بحث تقرير النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها سبل دعم الأطفال المتعثرين في تعلم القراءة، وتركز بوجه خاص على إشراك الفتيان في أنشطة تعليم القراءة والكتابة. وبحث النُهُج الفعالة لتحديد نوع ومستوى الدعم اللازم لتلبية احتياجات الطلبة للتعلّم ومتابعتها. ويشمل ذلك الاختبارات المبكرة والتقييمات التشخيصية لتحديد المتعثرين في القراءة وإعداد تدخلات موجهة مبنية على الشواهد لتزويد الطلبة بالدعم الإضافي الذي يحتاجون إليه حتى لا يتأخروا عن زملائهم.
توجز هذه المذكرة النقاط والتوصيات الرئيسية المتعلقة بهذه المواضيع وفقاً لتقرير البنك الدولي المعنون: النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها: مسار للحد من فقر التعلُّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتوسع في تناولها.
النقاط الرئيسية
من الممكن أن يكون هناك نقص في مستوى الوعي لدى الحكومات والجمهور العام بخطورة مشكلة تدني نواتج التعلُّم باللغة العربية في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من المهم العمل على تفادي شيوع ثقافة ذات توقعات منخفضة بين الطلبة المتعثرين في تعلُّم القراءة، وخاصة في المراحل الأولى من عملية اكتساب مهارات القراءة. ولا بد ألا تتعامل المدارس والمعلمون، بل والطلبة الآخرون، مع المتعثرين في تعلُّم القراءة على أنهم عاجزين عن تحقيق المستوى نفسه الذي يحققه أقرانهم. وينبغي للتربويين وواضعي السياسات أن يدركوا جيداً تأثير مثل هذا الاعتقاد الخاطئ.
يجب أن تركِّز المدارس أولاً على ضمان تقديم دعم عالي الجودة داخل الفصل لجميع الطلبة. فحتى عندما يكون التدريس داخل الفصل ممتازاً، فمن المرجَّح أن يحتاج عدد صغير، لكنه مهم، من الأطفال إلى دعم إضافي موجَّه لتعلُّم القراءة والكتابة. وتبعاً لمستوى الدعم المطلوب، قد يتم تقديمه في شكل مجموعات صغيرة، أو قد يلزم أن يأخذ شكلاً فردياً للغاية لتلبية احتياجات كل طالب على حدة، وهو أمر قد يطول أو يقصر الوقت اللازم لإنجازه ، ويتطلب التعاون مع الآخرين. وقد يلجأ المعلمون إلى استخدام نوع معين من نُهُج التدريس، أو تنويع طرائق التدريس داخل الفصل تبعاً لمستوى الطلبة، أو استخدام التدريس في مجموعات صغيرة أو التدخلات الفردية الموجهة لتطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الطالب، أو إعطاء وقت إضافي لإنجاز المهام والواجبات، أو تسهيل التواصل مع موظفي الدعم المتخصصين.
من العوامل الأساسية لفهم احتياجات تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى كل طالب على حدة أن يبني المعلم علاقات قوية مع كل طالب. وقد يكون ذلك أمراً صعباً في الحالات التي تكون فيها الفصول الدراسية كبيرة. وتُعد نُهج التدريس التعاوني، والوسائل التعليمية، وإشراك الآباء كلهم في استراتيجيات يمكن استخدامها لتعزيز بناء العلاقة بحيث تكون الاحتياجات المتعلقة بتعلم مهارات القراءة والكتابة لدى كل طالب معروفة، وأيضاً لتعزيز انخراط الطلبة في أنشطة تعليم القراءة والكتابة.
يحتاج الطلبة الذين يتعثرون في المراحل الأولى من تعلُّم القراءة بأي لغة إلى التدخل مبكراً كي لا يتخلَّفوا كثيراً ويعجزوا عن اكتساب مهارات القراءة والكتابة ومهارات التعلّم الأوسع نطاقاً في المنهج الدراسي.
يفتقر المتعثرون في القراءة عادةً إلى القدرة على القراءة الشفهية بطلاقة التي تُعد مهمة لمعالجة ما تتم قراءته ولفهمه. وتتطلب الطلاقة ممارسة عملية من خلال: (أ) محاكاة القراءة الطَلِقة للمعلِّم، (ب) الانخراط في القراءة المشتركة حيث يتم تعلُّم إستراتيجيات محددة في القراءة، (ج) تكرار قراءة النصوص. ويقوم الطلبة الذين لا يجيدون القراءة بطلاقة عادةً بالتركيز كثيراً على فك ترميز الكلمات بدلاً من التركيز على معنى ما تجري قراءته، وهو ما يؤدي إلى شعورهم بالإحباط واليأس والإرهاق ذهنياً.
فهم المقروء مهارة مهمة لدى الصغار، وهو يتجاوز فهم معنى الكلمات، وصولاً إلى مجموعة معقدة من التصورات الذهنية. ويساعد تعليم فهم المقروء الطلبة على تعلُّم القراءة، وهو ما يساعدهم بعد ذلك على تعلم المناهج في الصفوف العليا حيث سيصبح المحتوى شديد التعمُّق والتخصص والثراء بالمفردات الأكاديمية ، مما يتطلب القراءة بطلاقة. وتشمل إستراتيجيات تعليم فهم المقروء: (أ) تلخيص النص المكتوب أو إعادة سرده؛ (ب) إكمال المعلومات الناقصة، و (ج) الإجابة عن أسئلة تتطلب استرجاع المعلومات أو التفكير النقدي رفيع المستوى. ولا تكون هذه الإستراتيجيات مناسبة إلا في المرحلة الصحيحة من تطوُّر مهارة القراءة.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (أكثر من أي منطقة أخرى)، تكون غالبية، وليس كل، المتعثرين في القراءة من الفتيان كما يتضح من الفروق بين الجنسين في معدلات فقر التعلُّم. وقد حظِيَ تدني أداء الفتيان في بلدان المنطقة باهتمام قليل نسبياً.
التوصيات
تشجيع المدارس على تعزيز ثقافة القراءة ووضع توقعات بأنه من الممكن لجميع الطلبة إجادة مهارات القراءة.
تشجيع المعلمين على استخدام أساليب الاختبار المبكر (المسحي) لتحديد المتعثرين في القراءة.
إشراك المتعثرين في القراءة (والفتيان) وتحفيزهم من خلال توفير مواد للقراءة مناسبة لمستوى الطلبة، على أن تتلاءم مع اهتماماتهم، وتشجيع المعلمين وأولياء الأمور على التفكير الخلاق والمبدع، لاسيما بالنسبة للصغار المتعثرين في القراءة وخلال فترة المراهقة. ويمكن أن يشمل ذلك:
دعم القراءة الواسعة والمنتظمة لمجموعة متنوعة من النصوص المتعلقة بالاهتمامات الفردية للمتعثرين في القراءة (والفتيان).
دعم استخدام الفتيان (والمتعثرين في القراءة) للنصوص الرقمية والوسائط البديلة.
إشراك الآباء وغيرهم من الرجال البالغين، الذين يمكن الاقتداء بهم، في البرامج المخصصة للفتيان.
التركيز على الممارسات التي تعزِّز ممارسة القراءة لدى الفتيان، وتحديد الأولويات لتلبية احتياجاتهم فيما يتعلق بتعليم القراءة والكتابة.
متابعة تقدُّم الأطفال بانتظام للتأكُّد من نجاح الدعم في تحسين مستوى تعلُّمهم بالفعل.
استخدام مجموعة متنوعة من أساليب التدريس على مستوى الصف بأكمله، والتدريس في مجموعات صغيرة، والتدريس الخاص لكل طالب على حدة، بالعمل مع موظفي الدعم المتخصصين حسب الحاجة، لتلبية احتياجات جميع الطلبة. ومساعدة المعلمين على بناء علاقات مع الطلبة حتى يتمكنوا من فهم احتياجاتهم واهتماماتهم والاستفادة من تلك التي تعزز انخراطهم في أنشطة تعليم القراءة والكتابة.
عند الاقتضاء، استخدام التقييمات التشخيصية لاكتساب فهم عميق لاحتياجات الطلبة.
تأجيل الانتقال إلى النصوص غير المُشكَّلة لحين تطوُّر المستوى بما يناسب ذلك، وتوفير اختيارات في مختلف الصفوف. ومواصلة استخدام النصوص المُشكَّلة لمن يحتاجون إلى المزيد من الدعم.
التأكُّد من وجود برامج تدخل واضحة ومرحلية لتلبية احتياجات المتعثرين في القراءة ومعالجة صعوبات القراءة المبكرة. على سبيل المثال، برامج التدخل المبكر التي تشتمل على وسيلة للفحص الموجَّه للفئات السكانية الأولى بالرعاية ومن بينها الأطفال ذوو الإعاقة واللاجئون.
التأكُّد من معرفة الآباء وأولياء الأمور ببرنامج القراءة والدور الذي يمكنهم القيام به في تعزيز تنمية مهارات القراءة والكتابة في المنزل.
وهناك حاجة إلى المزيد من البحوث حول دعم المتعثرين في القراءة (بما في ذلك الفتيان) في إطار تعلُّم اللغة العربية في بلدان المنطقة. ويتوفَّر كم هائل من المعلومات عن طرائق إشراك الفتيان في أنشطة القراءة مأخوذة من بلدان أخرى والتي ستكون مهمةً بصورة خاصة لبلدان المنطقة نظراً لارتفاع مستوى تدني أداء الفتيان النسبي فيها عن غيرها من المناطق.