Queen Rania Foundation

من أمومة إلى صداقة: قصص من أمهات برنامج سنوات طفلي الأولى

pep

أحببت أن أشارك في البرنامج لأتعلم أشياء جديدة لمساعدتي في تربية أبنائي وخاصة ابني الصغير، جيل اليوم" جيل التكنولوجيا، يختلف كثير عن الأجيال السابقة".

كنت أشعر انه صعب أوصل للطفل المعلومة التي أريد، فطفلي لم يكن يتقبل بسهولة ما أطلب منه، فذلك يحتاج أساليب معينة جديدة. 

استفدت كثيرا من برنامج سنوات طفلي الأولى، ساعدني كيف أتعامل مع ابني وأفهمه، كيف أنمي ذكاؤه، تعلمت كيف أتعامل معه بطريقة ايجابية، وأن أتمكن من التفاهم معه والتقرب منه. كان بيننا فجوة كبيرة بحكم أني أم عاملة فأقضي معظم اليوم خارج المنزل بينما يقضي طفلي يومه مع جدته " لا أخفي عنكم أن أصبحت أغار أحياناً من تعلقه الشديد بها". إلى أن اصبح يتحمس لقضاء الوقت معي المليء بأنشطة البرنامج التعليمية الممتعة 

 كان للبرنامج إضافة مميزة على حياتنا، تعلمت منه أفكار لأنشطة تجعل من الوقت القليل الذي نقضيه مع بعض وقت نوعي، يتطلع كل منا لأن يحين. فعلاً تقرب مني وأصبح يعبر عن حبه لي! أصبح يتصل بي وأنا في العمل ليسألني " ماما متى رح ترجعي ونلعب مع بعض؟

من أحلى ما تعلمته هو فكرة " التعلم عن طريق الطبيعة" ، شعرت أنها مفيدة جداً كون أطفالنا يقضون معظم أوقاتهم في الداخل، على عكس أيام طفولتنا. فكنت اشعر أحياناً أن طفلي منغلق، وبعد تطبيق الأفكار في الطبيعي شعرت أنه تغير وأصبح أكثر تجاوباً وانفتاحاً، وفعلاً طوّلات من ذكاءه، أصبح يتقن العد، التمييز بين الألوان، معرفة الخضراوات والفواكة، حتى أنه صار يفرّق بين الكبير والصغير وغير ذلك الكثير.. "صرت اتشجع أتعلم منكم عشان أرجع أطبّق مع ابني" . 

من الأنشطة المفضلة عند طفلي كان نشاط المعجون، خصوصا صناعة الأشكال والحيوانات باستخدامه. حتى أذكر أنه يوماً صنع من المعجون أكواب وتخيل أنها مليئة بالشاي وذهب لبيعه الشاي لأفراد العائلة! 

وصار أيضاً يحب أن اقرأله القصص، وصار يحفظ قصصه المفضلة فأنا أقرأها مرتين أو ثلاث ومن ثم يصبح دوره بأن يحكي القصة. شعرت أن القراءة طورت كلامه، فأصبح يتكلم مع فهم ما يقول. حتى أخواته الأكبر لا يصدقوا ما يقوله أحياناً مقارنةً مع  عمره.

من المجالات التي تطور فيها طفلي هو جانب الخيال، أصبح له قدرة على التخيل وتمثيل الأدوار أثناء اللعب 

حتى أنه صار يخاف على زعلي ويقدره بالرغم من صغر سنه. فعلا لمست الفرق بشخصيته وحتى لم أعد أعصب عليه من كثر تجاوبه معي. "بتصدقوا اني صرت أحبه وأشتاقله أكثر وأهتم بسعادته" 

أصبح ابني يتكلم معي ويحاورني بوعي، يفاجئني أحياناً وكأنه أكير من عمره.  حتى معاملتي معه أصبحت أفضل بكثير، لم أكن أهتم لكثير من التفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقاً.

حتى زوجي صار يتشجع على أخذه معه مشاوير وإلى السوق، لأنه يستمتع ويتعلم ويساعد والده دون أن يسبب له اي ازعاج مثل السابق. 

سعيد جداً بالعلاقة المتينة المميزة التي تربطني بابني اليوم. ولو يُسمح لي بأخذ الدورة مرة أخرى فلن أتردد أبداًّ أنصح كل أم لم تأخذ الدورة حتى الآن أن لا تضيّع هذه الفرصة، فسيتطور طفلك من كل النواحي وتستفيدي أنتي كأم  وتتعلمي الكثير من المهارات فأحلى ما تغير فيني أني أصبحت صبورة وأيضاً اني صرت أستمتع في رحلتي كأم لدرجة أني أحياناً أتمنى أن يبقى طفلي في هذا العمر… السنوات الأولى.