"لنقرأ بطلاقة" دراسة بحثية تجريبية تهدف إلى فهم "ما يصلح" بشكل أفضل في مرحلة "تعلّم القراءة والتهجئة" لدى الطلبة الصغار. تختبر هذه الدراسة تدخلًا تعليميًّا قائمًا على العلوم المعرفية والإدراكية لتحسين طلاقة القراءة الشفوية للأطفال في الصفوف الثلاثة الأولى في المدارس الحكومية في الأردن. وبشكل أكثر تحديدًا، تعتمد الدراسة على أسلوب تعليمي قائم على الممارسة المتكررة، وعلى كتاب تدريب على القراءة طوّره كل من أخصائية علم النفس المعرفي الدكتورة "هيلين أبادزي" ومؤسسة القاسمي في الإمارات العربية المتحدة.
تستقي الدراسة نهجها من مجموعة من الرؤى المنبثقة عن الدراسات اللغوية والعلوم المعرفية، مع مراعاة خصوصية الخط والكتابة العربية وما قد يعتري قارئهما من تحديات في أثناء القراءة، بالإضافة إلى الاهتمام بالعلاقة بين وظيفة الذاكرة والقراءة. ولقد طُوّر نهج الدراسة بحيث يساعد الطلبة على إنشاء روابط عصبية تساعدهم على التمييز السريع لأشكال الحروف، وتقطيع الكلمة إلى مقاطعها وقراءتها.
تهدف هذه الدراسة التجريبية إلى استكشاف التأثير المحتمل الذي قد يحدثه التدخّل على قدرة الطلبة على القراءة في سنوات الدراسة الابتدائية (الصفوف 1-3)، وكذلك جدوى إجراء تجربة عشوائية واسعة النطاق لتقييم آثارها بشكل أفضل. وتنبع الحاجة إلى هذا التقييم من حقيقة أن لدينا نقصًا في الأدلة حول ما يصلح في حصص اللغة العربية، ونقصًا في التدخلات القائمة على الأدلة في المدارس في الوقت الراهن.
ثمة نموذجان معمول بهما في المرحلة التجريبية، وكلاهما يمتد فترة فصل دراسي واحد فقط:
- نموذج الصف الكامل، ويستهدف طلبة الصف الأول كاملا، بحيث يطبّق معلم الصف مع طلبته جميعهم في الفصل الدراسي الثاني مادة التدخّل ثلاث مرات أسبوعيا، بواقع 30 دقيقة لكل مرة.
- نموذج الطلبة المتعثرين قرائيا، ويستهدف مجموعات صغيرة من طلبة الصفوف الثلاث الأولى، أفرزتهم أداة قياس على أنهم الـ 20٪ الأقل تحصيلًا في شعبتهم. في هذا النموذج يعمل معلم غرفة المصادر في الفصل الدراسي الأول مع طلبة الصفين الثاني والثالث، وفي الفصل الثاني مع طلبة الصف الأول، مدة 30 دقيقة بواقع ثلاث مرات أسبوعيا كما في النموذج السابق.
وإذا رُصدت نتائج إيجابية كافية لأي من النموذجين المطبقين في المرحلة التجريبية أو كليهما، سينتقل العمل بتلك النماذج من المرحلة التجريبية إلى مرحلة قياس الفاعلية التي يُتوقّع أن تكتمل في عام 2023.
كيف قُيّمت المرحلة التجريبية من "لنقرأ بطلاقة"؟
تستخدم الدراسة التجريبية تصميمًا عشوائيًا يتضمن طرقًا مختلطة، قُسّمت فيه المدارس بشكل عشوائي –ولكن بنسب متساوية- على ثلاث مجموعات؛ مجموعة نموذج الصف كاملا، ومجموعة نموذج الطلبة المتعثرين قرائيا، ومجموعة ضابطة. النتائج الأساسية والثانوية التي يراد قياسها هي مدى تحقيق معرفة القراءة باللغة العربية كما تقيسها أداة تشخيص القراءة للصفوف الأولى (EGRA)، وتُستخدم هذه الأداة مرتين لاختبار مستوى الطلبة؛ قبل الشروع في تطبيق التدخل وبعد الانتهاء منه في مدارس النموذجين (الصف كاملا، الطلبة المتعثرين قرائيا) وكذلك يجري تطبيقها على المجموعة الضابطة ومن ثم مقارنة النتائج على مستوى المجموعة نفسها والمجموعة الضابطة. بالإضافة إلى ما سبق يتضمن تقييم المرحلة التجريبية تقييما للإجراءات والعمليات في مرحلة التنفيذ، ويشمل ذلك نقاشات مجموعات التركيز النوعية، والمقابلات الشخصية، ومسح المعلمين والطلبة، وتحليل بيانات حضور التدريب.
متى ينشر تقرير التقييم؟
سينشر تقرير تقييم المشروع التجريبي في خريف عام 2022.
الوثيقة المقدمة هنا هي بروتوكول التقييم التجريبي، وهي توفر معلومات أكثر تفصيلاً حول تدخّل "لنقرأ بطلاقة" وتصميم الدراسة التجريبية التي تنفّذ حاليا.
تقود مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية تنفيذ هذا المشروع بدعم من صندوق من صندوق "Global Trials Fund" التابع لمؤسسة Education Endowment Foundation""بالشراكة مع مؤسسة BHP، حيث يدعم هذا الصندوق الأبحاث العلمية التي تقيس تأثير التدخلات لتحسين التحصيل التعليمي والمخرجات ذات الصلة في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط أو المرتفع.
صمّم تدخل "لنقرأ بطلاقة" بما يتناسب مع السياق الأردني، وتتولى أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين مسؤولية تنفيذه. وتتولى مجموعة من الشركاء بقيادة ) NatCenمعهد أبحاث اجتماعي مستقل في المملكة المتحدة) تقييم التدخل.