ما هو؟
نعني بالتّطلّعات الأمور الّتي يأمُل الأطفال والشّباب تحقيقها لأنفسهم في المستقبل؛ مثل: العمل، والجامعة، والتّعليم العالي. ويحتاج الطّلبة غالبًا إلى تحقيق مخرجات تعليميّة جيّدة لتحقيق تطلّعاتهم؛ لذلك غالبًا ما يُعتقد أنّ رفع التّطلّعات يحفّز تحسين مستوى التّحصيل.
تندرج تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها عادةً تحت ثلاث فئات رئيسة:
- التّدخّلات الّتي تركّز على أولياء الأمور والأسر.
- التّدخّلات الّتي تركّز على ممارسات التّدريس.
- التّدخّلات خارج المدرسة أو الأنشطة اللّاصفيّة الّتي يشارك فيها أحيانًا الأقران أو المرشدون.
تتنوّع الأساليب المستخدمة في هذه التّدخّلات، ويهدف بعضها إلى تغيير التّطلّعات بشكل مباشر عن طريق إتاحة فرص جديدة للأطفال، ويهدف بعضها الآخر إلى رفع التّطلّعات من خلال تطوير احترام الذّات بشكل عامّ أو الدّافع أو الكفاءة الذاتيّة. وفيما يتعلّق بالتّدخّلات الّتي تركّز على الكفاءة الذّاتيّة والدّافع في سياق التعلّم بشكل خاصّ (مثل تدخّلات عقليّات النّموّ) يرجى الاطّلاع على ما وراء المعرفة والتّنظيم الذّاتيّ.
النّتائج الرّئيسة
1. قاعدة الأدلّة الحاليّة حول تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها محدودة للغاية، ويُستنتَج من عدم وجود دراسات محدّدة أنّه لا يتمّ الإبلاغ عن الأثر المتمثّل بالتقدّم المُحرز بالأشهر. وينبغي للمدارس أن ترصد بعناية أثر أيّ تدخّلات أو أساليب على مستوى التّحصيل.
2. تشير الأدلّة الحاليّة واسعة النطاق إلى أنّ العلاقة بين التّطلّعات والتّحصيل ليست مباشرة وواضحة، وبشكل عامّ لم تنعكس أساليب رفع التّطلّعات على زيادة التّعلّم. كما أنّ الأساليب المرتبطة بتحسين مستوى التّحصيل تحتوي دائمًا على عنصر أكاديميّ مهمّ، ممّا يشير إلى أنّ رفع التّطلّعات بمعزل عن الأساليب الأخرى ليس فعّالًا.
3. معظم الشّباب لديهم تطلّعات عالية لأنفسهم. ومن المرجّح أنّ ضمان حصول الطلبة على المعرفة والمهارات للتّقدّم نحو تحقيق تطلّعاتهم أكثر فاعليّة من التّدخّل لتغيير التطلّعات ذاتها.
4. تتنوّع المواقف والمعتقدات والسّلوكات الّتي تحيط بالتّطلعات في المجتمعات الأقلّ حظًّا؛ لذا ينبغي تجنّب التّعميم.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
إنّ الافتقار إلى الدّراسات المحدّدة الّتي تبحث في تدخّلات تغيير التطلّعات أو رفعها يعني عدم كفاية الأدلّة للإبلاغ عن التّقدّم المُحرز بالأشهر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدلّة الأوسع تشير إلى أنّ العلاقة بين التّطلّعات والتّحصيل مُركّبة، وثمّة عوامل عديدة تحكم مدى تأثير تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها على مستوى التّحصيل.
وأظهرت بعض الدّراسات أنّ معظم الشباب لديهم بالفعل تطّلعات عالية، ممّا يشير إلى أنّ ضعف الإنجاز الدّراسيّ لا يَنتُج عن انخفاض التّطلّعات وإنّما عن فجوة بين التّطلّعات والمعرفة والمهارات والخصائص المطلوبة لتحقيقها. وعندما يكون لدى الطّلبة تطلّعات أقلّ، فمن غير الواضح ما إذا كانت أيّ تدخّلات موجّهة قد نجحت بانتظام في رفع تطلّعاتهم. إضافةً إلى ذلك، فعندما تبدأ التّطلّعات عند مستوى منخفض ثمّ ترتفع بنجاح بسبب تدخّل ما، فمن غير الواضح ما إذا كان يتبع ذلك بالضّرورة تحسّنٌ في التّعلّم.
تعدّ قاعدة الأدلّة حول تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها محدودة جدًّا، ولا بدّ من إجراء دراسات قويّة تركّز على التّدخّلات على مستوى الطّلبة والمدارس على حدّ سواء.
اختبرت الدّراسات الموجودة متغيّرين هما مشاركة الوالدين وأساليب التّدريس عند البحث في دافع الطّلبة وتفكيرهم الطَّموح. وقد يكون للتّركيز على التّفاعل الجيّد بين المعلّم والطّالب وبين أولياء الأمور والطّالب أثر إيجابيّ في الدّافع الدّاخليّ للطّلبة.
ثمّة حاجة ماسّة لإجراء دراسات تجريبيّة لاستكشاف تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها، وأثرها في تعلّم الطّلبة وتحصيلهم في العالم العربيّ.
Behind the average
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
في حينَ أنّ التّحصيل الأكاديميّ للطّلبة المؤهّلين للحصول على منحة الطلبة الأقلّ حظًّا يرجَّح أن يكون أقلّ من أقرانهم الأكثر حظًّا، إلّا أنّ الافتراض القائل بأنّ الطّلبة الأفقر لديهم تطلّعات أقلّ إزاء تعليمهم وحياتهم حين يكبرون يعدّ افتراضًا أقلّ وضوحًا.
تشير الدّراسات في إنجلترا إلى أنّ المجموعات الاجتماعيّة والاقتصاديّة المختلفة لديها مستويات متشابهة من التطلّعات إزاء نتائجها المستقبليّة، وأنّ الاختلافات في معدّلات المشاركة في التّعليم العالي مدفوعة إلى حدٍّ كبير بالتّحصيل الأكاديميّ. ونظرًا إلى النّطاق الواسع للمواقف والسّلوكات والمعتقدات الّتي تحيط بالتّطلّعات في المجتمعات ذات معدلات الفقر المرتفعة، ينبغي للمدارس تجنّب التّعميم.
من غير المرجّح أن تؤدّي تدخّلات تغيير التّطلّعات الّتي لا تحتوي على عنصر أكاديميّ أو رفعها إلى تضييق فجوة التّحصيل لدى الطّلبة الأقلّ حظًّا. وتلعب توقّعات المعلّمين دورًا في تشكيل نتائج الطّلبة، وينبغي للمعلّمين التّعبير عن إيمانهم بالإمكانيّات الأكاديميّة للطّلبة جميعهم.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تتنوّع أساليب تغيير التّطلّعات أو رفعها، وقد تركّز على أولياء الأمور والأسر، أو على ممارسات التّدريس، أو على التّدخّلات خارج المدرسة، أو الأنشطة اللّاصفيّة الّتي يشارك فيها الأقران أو المرشدون. وعند تنفيذ تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها، يمكن للمدارس النّظر في تضمين الآتي:
- التّوجيه بشأن المعرفة والمهارات والخصائص المطلوبة لتحقيق الأهداف المستقبليّة.
- أنشطة لدعم الطّلبة لتطوير احترام الذّات والدّافع للتّعلّم والكفاءة الذاتيّة.
- إتاحة الفرص للطّلبة للدّخول في تجارب وبيئات جديدة.
- الدّعم الأكاديميّ الإضافيّ.
ونظرًا إلى محدوديّة قاعدة الأدلّة، فمن المهمّ بوجه خاصّ رصد الآثار عندما تُستخدم أساليب تغيير التّطلّعات أو رفعها بوصفها طريقة لتحسين مستوى التّحصيل.
تتفاوت مدّة تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها، ويمكن أن تشمل الأساليبَ الّتي يطبّقها المعلّمون داخل الصفّ، أو النّواديَ بعد الدوام المدرسيّ، أو البرامجَ خارج المدرسة، أو الإرشادَ المقدّم من موظّفين مدفوعي الأجر أو متطوّعين. وعادةً ما تُنفَّد التّدخّلات الإرشاديّة وتدخّلات الوالدين على مدى فترة زمنيّة ممتدّة (غالبًا ما تمتدّ لعام دراسيّ على الأقلّ) من أجل بناء علاقات فعّالة.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
من حيث التّكلفة، تشير الأدلة العالمية إلى أن تتفاوت التّكاليف تفاوتًا كبيرًا، ويصعب تقديرها على وجه الدقة، لكن تُقدّر عمومًا بأنّها تتراوح بين منخفضة جدًّا ومتوسّطة تبعًا للأسلوب. وتكلّف النوادي بعد الدوام المدرسيّ في العادة حوالي 5 إلى 10 جنيهات إسترلينيّة لكلّ جلسة؛ لذلك قد يكلّف البرنامج الأسبوعيّ الّذي يمتدّ لـ 20 أسبوعًا ما يصل إلى 200 جنيه إسترلينيّ لكلّ طالب. ويُقدّر متوسّط تكاليف تنفيذ برامج إشراك أولياء الأمور بأنّه منخفض جدًّا إلى متوسّط، وترتفع التّكاليف عندما تغطّي المدرسة تكاليف التّوظيف الإضافيّة.
يُقدر متوسّط تكلفة التّدخّل الإرشادي بأنّه متوسّط، وتعتمد التّكاليف الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدٍّ كبير على تدريب المرشدين، وتكاليف الرّواتب (للمرشدين غير المتطوّعين)، والموارد. كما تتضمّن بعض برامج التدريب والدّعم المستمرّيْن للمرشدين؛ ممّا قد يؤدّي إلى زيادة التّكاليف.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس النّظر في سُبل مضاعفة فاعليّة الأساليب من خلال تضمين عنصر أكاديميّ مهمّ، وتجنّب الأساليب الّتي تهدف إلى رفع التّطلّعات بمعزل عن الأساليب الأخرى الّتي قد لا تكون فعّالة.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول تدخّلات تغيير التّطلّعات أو رفعها على أنّها منخفضة للغاية. وفيما يتعلّق بالموضوعات ذات الأدلّة المحدودة للغاية، لا يُعرَض التّقدم المُحرز بالأشهر. ولم تستوفِ سوى 3 دراسات معايير الإدراج المحدّدة مسبقًا في مجموعة الأدوات.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة