ما هو؟
يُقصد بالواجبات المنزليّة المهامّ الّتي يُكلّف المعلّمون بها الطّلبة خارج نطاق الدّروس المعتادة.
تختلف أنشطة الواجبات المنزليّة اختلافًا كبيرًا، خاصّةً بين الطّلبة الأصغر والأكبر سنًّا. وتشمل -على سبيل المثال لا الحصر-: أنشطة القراءة المنزليّة، والمشاريع أو المقالات الطّويلة، والعمل الأكثر توجيهًا وتركيزًا مثل المراجعة استعدادًا للاختبارات.
كما يشمل التّعريف الأنشطة من مثل: "نوادي الواجبات المنزليّة"، الّتي تتيح للطّلبة فرصة أداء واجباتهم المنزليّة في المدرسة لكن خارج نطاق الدّوام المدرسيّ العادّيّ، ونماذج "التّعلّم المقلوب/المعكوس"؛ إذ يستعدّ الطّلبة في المنزل للمناقشات الصّفّيّة والمهمّات التّطبيقيّة.
النّتائج الرّئيسة
1. يوجد أثر إيجابيّ للواجبات المنزليّة في المتوسّط (+ 5 أشهر)، خاصّةً على طلبة المرحلة الثّانويّة.
2. قد لا يتوفّر لبعض الطّلبة مكان هادئ للتعلّم المنزلي؛ لذا يجدر بالمدارس النّظر في سُبل دعم التّعلّم المنزليّ (كتوفير نوادي الواجبات المنزليّة للطّلبة).
3. يعزّز فاعليّةَ الواجبات المنزليّة ارتباطُها بالواجبات الصّفّيّة، وأشارت الدّراسات الّتي تضمّنت تقديم التّغذية الرّاجعة حول الواجبات المنزليّة بصفة خاصّة إلى تحقيق آثار أكبر على التّعلّم.
4. من المهمّ توضيح الغرض من الواجب المنزليّ للطّلبة (مثل زيادة المعرفة في مجال محدّد، أو الوصول إلى إتقان مجال معيّن).
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
إنّ متوسّط أثر الواجبات المدرسيّة إيجابيّ في المرحلتين الابتدائيّة والثّانويّة، إلا أنّ وراء هذا المتوسّط تباينًا يتمثّل في أنّ أثر الواجبات المنزليّة الّتي تُعطى في المرحلة الابتدائيّة أقلّ في المتوسّط (انظر أدناه).
يبدو أنّ الجَوْدة في مجموعة المهامّ أكثر أهميّةً من كمّيّة العمل المطلوب من الطّلبة، وثمّة بعض الأدلّة على أنّ أثر الواجبات المنزليّة يتضاءل مع زيادة الوقت الّذي يقضيه الطّلبة في أدائها. وتشير الدّراسات الّتي خضعت للمراجعة إلى أنّ الأثر الأعلى يكون عند إعطاء الواجبات المنزليّة مرّتين في الأسبوع في مادّة معيّنة.
وتشير الأدلّة أيضًا إلى أهمّيّة مدى ارتباط الواجب المنزليّ بالتّعلّم خلال الدّوام المدرسيّ؛ ففي الأمثلة الأكثر فاعليّة كانت الواجبات المدرسيّة جزءًا لا يتجزّأ من التعلّم، وليست عنصرًا إضافيًّا أو تكميليًّا. ولمضاعفة الأثر، يبدو أنّ من المهمّ تقديمَ تغذية راجعة عالية الجَوْدة للطّلبة حول عملهم (انظر: التّغذية الرّاجعة).
لم تبحث الأدلّة عن أثر الواجبات المدرسيّة في مخرجات تعلّم طلبة المرحلتين الابتدائيّة والثّانويّة في العالم العربيّ إلّا نادرًا، بالرّغم من الاعتقاد العامّ بأهمّيّتها في تحسين عملية التّعلّم. فقد ركّزت دراسات المرحلة الابتدائيّة الّتي أُجريت في الأردن والكويت والمملكة العربيّة السّعوديّة على قيمة الواجبات المدرسيّة بوصفها أداة لزيادة مشاركة أولياء الأمور، لكنّها أظهرت أنّ الواجبات المدرسيّة تصبح أقلّ فائدة عندما يقوم بها أولياء الأمور نيابة عن أطفالهم.
أبرز الباحثون أيضًا بعض العوائق الّتي تحول دون دعم أولياء الأمور لأطفالهم في الواجبات المنزليّة مثل مستواهم التّعليميّ، ودرجة صعوبة المناهج الدّراسيّة، وعدم وجود قنوات للتّواصل، والعلاقات المحدودة بين أولياء الأمور والمعلّمين.
أمّا بالنّسبة لدراسات المرحلة الثّانويّة، فثمّة بعض الأدلّة على أنّ أساليب "التّعلّم المقلوب" الّتي يتعلّم الطّلبة من خلالها المحتوى في المنزل ويتفاعلون مع المعلّمين في الصّف قد تكون شكلًا من أشكال الواجبات المنزليّة الفعّالة، واستراتيجيّةً حديثة للتّدريس لمساعدة المعلّمين على التّحوّل من التّدريس التّقليديّ إلى تطبيق المنهجيّات المتمركزة حول الطّلبة.
ركّزت الدّراسات الّتي أُجريت في الإمارات العربيّة المتّحدة وعُمان والسودان والمملكة العربية السّعوديّة على قيمة التّعلّم المقلوب كأداة لتحسين فهم الطّلبة للمادّة، مثل الرّياضيّات والعلوم والّلغة الإنجليزيّة، ولزيادة مشاركة أولياء الأمور. وفي المقابل أظهرت هذه الدّراسات أنّ التّعلّم المقلوب أفاد المتعلّمين ذوي التّحصيل العالي أكثر من الطّلبة الآخرين.
وثمّة حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث حول الواجبات المنزليّة في المرحلتين والطرق والأساليب لتحسين جودتها، وأفضل الوسائل لدعم مشاركة أولياء الأمور البنّاءة في تعلّم الأطفال في المنزل في المرحلة الابتدائيّة، ولدعم تطبيق المعلّمين لاستراتيجيّة الصّف المقلوب وتصميم المواد التّدريسيّة في المرحلة الثّانويّة.
ما وراء متوسّط الأثر
أشارت الدّراسات في المدارس الثّانويّة إلى أثر أكبر (+5 أشهر) منه في المدارس الابتدائيّة (+3 أشهر).
أشارت الدّراسات إلى آثار إيجابيّة متماثلة في القراءة والرّياضيّات والعلوم.
معظم الواجبات المنزليّة فرديّة، وأشارت الدّراسات الّتي تضمّنت التّعاون مع الأقران إلى آثار أكبر (+6 أشهر)، وإن كان عدد الدّراسات قليلًا.
أشارت الدّراسات الّتي تضمّنت التّكنولوجيا الرّقْميّة إلى أثر أكبر (+6 أشهر).
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
عادةً ما يحصل الطّلبة الأقل حظًا على فوائد إضافيّة من الواجبات المنزليّة، لكن تشير الدّراسات في إنجلترا إلى أنّ احتماليّة توفّر مكان عمل هادئ للطّلبة الأقلّ حظًّا أقلّ، كذلك تقلّ احتماليّة حصولهم على جهاز مناسب للتّعلّم أو اتّصال ثابت بالإنترنت، وقد يتلقّون دعمًا أقلّ من أولياء أمورهم لإنجاز واجباتهم المنزليّة وتطوير عادات تعلّم فعّالة، وقد تؤدّي هذه الصّعوبات إلى اتّساع الفجوة في التّحصيل للطّلبة الأقلّ حظًّا.
يمكن أن تساعد نوادي الواجبات المنزليّة في التغلّب على هذه العقبات؛ عبر تزويد الطّلبة بالموارد والدّعم اللّازم لإنجاز الواجب المنزليّ أو المراجعة. وتشير الأدلّة الأوسع نطاقًا إلى أنّه يجب ألّا يُستخدم الواجب المنزليّ بوصفه عقوبةً لضعف أداء الطّلبة، ما قد يمثّل خطرًا على الطّلبة الأقلّ حظًّا بصفة خاصّة.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
يكون للواجبات المنزليّة فاعليّة أكبر من خلال تمكين الطّلبة من التّعلّم بصورة مستقلّة للتمرّن على المهارات وتعزيزها، والقيام بالاستقصاء المتعمّق، والتّحضير للدّروس أو المراجعة استعدادًا للامتحانات. وعند تطبيق أسلوب الواجبات المنزليّة، تشير الأدلّة إلى وجود تباين كبير في الأثر؛ لذا ينبغي للمدارس أن تنظر في العناصر "الفعّالة" للأسلوب، الّتي قد تشمل:
- مراعاة نوعيّة الواجب المنزليّ لا كمّيّته.
- استخدام مهامّ جيّدة التّصميم ترتبط بالتّعلّم في الصّفّ.
- تحديد أهداف الواجب المنزليّ بوضوح للطّلبة.
- فهم أيّ عوائق تحول دون إنجاز الواجب المدرسيّ ومعالجتها؛ مثل الحصول على جهاز للتّعلّم، أو التزوّد بالموارد.
- تعليم استراتيجيّات التّعلّم المستقلّ بشكلٍ مباشر.
- تقديم تغذية راجعة عالية الجَوْدة لتحسين تعلّم الطّلبة.
- رصد أثر الواجبات المنزليّة على انخراط الطّلبة في عمليّة التّعلّم وتقدّمهم وتحصيلهم.
نبغي للمعلمين محاولة فهم أيّ عوائق تحول دون إنجاز الواجبات المنزليّة؛ مثل عدم توفّر مكان هادئ أو موارد تعليميّة، وتجنّب الأساليب الّتي تستخدم الواجبات المنزليّة بوصفها عقوبة لضعف الأداء.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن يُتوقّع أن يكون متوسّط تكلفة الواجبات المنزليّة منخفضًا جدًّا؛ إذ تعتمد التّكلفة الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدٍّ كبير على تدريب المعلّمين والموارد، كما يتطلّب تطبيق أسلوب الواجبات المنزليّة قدرًا قليلًا من وقت المعلّمين للتّخطيط وتقديم التّغذية الرّاجعة.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس النّظر في سبل مضاعفة فاعليّة الواجبات المنزليّة عبر التّطوير المِهنيّ للمعلّمين؛ لتعزيز استخدام المهامّ جيّدة التّصميم لتكملة التّعلّم في الصّفّ، وتقديم تغذية راجعة عالية الجَوْدة لتحسين تعلّم الطّلبة. وينبغي للمدارس رصد أثر الأساليب المختلفة للواجبات المنزليّة (مثل عدد مرّات إسناد المهمّات والغرض منها وتنوّعها) على مشاركة الطّلبة وتحصيلهم.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة
صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول الواجبات المنزليّة على أنّها منخفضة، واستوفت 43 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات، وفقدَ الموضوع أقفالًا إضافيّة للأسباب الآتية:
- نسبة كبيرة من الدّراسات ليست تجارب عشوائيّة مضبوطة، وعلى الرّغم من أنّ التصميمات البحثيّة الأخرى تقدّم معلومات مهمّة حول فاعليّة الأساليب، إلّا أنّها تنطوي على خطر تأثّر النّتائج بعوامل مجهولة لا تشكّل جزءًا من التّدخّل.
- لم تخضع نسبة كبيرة من الدّراسات للتّقييم بشكل مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخدمات التّجاريّين، عادة ما تشير إلى آثار أكبر، ممّا قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
كما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلّة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة