ما هو؟
يتضمَّن التّعلُّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق عادةً نشاطاتٍ مثلِ التّسلّق، وصُعود الجبال، واجتياز مساراتٍ بالحِبال أو الاقتحام، إضافةً إلى الرّياضات الّتي تُقام في الهواء الطَّلق؛ كالملاحة الرياضيّة، والإبحار، والتّجديف. وهي نشاطاتٌ يمكن تنظيمها على هيئة دورات داخليّة مكثّفة، أو دورات قصيرة تُقام في المدارس أو المراكز المحليّة المفتوحة. ويتضمّن التّعلُّم بالمغامرة عادةً تجارب التّعلّم التّعاونيّ المتّسمة بمستوياتٍ عالية من التّحدي البدنيّ والعاطفيّ، وقد يشتمل أيضًا على مهارات الحَلّ العمَلِيّ للمشكلات، والتّعبير الصريح عن الأفكار والمشاعر ومناقشتها بوضوح (انظر أيضًا: ما وراء المعرفة والتّنظيم الذّاتيّ).
وعادةً، لا تتضمّنُ تدخّلات التّعلّم بالمغامرة العنصرَ الأكاديميّ؛ لذلك فإنّ هذا الملخّص لا يشمل مدارس الغابات أو الرّحلات المَيْدانيّة.
النّتائج الرّئيسة
1. على الرّغم من أنّ قاعدة الأدلّة الحاليّة والمخرجات التّعليميّة المتعلّقة بالمغامرة في الهواء الطَّلْق تعدّ ضعيفة جدًّا، إلّا أنّها تشير إلى وجود آثار إيجابيّة. مع ذلك، فإنّ محدوديّة قاعدة الأدلّة لا تكشف عن الأثر المتمثّل في التّقدّم المُحرز بالأشهُر.
2. تركّز الأدلّة في مجموعة الأدوات هذه بشكلٍ أساسيٍّ على المخرجات التّعليميّة، إلّا أنّ ثمَّة قاعدة أدلّةٍ أوسعَ تشير إلى أنّ التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق قد تكون له آثار إيجابيّة على نتائج أخرى؛ من مثل: الكفاءة الذّاتيّة، والدّافع، والعمل الجماعيّ. وقد يلعب التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق دورًا مهمًّا في التّجربة المدرسيّة الأوسع نطاقًا، بغضّ النّظر عن أيّ أثَر على المخرجات التّعليميّة.
ما مدى فاعليّة الأسلوب؟
إنّ محدوديّة الدراسات لا تقدّم ما يكفي من الأدلّة القويّة للكشف عن التّقدّم المُحرَز بالأشهر. وعلى الرّغم من أنّ الدّراسات المُدرجة تشير إلى وجود آثار إيجابيّة، إلّا أنّ أيًّا منها لم يخضع للتّقييم بشكلٍ مُستقِلّ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا ليس دليلًا على أنّ التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق "ليس له أثر"، لكن لا توجد أدلّة قويّة على ماهيّة الأثر.
وتُعنى عمليّات البحث في مجموعة الأدوات بالدّراسات الّتي تتضمّن أثرًا أكاديميًّا؛ لذا قد يكون ثمّة عدد أكبر من الدّراسات التي تركّز على مخرجات أخرى؛ إذ تشير الدّراسات حول التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق إلى فوائد أوسع نطاقًا فيما يتعلّق بالثّقة بالنّفس والكفاءة الذّاتيّة.
الأدلّة على التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق قليلة جدًّا، وتقتصر على دراسة وجهات نظر المعلّمين وتصوّراتهم. وقد ذكرت الدّراسات الّتي أُجريت في الأردن وعُمان والإمارات العربية المتّحدة أنّ المعلّمين يَرَوْن أنّ التّعلّم في الهواء الطَّلْق يعود بفوائد على التّعلّم التّجريبيّ والنّشط للطّلبة، وعلى مهاراتهم الاجتماعيّة ومواقفهم تجاه المادّة.
غير أنّ الباحثين سلّطوا الضّوء أيضًا على بعض العوائق المحتملة الّتي تحول دون استخدام المعلّمين للتّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق كأسلوب للتّدريس، ويرجع ذلك بشكل أساسيّ للظّروف البيئيّة والجويّة القاسية، كما هو الحال في معظم مناطق الخليج. إضافة إلى ذلك يعدّ نقص الموارد ونصاب المعلّمين من الحصص وغياب الدّعم الإداري عوائق إضافيّة تحول دون ذلك.
وحتّى الآن، تُعدّ الأبحاث حول التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق محدودة في هذه المنطقة، بالّرغم من الفوائد المتحقّقة منه، وثمّة حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال، والّتي تختبر أنواع الأنشطة المُقامة في الهواء الطَّلْق، والأكثر ملاءمة للثّقافة والطّقس والأنظمة التّعليميّة في العالم العربيّ. يمكن أن تشتمل الدّراسات الإضافيّة حول تحسين الأنشطة المُقامة في الهواء الطَّلْق في المدارس على الهيئات التّعليميّة ومديري المدارس والمعلّمين وأولياء الأمور.
Behind the average
سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا
قد يمنح التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطّلْق فرصًا للطّلبة الأقلّ حظًّا ليشاركوا في أنشطة قد لا يتمكّنون من المشاركة فيها عادةً، وعبر المشاركة في هذه الأنشطة المنطوية على تحدّيات بدنيّة وعاطفيّة، يُمكن دعمهم في تطوير مهارات غير معرفيّة؛ من مثل: القدرة على التّكيّف، والثّقة بالنّفس، والدّافع. وقد يكون لتطبيق هذه المهارات غير المعرفيّة في الصّفّ أثر إيجابيّ على المخرجات التّعليميّة. وبما أنّ قاعدة الأدلة الّتي تربط بين المهارات غير المعرفيّة وتحصيل الطّلبة ضعيفة، فينبغي للمدارس تقييم أثر تدخّلات التّعلّم في الهواء الطَّلْق على تحصيل الطّلبة إذا كانت هذه هي النّتيجة المرجوّة.
كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟
تتفاوت أساليب التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق تفاوتًا كبيرًا، وقد يكون تطوير المهارات غير المعرفيّة، كالقدرة على التّكيّف والثّقة بالنّفس والدّافع، آليّةً محتملةً للتّأثير على المخرجات التّعليميّة للطّلبة. وعند تطبيق أسلوب التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق، يمكن للمدارس أن تضمّن الآتي:
- الأنشطة المنطوية على تحدّيات بدنيّة وعاطفيّة للطّلبة.
- فرص التّعلّم التّعاونيّ، وحلّ المشكلات، وتأمّل الأفكار والمشاعر بشكل مباشر.
- دعم الطّلبة للتّغلُّب على التّحدّيات وتَجرِبة النّجاح.
- كيفيّة البناء على العلاقة بين الكبار والطّلبة لدى عودة الجميع إلى المدرسة.
- ونظرًا لمحدودية قاعدة الأدلّة، فمن الأهمّيّة بشكل خاصّ رصد الآثار عند تطبيق أسلوب التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق بصفته طريقةً لتحسين مستوى التّحصيل.
تتفاوت مدّة تدخلّات التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق، وتشمل: دورات قصيرة تُقدَّم داخل المدرسة أو في المراكز المحلّيّة المفتوحة، أو جلسات منتظمة على مدى فترة طويلة، أو دورات داخليّة مكثّفة تُقدّم عادةً على مدى أسبوعٍ أو أسبوعَين.
عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.
كم تبلغ التّكلفة؟
تشير الأدلة العالمية إلى أن تختلف التّكاليف باختلاف الدّورات؛ فتبلغ تكلفة مغامرة إبحار لمدّة 10 أيام حوالَيْ 1000 جنيه إسترلينيّ، وتبلغ تكلفة دورة تابعة لمؤسّسة "أوتورد باوند" لمدّة 8 أيام حوالَيْ 450 جنيهًا إسترلينيًّا، أمّا مغامرة مسارٍ للحبال لمدّة يوم فتبلغ حوالي 30 جنيهًا إسترلينيًّا. وبشكل عام، تُقدَّر التّكاليف بنحو 500 جنيه إسترلينيٍّ للطّالب سنويًّا، وهي لذلك تكاليفُ متوسّطة.
وعلى صعيد الوقت، يتطلّب تنفيذ التعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق قدرًا متوسّطًا من وقت المعلّمين مقارَنَةً بالأساليب الأخرى. ويشار إلى ضرورة وجود معلّمين أكْفاء يقدّمون تجارب المغامرة في الهواء الطّلْق، مع توفير الحماية المناسبة للتّعامل مع أيّ مخاطر بدنيّة قد يتعرّض لها الطّلبة.
إلى جانب الوقت والتّكلفة، لا بدّ لمديري المدارس النّظر في سُبل مضاعفة الأثر الإيجابيّ للتّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق على المهارات غير المعرفيّة للطّلبة في الصّفّ.
لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.
ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟
صُنِّفَتْ موثوقيّة الأدلّة حول التّعلّم بالمغامرة في الهواء الطَّلْق على أنّها منخفضة للغاية، وبالنسبة للموضوعات ذات الأدلّة المحدودة للغاية، لا يُعرَض التقدّم المُحرز بالأشهر. ولم تستوفِ سوى 9 دراسات معايير الإدراج المحدّدة مسبقًا في مجموعة الأدوات هذه، ولم تخضَعْ أيٌّ من هذه الدّراسات للتّقييم بشكلٍ مستقلّ.
حقوق الطبع والنشر© مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة