ما هو؟
يعدّ تقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ أسلوبًا يهدف إلى إدارة نسبة الطّلبة إلى المعلّمين داخل الصّفّ؛ إذْ يُشار إلى أنّ تقليل عدد الطّلبة لكلّ معلم، يمكّن المعلّم من استخدام مجموعة أكبر من الأساليب، ويزداد مقدار الاهتمام الّذي سيحصل عليه كلّ طالب.
النّتائج الرّئيسة
1. إنّ لتقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ آثارًا إيجابيّة محدودة تتمثّل في إحراز تقدّم يعادل شهرين إضافيَّيْن في المتوسّط، وتبحث معظم الدّراسات في تقليص حجم الصّفّ بنحو 10 طلبة، ومن غير المرجّح أن يكون تقليص حجم الصّفّ بشكل ضئيل (من 30 إلى 25 طالباً) فعّالًا من حيث التّكلفة بالنّسبة إلى الاستراتيجيّات الأخرى.
2. ثمّة بعض الأدلّة على الفوائد الإضافيّة للصّفوف الأصغر حجمًا بالنّسبة للأطفال الأصغر سنًّا؛ لذا قد يشكّل تقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ أسلوبًا أكثر فاعليّة خلال المراحل الأولى من المدرسة الابتدائيّة.
3. تؤثّر الصّفوف الأصغر حجمًا على التّعلّم فقط في حال أتاحت الأعداد الّتي تقلّصت للمعلّمين التّدريس بطريقة مختلفة؛ على سبيل المثال: بتوفير تفاعلات مع الطّلبة ذات جَوْدة أعلى، أو بتقليل السّلوكات المزعجة.
4. من المحتمل أن تتحقّق المكاسب النّاتجة عن الصّفوف الأصغر حجمًا من زيادة المرونة في تنظيم الطّلبة، وجَوْدة التّغذية الرّاجعة الّتي يتلقّاها الطّلبة وكمّيتها (انظر: التّغذية الرّاجعة).
5. قد يكون من الممكن تغيير طريقة استثمار وقت المعلّمين (المعلّمين والمعلّمين المساعدين على حدّ سواء) بدلًا من تقليص أحجام الصّفوف الدّراسيّة؛ على نحوٍ يُمكّن المعلّمين من العمل بشكل أكثر كثافة مع المجموعات الأصغر (انظر: دروس المجموعات الصغيرة).
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
يتمثّل متوسّط أثر تقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ في إحراز تقدّم يعادل حوالي شهر إضافيّ على مدى العام الدّراسيّ، علمًا بأنّ الأدلّة في هذا المجال محدودة جدًّا؛ لذا ينبغي التّعامل معها بحذر.
يبدو أنّ القضية الرّئيسة هي ما إذا كان التّقليص كبيرًا بما يكفي للسّماح للمعلّم بتغيير أسلوبه في التّدريس عند العمل مع صفّ أصغر حجمًا، وما إذا كان الطّلبة يغيّرون سلوكاتهم في التّعلّم نتيجةً لذلك، فإذا لم يحدث أيّ تغيير في هذين الأمرين-وربما هو أمر غير مفاجئ- فمن غير المرجّح أن يتحسّن التعلم. أمّا عندما يرافق تقليصَ حجم الصّفّ الدّراسيّ تغييرُ أسلوب التّدريس -الّذي يبدو أنّ من الصّعب تحقيقه حتّى تصبح الصّفوف أصغر من حوالي 20 طالبًا-، فيمكن عندئذٍ تحديد الفوائد الّتي تعود على التّحصيل، بالإضافة إلى التّحسّن في السّلوك والمواقف.
أظهرت الأدلّة على تقليص حجم الصّفوف الدّراسيّة في العالم العربيّ أنّ عدد الطّلبة داخل الصّف يمكن أن يؤثّر على تجربة المعلّمين وأساليب تدريسهم، وأنّ الصّفوف الدّراسيّة الأصغر حجمًا ترتبط بتحسين أداء الطّلبة. كما أفادت الدّراسات الّتي أُجريت في عُمان والمغرب ومصر والجزائر والمملكة العربيّة السّعوديّة أنّه كلما زاد حجم الصّف الدّراسيّ قلّت قدرة المعلّمين على تقديم الأنشطة المتمركزة حول الطّالب. كما وُجد أنّ حجم الصّف مهمّ بشكل خاصّ عندما يعتزم المعلّمون استخدام تطبيقات ويب 2.0، والتّعلّم القائم على الاستقصاء في مادّة العلوم، وتعزيز ودعم مهارات التّفكير النّقديّ للطّلبة.
ركّز الباحثون أيضًا على أثر حجم الصّف الدّراسيّ في تفاعل الطّلبة وتواصلهم ومشاركتهم داخل الصفّ. إضافة إلى ذلك، لا تسمح الصّفوف الدّراسيّة الكبيرة للمعلّمين بالانتباه لجميع الطّلبة، وتقديم تدريس فردي لهم وتقييم أدائهم، كما أنّها سبب في مشاكل الانضباط الّتي تشتّت انتباه كل من الطّلبة والمعلّمين وتحدّ من مشاركة الطّلبة.
ثمّة حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث حول أسلوب تقليص حجم الصّف الدّراسيّ في هذه المنطقة، خاصّةً لدراسة علاقته بأداء المعلّمين والطّلبة، وكذلك فهم خبرات وتجارب المعلّمين ومشاعرهم، وكيف تؤثّر جميعها على جودة تدريسهم. ويمكن للأبحاث الإضافيّة أن تنظر أيضًا في العوامل الّتي يمكنها دعم المعلّمين والطّلبة داخل الصّفوف الدّراسيّة الكبيرة.
ما وراء متوسّط الأثر
الآثار متشابهة في المدارس الابتدائيّة والثّانويّة.
الأثر في القراءة أعلى (+2 شهر) منه في الرّياضيّات (+ شهر واحد).
تبحث معظم الدّراسات في تقليص الصّفّ الدّراسيّ بنحو 8-10 طلبة، أمّا بالنّسبة للدّراسات الّتي تبحث في تقليص الصّفّ الدّراسيّ بنحو 5 طلبة، فتشير إلى أثر أقلّ في المتوسّط.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
تشير الأدلّة البحثيّة الدّوليّة إلى أنّ من الممكن وجود آثار إيجابية على تحصيل الطّلبة عند تقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ مع فئات الطّلبة الأقلّ حظًّا اجتماعيًّا واقتصاديًّا، كما وجدت بعض الدراسات أنّ الصّفوف الأصغر حجمًا في المدارس الابتدائيّة قد تعود بأثر إيجابيّ أكبر على الطّلبة الأقلّ حظًّا قياسًا بأقرانهم.
في المملكة المتّحدة، ثمّة بعض الأدلّة الّتي تشير إلى أنّ طلبة رياض الأطفال والمرحلة الأساسيّة الأولى (من سنّ 5 إلى 7 سنوات) ذوي التّحصيل المتدنّي ممّن ينتمون إلى أوساط اجتماعيّة واقتصادية متدنّية قد يستفيدون من الصّفوف الصّغيرة، مع أنّ عتبة حجم الصّفّ الّتي يمكن عندها تحديد هذا الأثر تتفاوت بين مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، وربّما أيضًا باختلاف المنطقة الجغرافيّة.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تشير الأدلّة إلى أنّ الآثار الكبيرة لتقليص حجم الصّفّ لا تظهر إلّا عند تقليل عدد الطّلبة بشكل كبير (إلى أقلّ من 20 أو حتى 15 طالبًا)، وبشكل أساسيّ، من غير المحتمل أن يكون تقليص حجم الصّفّ فعالاً إلّا إذا أتاح للمعلّمين تغيير أسلوبهم في التّدريس إلى حدّ تتغيّر معه سلوكات تعلّم الطّلبة. وللتّطبيق عالي الجَوْدة لتقليص حجم الصّفّ، يمكن مراعاة الآتي:
- إتاحة فرص إضافيّة لتقديم التّغذية الرّاجعة للطّلبة.
- توفير الوقت الكافي للتّفاعل عالي الجَوْدة بين الطّلبة والمعلّمين؛ مثل نمذجة الأساليب بشكل وثيق مع الطّلبة.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن التّكاليف المرتبطة بتقليص أحجام الصّفوف الدّراسيّة مرتفعة جدًّا؛ إذْ يستلزم ذلك معلّمين إضافيّين.
في العام 2020/2021، بلغ متوسّط راتب معلّم مدرسة ابتدائيّة في إنجلترا 36900 جنيه إسترلينيّ، وبلغ متوسّط راتب معلّم مدرسة ثانويّة 39900 جنيه إسترلينيّ.
ولا يأخذ هذا التّقدير في الاعتبار التّكلفةَ المحتملة لتوفير المرافق لاستضافة الدّروس الإضافيّة الّتي تنتج عن تقليص حجم الصّفّ، ومن ثمّ فإنّ المساحة اللّازمة لاستضافة الدّروس تُعدّ شرطًا مسبقًا لتقليص حجم الصّفّ، ومن دونها يُحتمَل أن تكون التّكاليف أعلى بكثير.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول تقليص حجم الصّفّ الدّراسيّ على أنّها ضعيفة جدًا، وحُدِّدت 45 دراسة، وفقدَ الموضوع أقفالًا للأسباب التالية:
- نسبة كبيرة من الدّراسات ليست تجارب عشوائيّة مضبوطة، وعلى الرّغم من أنّ التّصميمات البحثيّة الأخرى تقدّم معلومات مهمّة حول فاعليّة الأساليب، إلا أنّها تنطوي على خطر تأثّر النّتائج بعوامل مجهولة لا تشكّل جزءًا من التّدخّل.
- لم تخضع نسبة كبيرة من الدّراسات للتّقييم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخِدْمات التّجاريّين، عادةً ما تشير إلى آثار أكبر، مما قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
- ثمّة قدر كبير من التّباين غير المُفسّر بين النّتائج المدرجة في الموضوع؛ لذا فمن المهمّ النّظر إلى ما وراء المتوسّط. ويجعلنا هذا التّباين غير المُفسّر أقلّ يقينًا بالنّتائج المستنتجة عبر طرق لم نتمكّن من اختبارها خلال النّظر في تأثير السّياق أو المنهجيّة أو الأسلوب في الأثر.
وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة