مقدمة
أحيانًا قد تعيق التغذية الراجعة تقدّم الطلبة لهذا يجب أن يركز المعلمون على أن تدفع التغذية الراجعة التعلم إلى الأمام، ولتحقيق ذلك يجب على المعلمين إرساء الأسس أولًا
- تحديد أهداف التعلّم (التي ستُوجَّه التغذية الراجعة نحوها).
- تقييم فجوات التعلّم (التي ستعالجها التغذية الراجعة).
تقديم تدريس عالي الجودة
إنّ تقديم تدريس عالي الجودة للطلبة يعني أن المعلّمين:
مبدأ 1: يبنون على المعرفة والخبرة السابقة للطلبة عبر الصور أو خرائط الكلمات أو غيرها من الأدوات. انظروا ورقة عمل ربط النص.
مبدأ 2: يتجنبون إثقال الذاكرة العاملة للطلبة بتقسيم المواد المعقدة إلى خطوات أصغر، كأن يخصص المعلم مثلًا درسًا للحركات القصيرة وآخر للحركات الطويلة في مادة اللغة العربية. انظروا كيفية التدرج في الطرح، وفيديو هل يجب تصحيح الأخطاء جميعها؟
مبدأ 3: يشجعون الاحتفاظ بالتعلّم باستخدام التكرار والممارسة واسترجاع المعارف والمهارات الأساسية. انظروا كيفية تشجيع الاحتفاظ بالتعلّم.
مبدأ 4: يقدمون منهاجًا دراسيًا متسلسلًا بعناية يُعلّم المفاهيم والمعارف والمهارات والمبادئ الأساسية.
مبدأ 5: يستخدمون التشبيهات والرسوم التوضيحية والأمثلة والتفسيرات والمقارنات والعروض التوضيحية الفعّالة. انظروا كيفية استخدام التشبيهات والرسوم التوضيحية
مبدأ 6: يكونون على علم بالمفاهيم الخاطئة الشائعة ويعدّون استراتيجيات للتعامل معها. انظروا إلى العلم بالمفاهيم الخاطئة الشائعة وكيفية التعامل معها.
مبدأ 7: يخططون للدروس الفعّالة، ويستفيدون من النمذجة والتفسيرات والمواد الداعمة لدعم التعلّم. شاهدوا الفيديوالذي تُشرك فيه المعلمة الطلبة في قراءة كتاب مصوّر، وتنمذج في أثناء قراءته الجهرية مهارات القرّاء الأكفاء بما في ذلك القراءة بطلاقة. شاهدوا فيديو القراءة المشتركة. انظروا أيضًا كيفية كتابة الفقرة الذي يعرض بعض الأطر التي يمكن للمعلم الاستفادة منها لنمذجة التعلّم ودعمه.
مبدأ 8: يُكيّفون التدريس على نحو يستجيب لاحتياجات الطلبة المختلفة.
مبدأ 9: يزوّدون الطلبة بالأدوات والاستراتيجيات لتخطيط تعلمهم ورصده وتقييمه. انظروا كيفية تزويد الطلبة بالأدوات والاستراتيجيات لتخطيط تعلمهم ورصده وتقييمه. انظروا أيضًا
جلسة تعزيز مهارات ما وراء المعرفة والتنظيم الذاتي لدى الطلبة.
التقييم التكويني
ينبغي للمعلمين قبل تقديم التغذية الراجعة استخدام استراتيجيتين للتقييم التكويني، ويعني ذلك تقديم تدريس متكيّف مع احتياجات الطلبة، واستخدام الأدلة حول التعلّم لتعديل عملية التدريس، بما يضمن دفع التعلّم إلى الأمام. أمّا فيما يتعلّق بالشكل الذي يتخذه ذلك في الصف الدراسي، فيمكن تلخيص ذلك في خمس استراتيجيات على النحو الموضح في الشكل هنا.
الشكل 1: الاستراتيجيات الخمسة الرئيسة للتقييم التكويني (William 2018)
الهدف الذي يسعى الطالب إلى تحقيقه | الوضع الحالي للطالب | كيف سيصل الطالب إلى الهدف | |
المعلمون | 1. توضيح أهداف التعلّم ومعايير النجاح ومشاركتها وفهمها. | 2. استخلاص أدلة التعلّم. | 3. تقديم التغذية الراجعة التي تدفع عملية التعلّم إلى الأمام. |
الأقران | 4. تمكين الطلبة بصفتهم مصادر تعليمية لبعضهم. | ||
الطلبة | 5. تمكين الطلبة بصفتهم مسؤولين عن تعلّمهم الخاص. |
كيف يمكن أن تبدو مشاركة أهداف التعلّم في الصف؟
أوّلًا، يجب أن يكون لدى المعلمين فكرة واضحة عن أهداف التعلّم، وعليهم مشاركتها مع الطلبة، ما يمكّن المعلم والطلبة من تكوين فهم مشترك "لمفهوم الجودة" الذي يسعَوْن إلى الوصول إليه، ويمكن حينئذ استخدام التغذية الراجعة لإيصال الطلبة نحو هذا المفهوم، ولتحقيق ذلك ينبغي للمعلمين:
مناقشة مواطن القوة والضعف: شارِكْ الطلبة أمثلة مجهولة الهويّة دون إخبارهم عمّا تعتقد أنه عالي الجودة أو متدني الجودة، ثمّ ناقش مواطن القوة والضعف في تلك الأعمال، واستخدم هذه المناقشة لبناء نموذج تقييم للعمل الناجح في هذا المجال. يجب توخي الحذر هنا بالنسبة لرد الفعل النفسي للطلبة عند مناقشة نقاط الضعف في أعمالهم، إذ يجب الثناء على مواطن القوة أوّلًا، ثم مناقشة مواطن الضعف على أنها فرص لتحسين العمل لا هدمه. كما يجب أوّلًا توفير بيئة داعمة للتعلّم يوضح فيها المعلم أن هذا التدريب فرصة للتعلم التعاوني وأن الأخطاء مؤشر لعملية التعلّم وجزء طبيعي منها.
العمل النموذجي: شارِكْ أمثلة متميزة من أعمال طلبة سابقين، ثمّ ناقش مع طلبة الصف ما الذي يجعل هذا العمل عالي الجودة. يمكن سؤال الطلبة في البداية عن رأيهم عن سوية العمل قبل إخبارهم بأنه نموذجي، وإتاحة الفرصة لهم لدعم أرائهم بأمثلة محددة من العمل، ثم إخبارهم أنه عالي الجودة بعد ذلك. قد يعرض المعلم العمل النموذجي في أثناء المناقشات الصفية، أو يوضّح معايير ذلك قبل البدء بالمهمة.
"ما لا يجب كتابته": ناقش مع طلبة الصف قائمة بـ "ما لا يجب كتابته".
تصميم الأسئلة: يمكن أن يتمثّل ذلك في تصميم الطلبة سؤالًا وإجابة مصاحبة لموضوع يتعلّمونه، وذلك بتوجيه مباشر من المعلم. انظروا ورقة عمل عائلة الكلمات ونشاط تحديد أنواع الكلمات.
"اختيار-تبادل-اختيار": استراتيجية يَطلب من خلالها المعلم من الطلبة فعل الشيء نفسه عدة مرات، ثم العمل مع شريك لتحديد المحاولة الأكثر نجاحًا. على سبيل المثال، قد يطلب المعلم من الطلبة كتابة حرف ما عدة مرات، ويمكن لكل طالب بعد ذلك وضع دائرة حول أفضل محاولاته قبل تبادلها مع شريك ومناقشة ما إذا كان يوافق على اختياره، ما يتيح الفرصة لمناقشة جودة العمل وتعزيز التعلّم التعاوني في الوقت ذاته. ويمكن استخدام هذا الأسلوب في مختلف المواد والمراحل. انظروا استراتيجية اختيار-تبادل-اختيار.
كيف يمكن أن تبدو استراتيجية "استخلاص أدلة التعلّم" في الصف؟
هنا بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمعلمين استخدامها لضمان تقديم تغذية راجعة عالية الجودة، والتي يستخدمها بالفعل كثير من المعلمين يوميًّا في صفوفهم:
- طرح الأسئلة الفعّال.
- أنظمة استجابة الطلبة جميعهم.
- المهام المصمّمة بعناية.
طرح الأسئلة الفعّال: يتيح للمعلمين تقييم فهم الطلبة، وتفسير إجاباتهم عن الأسئلة لتحديد التغذية الراجعة التي يجب تقديمها. وينبغي للمعلمين التأكد من أنهم يطلبون الإجابات من الطلبة جميعهم. وأن يفكّروا في استخدام أساليب مثل "عدم رفع الأيدي"، حيث ينبغي توفير "مهلة" كافية للطلبة للإجابة وتأطير الأسئلة بعناية؛ حتى يعرفوا المزيد عن تفكير الطلبة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمعلم أن يستمع جيدًا إلى إجابات الطلبة، وأن يولي الاهتمام لمحاولة تفسير طريقة تفكير الطلبة وفهمهم، وليس لكون إجاباتهم صحيحة فحسب، ومن شأن ذلك أن يثري التغذية الراجعة التي يقدمها المعلم فيما بعد. شاهدوا فيديو القراءة الموجهة الذي توظّف فيه المعلمة طرح الأسئلة والتغذية الراجعة الملائمة لتطبيق استراتيجيات القراءة التي تعلّمها الطلبة ضمن نصوصٍ جديدة، وتحثّهم على التفكير بعمق في أثناء القراءة لتحليل اللغة والمعاني العميقة التي تتضمنها النصوص وما تحمله من مفردات جديدة.
أنظمة استجابة جميع الطلبة: تهدف إلى تقييم فهم الصف بأكمله للموضوع، مما قد يُثري التغذية الراجعة المقدمة فيما بعد. وللتقييم السريع، يمكن استخدام أساليب عملية مثل ألواح الكتابة المصغرة، أو بطاقات الصح أو الخطأ (الحمراء والخضراء)، أو الإبهام لأعلى أو لأسفل. كما تقدم "أسئلة النقطة المفصليّة" أسلوبًا مفيدًا: وهي أسئلة متعددة الخيارات، توضّح كل إجابة غير صحيحة فيها خطأً في فهم الطلبة. سيكون تقييم الإجابات سريعًا جدًّا خلال الدرس؛ لذا يمكن للمعلم استخدام هذه الأسئلة في منتصف الدرس لتقييم الاتجاه الذي سيتخذه الدرس بعد ذلك والتغذيةِ الراجعةِ التي ينبغي تقديمها. وفي نهاية الدرس، قد تكون أسئلة نهاية الحصة الدراسية (أو "بطاقة الخروج") مفيدة حيث يجيب الطلبة عن الأسئلة المكتوبة في القصاصات ومن ثم يسلمونها إلى المعلم.
المهام المصمّمة بعناية: مهما كانت المهمة التي يؤديها الطلبة، ينبغي للمعلمين تصميم المهام مع وضع التغذية الراجعة في الاعتبار، ينبغي للمهامّ أن تقدم أدلةً للمعلم حول ما يفكر الطلبة فيه، سواء أكان الطلبة يجيبون عن سلسلة من الأسئلة أو يكتبون مقالة طويلة، وسواء أكانوا يشاركون في مهام عملية أو يجرون مناقشة. ومهما كانت المهمة، ينبغي للمعلم أن يسأل نفسه: "هل ستكشف المهمة عما يفكر فيه الطلبة؟ وهل يمكنني استخدام هذا لتقديم تغذية راجعة؟" إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يتعيّن على المعلم إعادة تصميم المهمة. ويجب على المعلم أيضًا التأكد من فهم الطلبة للمهمة بتوضيح الهدف منها أوّلًا، ما يشجعهم على الانخراط فيها بشكل أفضل، ومن ثم مراقبة أداء الطلبة لها. انظروا مثالًا على مهمة صفية مصممة بعناية. ويجب أن يقدّم المعلم نماذج التقييم للطلبة قبل أداء المهام ليعرفوا ما يتوقعه منهم بشكل دقيق مما يساعدهم في فهم ما يريده منهم وإدراك أهداف التعلم المرجوة في المهمة، ويخفّف عبء التغذية الراجعة المطلوبة من المعلم لاحقًا. وتوجه نماذج التقييم للطلبة أو لأولياء الأمور للطلبة الأصغر سنًّا، ويمكن تعزيز فهم الأطفال لها عبر رسوم توضيحية انظروا نماذج التقييم.