بحث تقرير النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها سبل إعداد الأطفال للتعلم في سنواتهم الأولى، من الولادة إلى مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأولى من المدرسة. بحث كذلك النُهُج الفعالة لتسهيل تنمية المهارات اللغوية في السنوات الأولى. ويشمل ذلك زيادة التعرُّض للغة العربية ولاسيما الفصحى المعاصرة، وبناء جسر يمكِّن الأطفال من الانتقال من العامية إلى تعلُّم الفصحى باستخدام السمات والمفردات المشتركة بين الفصحى المعاصرة واللهجات العربية العامية.
توجز هذه المذكرة وتتوسع في النقاط والتوصيات الرئيسية المتعلقة بهذه المواضيع وفقاً لتقرير البنك الدولي المعنون: النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها: مسار للحد من فقر التعلُّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
النقاط الرئيسية
هناك مجموعتان من المهارات أساسيتان للإلمام بمهارات القراءة والكتابة أياً كانت اللغة: (أ) القدرة على فهم الكلام المنطوق، و(ب) القدرة على تمييز الكلمات المكتوبة. وتبيِّن أهمية هاتين المجموعتين من المهارات مدى الحاجة إلى توفير بيئة لغوية ثرية منذ السنوات الأولى من الطفولة، فالقراءة لا يمكن فصلها عن الاستماع والتحدث (والكتابة لا يمكن فصلها عن هذه الأشياء الثلاثة مجتمعة).
تؤكد الشواهد والأدلة أهمية تنمية المفردات وفهم الكلام المنطوق قبل تعلُّم القراءة. ويمكن للأطفال الانتقال بسهولة من اللهجة التي تربوا عليها إلى الفصحى المعاصرة إذا قُرِئ لهم أدب الأطفال في سن مبكرة، وتسمية الأشياء بالفصحى، ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة المُقدَّمة بالفصحى لفترة زمنية محدودة.
كلما زاد عدد الكلمات التي يعرفها الطفل، زادت قدرته على الربط بين الكلمات المكتوبة والمنطوقة في أثناء تعلُّم القراءة. وتُعد هذه العلاقة طردية: فكلما أكثر الأطفال من القراءة، زادت مفرداتهم اللغوية؛ وكلما زادت هذه المفردات، زادت قدرتهم على القراءة. وقد أظهرت البحوث أن تجارب تعليم القراءة والكتابة مبكراً، لاسيما في المنزل، لها آثار إيجابية على تنمية المهارات اللغوية للأطفال وتعلُّمهم القراءة والكتابة، وكذلك استعدادهم للالتحاق بالمدرسة بشكل عام.
إن مستوى تعرُّض بعض الأطفال للعربية الفصحى ضئيل للغاية في السنوات الأولى قبل الالتحاق بالمدرسة. وقد يسمعها آخرون من خلال أفلام الرسوم المتحركة المدبلجة بالفصحى أو القراءة لهم بها.
وتشير الدراسة الدولية إجمالاً إلى أن أولياء الأمور في البلدان العربية لا يقتنون كتباً للأطفال في المنزل ولا يقرؤون لأطفالهم (الدراسة الدولية لقياس مدى التقدُّم في القراءة لعام 2016). ففي المغرب والمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يعيش معظم الأطفال (أكثر من 60%) في منازل لا تقتني إلا عدداً قليلاً من كتب الأطفال (أقل من 10 كتب)، في حين بلغ المتوسط في البلدان المشاركة في الدراسة الدولية لقياس مدى التقدُّم في القراءة لعام 2016 ما نسبته 19%. من دواعي القلق البالغ ضعف ثقافة القراءة للأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث ظهر أن 20% من التباين في تنمية مهارة القراءة والكتابة لدى الأطفال بالبلدان العربية يرجع إلى المشاركة الأسرية في تعليم القراءة والكتابة.
التوصيات
يجب زيادة التعرض للمفردات المفيدة المستخدمة في الحياة اليومية والمفردات الأكاديمية، لا سيما بالفصحى المعاصرة في السنوات الأولى؛ على سبيل المثال، من خلال القراءة للأطفال الصغار والاستثمار في برامجهم التلفزيونية باللغة الفصحى.
على مدار السنة الأولى والصفوف الدراسية، بناء جسر يمكِّن الأطفال من الانتقال من العامية إلى تعلُّم الفصحى، وذلك باستخدام السمات والمفردات المشتركة بين العربية الفصحى المعاصرة واللهجات العربية العامية. وتدريس القواسم المشتركة بين العامية والفصحى بوضوح باستخدام مواد موجَّهة لهذا الغرض، وتحديد مدى التقارب بينهما، واستخدام ذلك لدعم تعلُّم الأطفال. ويشمل ذلك:
البدء بالكلمات البسيطة المُستخدمة في الفصحى والعامية المُستخدمة في التواصل اليومي للطفل.
إبراز الأنماط المشتركة.
تدريس المنحى الصوتي الموجود في الفصحى بشكل واضح.
توسيع تعرُّض الأطفال في وقت مبكر للفصحى خلال سنوات الروضة، لاسيما:
زيادة تعرُّض الأطفال للغة الفصحى المعاصرة، لاسيما المفردات والوعي الاشتقاقي ، مبكراً وبطرائق جذابة.
تشجيع أولياء الأمور على زيادة معرفة أطفالهم بالفصحى وتعرُّضهم لها ويشمل ذلك القراءة لهم بها في سن مبكرة.
في المدارس، تدريس المنحى الصوتي والمفردات والوعي الاشتقاقي للفصحى غير المستخدمة في اللهجات المحلية.
داخل المدارس وخارجها، زيادة اطلاع الأطفال على الأدب المخصص لهم وأفلام الرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية للأطفال باللغة الفصحى وبطريقة ممتعة.