الخلفية والأهداف
تم تنفيذ "المشروع التجريبي لمنهجية الوعي الصرفي" من قبل مؤسسة الملكة رانيا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، وذلك بهدف تحسين نتائج تعلم الطلبة للغة العربية، وخصيصاً استيعابهم اللغوي، من خلال تعليمات واضحة حول الصرف في اللغة العربية.
يتم تدريس الصرف في المناهج الوطنية الأردنية للصفوف المبكرة من خلال التعرف على الأنماط، ولا يتم عرض قواعد الجذر الثلاثي بشكل صريح على الطلبة والطالبات. لذا سعى المشروع إلى تدريب المعلمين على تحديد سبل الإشارة بشكل واضح إلى الصرف، وتدريس طلابهم قواعد الصرف في اللغة.
وفي سياق هذا المشروع، تم إجراء دراسة باستخدام منهجية التجربة العشوائية المنتظمة في ٢٠ مدرسة استهدفت طلبة وطالبات الصفوف الثاني إلى الخامس، وتم تنفيذ البرنامج في ١٠ من تلك المدارس لمدة عام أكاديمي واحد.
طبق المنهاج الوطني في كل من المدارس المشاركة بتقسيمها إلى مجموعة معالجة ومجموعة ضابطة. وتم تزويد معلمي ومعلمات المدارس من المجموعة المعالجة بكتيب يتضمن أساليب جديدة لتدريس الصرف في اللغة العربية، دورات تدريب حول استخدام هذه الأساليب المقترحة. تم قياس أثر المشروع التجريبي على نتائج أداء الطلبة والطالبات ومواقفهم اتجاه طريقة التعلم الجديدة، من خلال إجراء تقييم دقيق في بداية السنة الدراسية وتقييم آخر في نهايتها وتوزيع استبيانات مستوى الرضا على كلا المجموعتين.
النتائج الرئيسية
وجدت مجموعات التركيز التي أجرتها مؤسسة الملكة رانيا عقب اختتام المشروع التجريبي، وجود تحول إيجابي معتبر في السلوكيات التعليمية لدى الطلاب والطالبات. وأشار المعلمون والمعلمات إلى إرتفاع نسبة الحضور والمشاركة في الصف، كما كان الطلاب والطالبات أكثر استعدادًا للصفوف وأظهروا مزيدًا من الاهتمام والاستعدادية للعمل مع بعضهم البعض.
بالإضافة إلى ذلك، زاد إقبال الطلاب والطالبات ذوو الأداء المنخفض على طلب المساعدة من معلميهم والطلاب الآخرين، بينما إزداد إرتياح الطلاب والطالبات ذوو الأداء العالي مع فكرة مشاركة معرفتهم ومساعدة زملائهم في الصف.
وأظهرت الدراسات الاستقصائية أن ٩٠ ٪ من طلاب وطالبات الصف الثاني والثالث، بالإضافة إلى ٧١ ٪ و ٦٥ ٪ من طلاب الصف الرابع والخامس شعروا بأن معلميهم ومعلماتهم تمكنوا من جعل دروس اللغة العربية أكثر متعة. وكان هناك أيضًا زيادة مقدارها ١٨ نقطة مئوية في عدد الطلاب والطالبات الذين أشاروا إلى رغبتهم في المشاركة في دروس اللغة العربية.
بشكل عام ، كان هناك تحسن في أداء الطلاب كما تبين من خلال التقييمات التي أدارتها مؤسسة الملكة رانيا عقب انتهاء المشروع التجريبي. علاوة على ذلك، أفاد ٧٠٪ من الطلاب والطالبات أن المشروع ساعدهم على تعلم اللغة العربية، وأشارت مجموعات التركيز إلى وجود تحسن في مهارات القراءة والفهم لدى الطلاب والطالبات، فضلاً عن قدرتهم على تكوين الكلمات والجمل.
الآثار
هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف هذه المنهجية قبل توسيع نطاقها. فعلى الرغم من أن الطلبة والمعلمين أشاروا إلى أنهم استمتعوا بالبرنامج التجريبي واستفادوا منه، لم تعكس النتائج التي توصلنا إليها من خلال جمع البيانات الكمية والنوعية، أي مكاسب في عملية التعلم. وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، بما فيها حجم العينة الصغير والتحيز في اختيارها، إضافة إلى الحاجة لتطوير أدوات تقييم مخصصة لهذه الغاية.