فرضت جائحة كورونا واقعًا جديدًا على التعليم حيث توقفت أعداد كبيرة من الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة أو رياض الأطفال على إثر الإجراءات الوقائية المتخذة في مواجهتها، وقد يستمر الحال على ذلك لبعض من الوقت، ممّا دفع المدارس إلى اعتماد الدراسة من المنزل بقيادة المعلم. وبالطبع يستطيع ولي الأمر أن يكون شريكًا فاعلًا في هذه العملية، ولمساعدتك في ذلك تستعرض هذه الصفحة بعض مفاهيم التعلم الرئيسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أثناء اضطلاعك بهذا الدور الموسّع الجديد.
ادعموا ما يقوم به المعلمين ولا تأخذوا مكانهم
إنّ المعلمين مهنيّون مدرّبون يحملون درجات أكاديمية متخصّصة، ولديهم سنوات طويلة من الخبرة الصفية في أغلب الأحيان. لن تستطيع القيام بعملهم ولا يتوقع منك ذلك! تعمل المدارس على تطوير وتطبيق نماذج الدراسة من المنزل بقيادة المعلم، ودورك في هذه العملية مهم جدًا حيث يمكنك أن تساعد طفلك على التعلّم، مع ضرورة السير على خطى المعلمين، من خلال القيام ببعض الأمور المهمة للغاية لمساعدة طفلك على النجاح.
عوامل النجاح
ستُحدِث فرقًا كبيرًا في تعلّم طفلك إذا قمت بما يلي:
- توفير بيئة هادئة للتعلّم، من خلال الحدّ من المشتّتات مثلًا
- المساعدة في وضع الروتين والجداول والالتزام بها
- دعم الطفل ليكون جاهزًا للتعلّم، بما في ذلك ضمان توفير المستلزمات الضرورية
- الانخراط في حوارات هادفة حول التعلّم (انظر أدناه للتفاصيل)
- التواصل مع المعلم إذا كان الطفل بحاجة إلى دعم إضافي
إعداد متعلّمين واثقين
بناء سلوك إيجابي تجاه التعلم. ويبدأ ذلك بشعور الطفل بالحب والأمان والدعم، لتهيئة "عقلية النمو"؛ التي تركّز على أنّ الإنسان لا يولد مع قدرٍ ثابتٍ من الذكاء، بل يستطيع دائمًا تنمية قدراته بالمثابرة والتفكير، كما وتساعد الطفل على اعتبار الخطأ فرصةً للتعلّم. ويستطيع ولي الأمر أن يقدّم مثالًا يحتذي به طفله لعقلية النمو من خلال الحديث الجهري عن عقليته هو (يبدو أنّي ارتكبت خطًا اليوم، يجب أن أجرّب طريقةً مختلفةً غدًا). قد يكون هذا مفيدًا لاسيّما في دراسة المباحث حيث يمكن أن يشعر الطالب بالتوتر ويكون التشجيع على المثابرة مفيدًا، كالرياضيات مثلًا. باختصار، تستبدل العقلية النامية عبارة "لا أستطيع بعد" بعبارة "لا أستطيع".
التفكير بالتفكير
يساعد طفلك على فهم أفضل الطرق للتعلّم، ويتضمّن استراتيجيات لحل المشكلات والتوصّل إلى أفكار جديدة، وينطوي على معرفة كيفية تتبّع التقدّم والتفكير فيما يجري بشكل جيد وما يمكن القيام به بطريقة مغايرة. إنّ الوعي بتفكيرك طريقة عظيمة للتعلّم بفاعلية أكبر.
التدريب خير وسيلة للإتقان
يُذكّرنا أنّ العقل المتعلّم يشبه العضلة التي تحتاج إلى التدريب من أجل النمو. وفي حين نحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ لاكتساب المفاهيم والمهارات الجديدة، يمكن نسيانها بسهولة إذا لم ترسخ في عقولنا، لكنّها إذا أصبحت بديهية يمكن استخدامها دون أي جهد عند الانتقال إلى المستوى الثاني من التحدي. باختصار: "عليك إتقان الأساسيات لتحظى بمتعة تعلّم المزيد."
الحوارات الهادفة
تُظهر كيف أنّ الحوار البنّاء في المنزل يعزّز ما يدرّسه المعلّم. يبدأ ذلك بمجرّد تجاذب أطراف الحديث وبناء المهارات اللغوية ومهارات التفكير الاستدلالي من خلال التعبير عن أنفسنا. ثمّ يتطور إلى طرق فاعلة لتقديم الملاحظات – ليس بمجرّد الإشادة بالموهبة أو الثناء على الجهد (أحسنت!) بل بالاعتراف بإنجازات محدّدة واقتراح الخطوات التالية للتحسّن (أنا مسرور لأنّك أعدْت قراءة هذه الجملة من بدايتها. هذه فكرة جيدة عندما تتعثر). ويبني لاحقًا بيئةً من الاحترام المتبادل لمناقشة الموضوعات الأكثر صعوبةً في مرحلة المراهقة. باختصار: "شكرًا، لقد تعلّمت شيئًا جديدًا اليوم. هل فكرت في ...؟"
يمكنكم تحميل "دليل التعليم عن بعد لأولياء الأمور" من هنا
المصدر: The Education Endowment Foundation