتيجية طرح الأسئلة أن تبدأ قبل القراءة لتحديد ما يريد الطالب معرفته، ولكنها تستمر في أثناء القراءة مع اكتشاف الإجابات وتُستخدم بعد القراءة عند التفكير في الأفكار الرئيسة والتحليل.

هذا التداخل بين الاستراتيجيات خير دليل على أن التعليم عملية ديناميكية، حيث يُدرَّب الطلبة على مراجعة أفكارهم ومراقبة فهمهم باستمرار، فعندما يتمكّن الطلبة من دمج استراتيجيات متعددة في وقت واحد يصبح الفهم العميق للنص أكثر قابلية للتحقق، ما يجعل كل مرحلة من مراحل القراءة تُعزّز الأخرى بشكل تدريجي وبطريقة تساعد الطلبة على التفاعل بشكل أفضل مع النصوص وتطوير قدرتهم على الفهم. 

 

فيما يلي جدول يلخص الاستراتيجيات اللازمة للقارئ الماهر في كل مرحلة من مراحل قراءة النص: 

 

قبل القراءة 

في أثناء القراءة 

بعد القراءة 

توظيف المعرفة السابقة حول النص والسياق

التنبؤ بالأحداث أو الأفكار القادمة في النص

تذكر الأفكار الرئيسة

تحديد غرض القراءة

البحث عن معلومات محددة

بناء روابط والخروج باستنتاجات مبنية على دلائل من النص

معرفة النوع الأدبي وشكل النص

مراقبة الفهم والتحقق منه عن طريق إعادة صياغة بعض الجمل أو الفقرات المهمة أو الصعبة

التأمل في استراتيجيات القراءة المستخدمة والتعديل عليها

تعرّف المفردات والكلمات الجديدة

طرح الأسئلة عن النص

التلخيص

التنبّؤ بمحتوى النص من العنوان أو الصورة -إذا وُجِدت-

تخمين معاني الكلمات من السياق

الاستجابة للقراءة بطرق مختلفة مثل الكتابة أو التمثيل أو الموسيقى أو غير ذلك…

الجدول الذاتيّ ماذا أعرف؟ ماذا أريد أن أعرف؟ ماذا تعلمت؟KWL 

استخدام الخرائط المفاهيمية والأشكال التوضيحية

 

إقامة الروابط بين الأفكار المهمة في النص

تحديد دوافع الكاتب والتعبير عن الرأي

  

ربط النص بالحياة الواقعية أو بنص آخر أو بالعالم