ما هو؟
تشير تدخّلات اللّغة الشّفهيّة (المعروفة أيضًا باسم "تدخّلات التعبير الشّفهيّ" أو "التّحدّث والاستماع") إلى الأساليب الّتي تؤكّد على أهمّيّة اللّغة المنطوقة والتّفاعل اللّفظيّ في الغرفة الصّفّيّة، وتشمل الأنشطة الحواريّة.
وتستند تدخّلات اللّغة الشّفهيّة إلى فكرة تعزيز مهارات الاستيعاب والقراءة عبر المناقشة المباشرة الواضحة للمحتوى أو لعمليّات التّعلّم أو لكليهما، وتهدف إلى دعم استخدام المفردات، والتّعبير عن الأفكار، وتعزيز التّعبيرات الشّفهيّة لدى الطّلبة.
وقد تشمل أساليب اللّغة الشّفهيّة ما يلي:
- القراءة الجهريّة الموجّهة، ومناقشة الكتب مع الأطفال الصّغار.
- توسيع نطاق المفردات الّتي يستخدمها الطّلبة بشكل واضح.
- استخدام الأسئلة محكمة البناء لتطوير مهارات القراءة والاستيعاب.
- استخدام الحوار والتّفاعل الموجَّهين اللَّذَين يركّزان على المنهاج الدّراسيّ.
تشبه تدخّلات اللّغة الشّفهيّة الأساليب الّتي تستند إلى ما وراء المعرفة (الّتي تجعل الحديث عن التّعلم مباشرًا وواضحًا في الصّفوف الدّراسيّة)، وأساليب التّعلّم التّعاونيّ الّتي تشجّع على تفاعل الطّلبة في مجموعات.
النّتائج الرّئيسة
1. في المتوسّط، تُحقّق أساليب اللّغة الشّفهيّة أثرًا كبيرًا على المخرجات التّعليمية للطّلبة يتمثّل في إحراز تقدّم يعادل 6 أشهر إضافيّة.
2. من المهمّ مطابقة أنشطة اللّغة الشّفهيّة مع المرحلة الحاليّة لتطوّر الطّلبة، على نحو يعزّز تعلّمهم وارتباطهم بالمنهاج الدّراسيّ.
3. يمكن للتّدريب دعم البالغين لضمان نمذجة مهارات اللّغة الشّفهيّة وتطويرها وتنمية المفردات لدى الطّلبة.
4. قد يواجه بعض الطّلبة صعوبات في اللّغة المنطوقة بوجهٍ خاصّ، وينبغي للمدارس النّظر في كيفيّة تحديد الطّلبة الّذين يحتاجون إلى دعم إضافيّ فيما يخصّ اللّغة والتّعبير الشّفهيّين، وقد يكون من المفيد التّركيز على أنشطة التّحدّث والاستماع بشكل منفصل عند الحاجة لتلبية الاحتياجات الخاصّة.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
يتمثّل متوسّط أثر تدخّلات اللّغة الشّفهيّة في إحراز تقدّم يعادل حوالي ستّة أشهر إضافيّة على مدى عام، وتشير بعض الدّراسات في الغالب إلى تحسين الأجواء في الصفّ، وتقليل المشكلات السّلوكيّة بعد العمل على اللّغة الشّفهيّة.
كما تبيّن أنّ للأساليب الّتي تركّز على التّحدّث والاستماع وعلى الاثنين معًا آثارًا إيجابيّة على مستوى التّحصيل.
تركّز معظم الدّراسات على نتائج القراءة، ويُشير العدد القليل من الدّراسات الّتي تبحث في الرّياضيّات والعلوم إلى وجود آثار إيجابيّة محدودة، ويمكن استخدام أساليب اللّغة في هاتين المادّتين للتّمرّن بشكل مباشر على المفردات الخاصّة بالمادّة.
وتشير الدّراسات في مجموعة الأدوات إلى أنّ التّدخّلات اللّغويّة الّتي تتضمّن جلسات متكرّرة على مدى فترة مستدامة قد يكون لها أثر أكبر عمومًا، كما أنّ الأساليب التي تُطبّق بشكل فرديّ لها آثار أكبر.
تعدّ ازدواجية الّلغة العربيّة من جهة، وتعرُّض المتعلّمين المحدود لّلغة للعربيّة الفصيحة من جهة أخرى بمثابة عوائق تحول دون تطوير المهارات القبليّة لتعلم القراءة والكتابة لدى الأطفال في العالم العربيّ. وفي الواقع، يواجه الطّلبة النّاطقون بالعربيّة صعوبة في قراءة الّلغة العربيّة الفصيحة وكتابتها واستيعابها وتحدّثها. وحتّى الآن، تُعتبر الأبحاث المعنيّة بتطوير تدخّلات الّلغة الشّفهيّة في هذه المنطقة محدودة وتُركّز في الغالب على زيادة مخزون المفردات باعتباره نهجًا لتحسين المهارات الشّفهيّة للقراءة والكتابة لدى الطّلبة.
يبدو أنّ التّدخّلات مثل إنشاء نوادي كتب للطّلبة الأكبر سنًا وقراءة القصص لطلبة السّنوات الأولى أو حتّى تطبيق التّكنولوجيا في تدريس الّلغة العربيّة كانت فعّالة في زيادة مخزون مفردات الطّلبة وتحسين مهاراتهم الّلغوية الشفهيّة. كما أنّ ثمّة أدلّة على أنّ تصميم الأسئلة محكمة البناء لتطوير مهارات القراءة والاستيعاب القرائي يمكن أن يُعزّز الطّلاقة القرائيّة والمفردات العربية للطّلبة، ويمكن أن يُحسّن مهاراتهم اللّغويّة الشّفهيّة. ويمكن للمعلّمين أيضًا تعريف الطّلبة على الّلغة الفصيحة في مرحلة مبكّرة أو تعزيز مهارات الوعي الصّوتيّ للأطفال الصّغار بهدف تحسين مهاراتهم الشّفهيّة في القراءة والكتابة.
ما وراء متوسّط الأثر
عادةً ما يكون الأثر في السّنوات الأولى (+7 أشهر) والمدارس الابتدائيّة (+6 أشهر) أعلى منه في المدارس الثّانويّة (+5 أشهر).
بحثت غالبيّة الدّراسات حتّى الآن في أثر تدخّلات اللّغة الشّفهيّة على القراءة؛ ففي الدّراسات الّتي بحثت في موادّ أخرى مثل الرّياضيّات والعلوم، كانت الآثار أقلّ بكثير (+1 شهر)، مع أنّ عدد الدّراسات قليل جدًّا.
لتدخّلات اللّغة الشّفهيّة الّتي يدعمها أو يقدّمها المعلّمون المساعدون المدرّبون أثر مماثل إلى حدّ كبير (+6 أشهر) لأثر التّدخّلات المقدّمة من المعلّمين.
يبدو أنّ تدخّلات اللّغة الشّفهيّة الّتي تتضمّن جلسات متكرّرة (3 مرّات في الأسبوع أو أكثر) على مدى فترة مستدامة هي الأكثر نجاحًا.
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
ثمّة أدلّة تشير إلى أنّ الطّلبة من خلفيّات اجتماعيّة واقتصاديّة متدنّية أكثر عرضة للتّأخّر من أقرانهم الأكثر حظًّا في تطوير مهارات اللّغة والتّحدّث المبكّرة، ممّا قد يؤثّر على تجربتهم المدرسيّة وتعلّمهم لاحقًا.
نظرًا إلى أنّه يمكن استخدام تدخّلات اللّغة الشّفهيّة لتقديم دعم إضافيّ للطّلبة المتعثّرين في تطوير اللّغة الشّفهيّة، فإنّ الاستخدام المُوجَّه للأسلوب قد يدعم بعض الطّلبة الأقلّ حظًّا في مواكبة أقرانهم، خاصّة عند التّطبيق بشكلٍ فرديّ.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تشير الأدلّة إلى أنّ تدخّلات اللّغة الشّفهيّة الّتي تهدف إلى تطوير المفردات المنطوقة بشكلٍ مباشر تكون أكثر نجاحًا عندما تكون مرتبطة بالمحتوى الحاليّ الذي يُدرَّس في المدرسة، وعندما تتضمّن استخدامًا فعّالًا وموجّهًا لأيّ مفردات جديدة. وتتضمّن بعض الأمثلة على الأساليب الّتي ثبتت فاعليّتها ما يلي:
- تشجيع الطّلبة على القراءة بصوت عالٍ، ثمّ مناقشة محتوى الكتاب مع المعلّمين والأقران.
- الاستدلال بالنّمذجة من خلال استخدام الأسئلة المنظّمة.
- العمل الجماعيّ أو الثّنائيّ الّذي يُتيح للطّلبة مشاركة عمليّات التّفكير.
- الأنشطة الضّمنيّة والمباشرة الّتي توسِّع نطاق المفردات لدى الطّلبة.
عند تنفيذ أيّ من هذه الأنشطة، فمن الضّروريّ التّأكّد من أنّ أنشطة اللّغة الشّفهيّة مرتبطة بالمنهاج الدراسيّ ككلّ (مثل استخدام أنشطة اللّغة الشّفهيّة لنمذجة اللّغة الفنّيّة في العلوم).
يمكن تنفيذ تدخّلات اللّغة الشّفهيّة بشكل مكثّف على مدى بضعة أسابيع، لكن يمكن أيضًا تطويرها على مدى العام الدراسيّ، ويبدو أنّ الجلسات المتكرّرة (3 مرّات في الأسبوع أو أكثر) على مدى فترة مستدامة (نصف فصل دراسيّ إلى فصل دراسيّ) هي الأكثر نجاحًا.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن يُقدّر متوسّط التّكاليف لتنفيذ تدخّلات اللّغة الشّفهيّة بأنّه منخفض جدًّا عمومًا، وتنشأ التّكاليف المرتبطة بتدخّلات اللّغة الشّفهيّة إلى حدّ كبير من الكتب والموارد والتّدريب، ومعظمها تكاليف أوّليّة.
وبرغم أنّ متوسّط التّكلفة التّقديريّة لتدخّلات اللّغة الشّفهيّة منخفض جدًّا، إلّا أنّ خيار توفير التّدريب للمعلّمين يعني أنّ التكاليف يمكن أن تتراوح من منخفضة جدًّا إلى متوسّطة.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنّفت موثوقيّة الأدلّة حول تدخّلات اللّغة الشّفهيّة على أنّها عالية، وحُدّدت 154 دراسة، وعمومًا فقد الموضوع قفلًا لأنّ نسبة كبيرة من الدّراسات لم تخضع للتّقييم بشكل مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخدمات التجاريين، عادة ما تشير إلى آثار أكبر، مما قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلة، تُلخِّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة