11-11-2024 في دراسة تمثيلية وطنية أجريت في الأردن، كشفت مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية أن 6% فقط من الآباء يقرأون لأطفالهم دون سن الست سنوات. وقد وجدت نفس الدراسة أن ستة من كل عشرة أطفال يعانون من تأخر في تطوير مهارات القراءة والكتابة. تسعى مؤسسة الملكة رانيا إلى معالجة هذه الفجوة الحرجة في التعليم المبكر، من خلال مشروع Iqrali.jo الذي يهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل المهارات القرائية في الأردن والعالم العربي.
نظرًا لأن العديد من الآباء يشتكون من نقص الوصول إلى كتب مثيرة وملائمة لأعمار أطفالهم تشجع على القراءة المبكرة، تركز مبادرة إقرأ لي (Iqrali.jo) على تغيير سلوك الآباء لتعزيز مهارات القراءة والكتابة في الطفولة المبكرة من خلال ممارسات القراءة المشتركة.
وقالت فادية حمدي، ممثلة مشروع Iqrali.jo من مؤسسة الملكة رانيا: "نرى مستقبلاً حيث يقرأ كل طفل في الأردن والعالم العربي العربية بطلاقة وفهم." وأضافت أن "مهارات القراءة تعد الأساس الذي يفتح أبواب التعلم مدى الحياة، وهي ضرورية لكل أنواع التعلم داخل وخارج المدرسة."
Iqrali.jo هو جزء من برنامج وطني أوسع يهدف إلى تمكين الآباء من القراءة مع أطفالهم منذ الولادة، من خلال تزويدهم بالموارد اللازمة مثل الكتب الملائمة لأعمار الأطفال، ومقاطع الفيديو، والأنشطة التي توضح للآباء كيفية القراءة بفعالية مع أطفالهم، بالإضافة إلى تدخلات ميدانية حيث يتلقى الآباء كتباً لقراءتها مع أطفالهم وإرشادات حول كيفية القراءة، وما ينبغي قراءته، ولماذا ينبغي القراءة مع أطفالهم منذ الولادة.
حالياً، وفي نسختها الأولية، تقدم منصة Iqrali.jo موارد ودعماً لجميع الآباء في الأردن، بما في ذلك الأسر اللاجئة. هذا العام، تم اختيار Iqrali.jo كأحد المتأهلين للتصفيات النهائية لجائزة WISE للتعليم 2024-2025، وهي مبادرة من مؤسسة قطر.
وأضافت حمدي: "كان من لحظات الفخر الكبيرة أن علمنا بأن Iqrali.jo تم اختيارها كأحد المتأهلين للتصفيات النهائية لجائزة WISE للتعليم 2024-2025. هذا الاعتراف يبرز تفاني فريقنا وجهودهم المبذولة." وتابعت: "يؤكد ذلك على مهمتنا في تعزيز المهارات القرائية لدى الأطفال في الأردن، ويحفزنا على تمكين الآباء من القراءة مع أطفالهم منذ الولادة."
تسعى Iqrali.jo إلى تقديم الموارد وتشجيع الآباء على دمج القراءة في روتينهم اليومي، مما يعزز ثقافة القراءة منذ الصغر. كما تدعم المهارات القرائية والكتابية باللغة العربية من خلال التركيز على المهارات الأساسية، وتهدف إلى دمج تخصيص مدعوم بالذكاء الاصطناعي للموارد، واقتراحات الكتب والأنشطة، بالإضافة إلى الأسئلة والتحديات الشائعة، مما يجعلها مكتبة شخصية في متناول أيديهم، متوافقة مع احتياجات أطفالهم.
حالياً، في نسختها الأساسية، تصل منصة Iqrali إلى 2000 مستخدم نشط شهرياً، وقد حققت أكثر من 500 تنزيل لقصص وموارد. مع التوسع المستمر، لديها القدرة على الوصول إلى 1.25 مليون طفل منذ الولادة وحتى سن الخامسة، وتقديم الخدمة لجميع الآباء، بما في ذلك الأسر اللاجئة في الأردن.
وقالت حمدي: "مهمتنا هي تحديد الفجوات التعليمية، وتصميم الحلول، وتوفير البيانات والأدلة لدعم اتخاذ القرار في الصف الدراسي وخارجه. لتحقيق ذلك، نركز على تحسين مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية لدى الطلاب، فهي العامل الأكثر أهمية الذي يمكّن التعلم داخل المدرسة وخارجها."
بينما تستخدم منصة Iqrali تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي لتعزيز القراءة، فإنها تتبنى نهجاً قائماً على الأدلة، مستفيدة من علم السلوك، والابتكار، والشراكات. الهدف هو إحداث تأثير تحويلي، لضمان أن يتمكن كل طفل من القراءة بطلاقة باللغة العربية، وهي واحدة من أكثر اللغات تحدثاً في العالم، حيث يُقدر عدد الناطقين بها بين 400 و450 مليون شخص، وفقاً لمؤسسة بريطانيا.