ما هو؟
المعلّمون المساعدون (ويُعرَفون أيضًا باسم "المعلّمين المُساندين" أو "مساعدي المعلّمين") هم أشخاص بالغون يقدّمون الدّعم للمعلّمين في الصّفّ الدّراسيّ. وقد تتنوّع واجباتهم بشكل كبير، لكن يُستثمَر وجودُهم بطريقتين؛ لدعم المعلّم في البيئة الصّفّيّة العامّة، أو لتقديم تدخّلات موجَّهة تُنفَّذ غالبًا خارج الصّفّ. ويمكن أن يشمل دورهم أيضًا الدّعم الإداريّ.
النّتائج الرّئيسة
1. يمكن للمعلّمين المساعدين إحداث أثر إيجابيّ كبير على تحصيل الطّلبة، إلّا أنّ كيفيّة الاستفادة منهم تعدّ أمرًا أساسيًّا.
2. ينطوي متوسّط الأثر الكبير على تباين كبير بين الأساليب المختلفة للاستفادة من المعلّمين المساعدين؛ فمن شأن الاستفادة المُوجَّهة الّتي تتضمّن تدريبهم على تنفيذ تدخّل لمجموعات صغيرة أو أفراد أن يحدثَ أثرًا أكبر، بينما لم يثبت وجود أثر إيجابيّ للاستفادة من المعلّمين المساعدين في البيئات الصّفّيّة اليوميّة على المخرجات التّعليمية للطلبة.
3. إنّ حصول الطّلبة على تعليم عالي الجَوْدة هو أهمّ عامل ترفع المدارس من خلاله تحصيل طلبتها؛ لذلك من المهمّ بشكل خاصّ التّأكّد من أن يكون الدّعم الّذي يتلقّاه الطّلبة من المعلّمين المساعدين مكمّلًا للتّعليم ولا يقلّل من مقدار تفاعلاتهم عالية الجَوْدة مع معلّم صفّهم، سواء داخل الصّفّ أو خارجه.
4. يمكن للاستثمار في التّطوير المِهْنيّ للمعلّمين المساعدين بغية تنفيذ تدخّلات منظّمة أن يكون أسلوبًا فعّالًا من حيث التّكلفة لتحسين تحصيل الطّلبة؛ بسبب الاختلاف الكبير في الفاعليّة بين الطرق المختلفة للاستفادة من المعلّمين المساعدين.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
يتمثّل أثر الاستفادة من المعلّمين المساعدين في إحراز تقدّم يعادل حوالي أربعة أشهر إضافيّة في المتوسّط على مدى العام، إلا أنّ الآثار تتباين بشكل كبير بين الدّراسات التي شملت الاستفادة منهم في البيئات الصّفّيّة اليوميّة، الّتي لا تُشير عادة إلى وجود فوائد إيجابيّة، وتلك الّتي شملت تنفيذ المعلّمين المساعدين لتدخّلات موجَّهة للطلبة الأفراد أو المجموعات الصّغيرة، الّتي تشير في المتوسّط إلى وجود فوائد إيجابيّة متوسّطة تتمثّل في إحراز التّقدّم المذكور أعلاه لأربعة أشهر إضافيّة في المتوسّط.
وفي المتوسّط، تشير الأبحاث الّتي تدرس أثر الاستفادة من المعلّمين المساعدين في البيئات الصّفّيّة اليوميّة إلى عدم تفوّق طلبة الصّفّ الّذي يوجد فيه معلّم مساعد على أولئك الّذين لا يوجد في صفّهم سوى المعلّم. وتغطّي هذه النّتيجة المتوسّطة نطاقًا من المؤثّرات؛ ففي بعض الحالات، يعمل المعلّمون والمعلّمون المساعدون معًا بشكل فعّال، ممّا يؤدّي إلى زيادة في التّحصيل، وفي حالات أخرى، يمكن أن يكون أداء الطّلبة، وخاصةً ذوي التّحصيل المتدنّي أو ذوي الاحتياجات التّعليميّة الخاصّة، أسوأَ في الصّفوف الّتي يوجد فيها معلّمون مساعدون.
في الحالات التي سُجِّلت فيها آثار سلبيّة كُليّة، من المحتمل أنّ الدّعم المقدّم من المعلّمين المساعدين كان بديلًا عن التّدريس من المعلّمين وليس مكمّلًا له. وفي أكثر الحالات إيجابيّةً، من المحتمل أنّ الدعم والتدريب قُدّما لكلّ من المعلمين والمعلّمين المساعدين حتّى يفهموا كيفيّة العمل معًا بفاعليّة؛ كتخصيص وقت للمناقشة قبل الدّروس وبعدها على سبيل المثال.
وتشير الأبحاث الّتي تركز على تقديم المعلّمين المساعدين تدخّلات موجَّهة للأفراد أو للمجموعات الصّغيرة إلى وجود فائدة إيجابيّة قويّة تتراوح بين 4 و6 أشهر إضافيّة في المتوسّط، وتستند هذه التّدخلات غالبًا إلى أسلوب محدّد بوضوح يتدرّب المعلّمون المساعدون على تطبيقه. وأشار المعلّمون أيضًا إلى فوائد العمل مع المعّلمين المساعدين من حيث تخفيف عبء العمل والتّوتّر.
في إنجلترا، أُشير إلى وجود آثار إيجابيّة في الدّراسات الّتي تضمّنت تنفيذ المعلّمين المساعدين لتدخّلات منظّمة عالية الجَوْدة تقدّم جلسات قصيرة على مدى فترة محدودة، وتربط التّعلم بالتّعليم في الصّفّ، مثل:
- - مشروع أبراكادبرا (ABRA)
- - التّدخّل الاستدراكيّ في المهارات القرائيّة (Catch Up Literacy)
- - التّدخّل الاستدراكيّ في الحساب (Catch Up Numeracy)
- - برنامج تدخّل نافيلد للّغة المبكّرة (NELI)
- - برنامج "ريتش" (REACH)
- - تدخّل "لنقرأ معًا" ("Switch-on Reading")
- - تدخّل "الكلام لدعم مهارات القراءة والكتابة" ("Talk for Literacy")
ثمّة أدلّة أيضًا على أنّ العمل مع المعلّمين المساعدين يمكن أن يؤدّي إلى تحسين مواقف الطّلبة، وكذلك إلى آثار إيجابيّة من حيث معنويات المعلّم وتخفيف عبء العمل والتّوتّر.
الأدلّة حول المعلّمين المساعدين في العالم العربيّ غير حاسمة ولم يُبحث فيها حتّى الآن. ويُعتقد أنّ وجود المعلّمين المساعدين يمكّن المعلّمين من إدارة صفوفهم وسلوكات الطّلبة بشكل أفضل.
في الدّراسات الّتي أُجريت في الإمارات العربيّة المتّحدة والعراق ولبنان والمملكة العربيّة السّعوديّة، ذكر المعلّمون أنّ غياب المعلّمين المساعدين أدّى إلى مواجهة مشكلات ومخاوف في الصّف. وأشارت الأبحاث إلى أنّ وجود المعلّمين المساعدين يزيد من تفاعل الطّلبة في الصّف ويساعد المعلّمين على تقديم مزيد من الدّعم الفرديّ لهم.
وحتّى الآن، تعدّ الأبحاث حول المعلّمين المساعدين في المدارس محدودة في هذه المنطقة على الرّغم من الاعتقاد العامّ بأهمّيتها في تسهيل قيام المعلّمين بتدريس عالي الجودة وضمان البيئة الصفيّة المتمركزة حول الطّلبة. وثمّة حاجة لإجراء الأبحاث الكمّيّة والنوعيّة على حدّ سواء للبحث في أثر المعلّمين المساعدين في تعلّم الطلبة وأداء المعلّمين.
ما وراء متوسّط الأثر
تضمّنت معظم الدّراسات تدخّلات موجَّهة أجريت في المدارس الابتدائيّة حيث يكون الأثر عادةً أعلى قليلًا (+5 أشهر) من الأثر على طلبة المرحلة الثّانويّة (+4 أشهر).
وتتعلّق معظم الأدلّة بالقراءة وجوانب أخرى من مهارات القراءة والكتابة، وتبيّن أنّ الأثر أقلّ في الرّياضيّات في المدارس الابتدائيّة (+ 3 أشهر).
تتضمّن غالبيّة الأساليب الفعّالة تدخّلات موجَّهة للمجموعات الصّغيرة أو الأفراد، وتبيّن أنّ الأثر في المجموعات الصّغيرة أقلّ قليلاً (+3 أشهر)، لكن يُعوَّض ذلك بالعدد الأكبر للطّلبة الّذين يستفيدون من التّدخّلات في هذه المجموعات.
الجلسات القصيرة لمدّة 30 دقيقة أو نحو ذلك الّتي تُنظّم عدّة مرّات في الأسبوع هي الأكثر فاعليّة.
يمكن أن تكون الأساليب المُتضمّنة للتكنولوجيا الرّقميّة فعّالة أيضًا مع دعم المعلّمين المساعدين.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
ينبغي للمدارس النّظر بعناية في طرق الاستفادة من المعلّمين المساعدين لدعم الطّلبة من الأوساط الأقلّ حظًّا، وثمّة أدلّة على أنّه عندما يدعم معلّم مساعد طلبة معيّنين بشكل روتينيّ في الصّفّ الدّراسيّ، فقد يتفاعل المعلّم بشكل أقلّ مع هؤلاء الطلبة، مما يعني أنّهم قد لا يتلقّون المتابعة والدّعم الإضافيّين اللّازمين من المعلّم؛ لذا ينبغي إيلاء اهتمام إضافيّ لكيفية استجابة المعلّمين لدور المعلّمين المساعدين وللطّلبة الّذين يدعمونهم، خاصّةً ذوي التّحصيل المتدنّي أو الأقلّ حظًّا منهم.
إلّا أنه يمكن لتدخّلات المعلّمين المساعدين المدعّمة بالأدلّة الواسعة أن تستهدف الطّلبة الّذين يحتاجون إلى دعم إضافيّ، وأن تساعد الطّلبة ذوي التّحصيل المتدنّي على التّغلّب على العوائق الّتي تحول دون التّعلّم و"مواكبة" الطّلبة ذوي التّحصيل العالي.
وينبغي للمدارس رصد تدخّلات المعلّمين المساعدين بعناية للتأكّد من أنّ الطّلبة يحصلون على الفوائد الكبيرة للتّدخّلات المنظّمة، وليس لمجرّد الأثر المحدود للاستفادة منهم بشكل عامّ.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تُحدث تدخّلات المعلّمين المساعدين الأثر عبر توفير دعم إضافيّ للطّلبة يستهدِف احتياجاتهم. ولتحقيق الأثر المطلوب، يمكن للمدارس النّظر في الآتي:
- التّقييم الدّقيق لاحتياجات الطّلبة بحيث يكون الدّعم المقدّم لهم من المعلّمين المساعدين موجَّهًا بشكل جيّد.
- تدريب المعلّمين المساعدين بحيث تكون تفاعلاتهم مع الطّلبة عالية الجَوْدة؛ على سبيل المثال: باستخدام برامج موجَّهة مدعّمة بالأدلّة الواسعة.
- التّأكّد من أنّ أيّ تدخّلات مرتبطة تمامًا بمحتوى الصّفّ الدّراسيّ ولا تقلّل من التّفاعلات عالية الجَوْدة للطّلبة مع المعلّمين.
ومن المرجّح أن يسهم التّواصل عالي الجَوْدة بين المعلّمين المساعدين ومعلّمي الصّفّ في دعم التّنفيذ الجيّد لتدخّلات المعلّمين المساعدين.
عادةً ما تُنفَّذ تدخّلات المعلّمين المساعدين على مدى نصف فصل دراسيّ أو فصل دراسيّ عند اعتماد تدخّل أو أسلوب موجَّه، أو طوال العام الدّراسيّ بأكمله عند تطبيق أسلوب الاستفادة العامّة.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلة – دليل التنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن يُقدّر متوسّط تكاليف تنفيذ تدخّلات المعلّمين المساعدين عمومًا بأنّه متوسط، وتنشأ التكاليف المرتبطة بالاستفادة الفعّالة منهم من تكاليف رواتب المعلّمين، ومعظمها عبارة عن تكاليف متكرّرة.
وعلى الرغم من أنّ متوسّط التّكلفة التّقديريّة لتدخّلات الاستفادة الفعّالة من المعلّمين المساعدين متوسّط، إلّا أنّ التّباين في تكاليف التّدريب والموارد في برامج أو تدخّلات معيّنة يقدّمونها يعني أنّ التّكاليف يمكن أن تتراوح ما بين منخفضة جدًّا إلى مرتفعة، وتشير الأدلّة إلى أنّ الأساليب الأكثر فاعليّة منظّمة وتتضمّن دعمًا وتدريبًا عالي الجَوْدة؛ لذا من المهمّ أن يتلقّى المعلّمون المساعدون التّطوير المِهْنيّ في طرق التّدريس ومحتوى التّدخّل المحدّد الّذي يُتوقَّع منهم استخدامه.
تفترض هذه التّكلفة التّقديريّة أنّ المدارس تتحمّل أصلًا تكاليف وقت المعلّمين للعمل مع المعلّمين المساعدين ودعمهم، وتكاليف المرافق والموادّ اللّازمة لتنفيذ تدخّل المعلّمين المساعدين، وكلّها تكاليف مطلوبة مسبقًا لاستخدام هذه التّدخّلات، وهي تكاليف يُرجّح أن تكون أعلى في حال لم تكن مدفوعة.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنِّفت موثوقيّة الأدلة حول تدخّلات المعلّمين المساعدين على أنّها متوسّطة، وحُدِّدت 65 دراسة.
وفقدَ الموضوع قفلًا لأنّ نسبة كبيرة من الدّراسات لم تخضع للتّقييم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخِدْمات التّجاريّين، عادة ما تشير إلى آثار أكبر، مما قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة