Queen Rania Foundation

ما هي عواقب مواجهة العديد من الأطفال صعوبة في مهارات القراءة والكتابة؟

تشير بيانات البنك الدولي إلى أن أكثر من 50% من الأطفال في سن عشر سنوات في الأردن لا يستطيعون قراءة، أو فهم نص بسيط مناسب لعمرهم. واستناداً إلى الأدلة الدولية، يكاد يكون من المؤكد أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال في سن 10 عشر سنوات لن يتغير وضعهم - وبالتالي سيستمرون في تكبد تبعات عدم الإلمام بمهارات القراءة والكتابة  مدى الحياة.

تخيل للحظة أيها القارئ أنك لست قادراً على القراءة والكتابة بطلاقة. هل سيكون لديك نفس الوظيفة أو الدخل؟ ما الآثار التي قد تترتب على صحتك النفسية؟ كيف يمكنك إدارة صحتك الجسدية بفعالية إذا كنت تواجه صعوبة في قراءة التعليمات على علبة الدواء، ناهيك عن المدونات أو الإرشادات الصحية.

بالطبع، ما يؤثر على الأفراد ينعكس على مستوى الدولة. ونتيجة لتدني قدرة الكثيرين على القراءة والكتابة، فإن الأردن ببساطة لن يتمكن من تحقيق الازدهار المرجو. نظراً لأن القدرة على القراءة والكتابة تؤثر على التعلم في جميع المجالات الأخرى تقريباً، يفتقر شعبنا أيضاً إلى ما يكفي من المهارات اللازمة للاستفادة من الفرص الجديدة التي يتيحها التقدم في التكنولوجيا أو العلوم.

في كانون الأول/ديسمبر، تم إصدار مجموعة بيانات جديدة أكثر دقة، من قبل البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو اختبار دولي يقيس ما يعرفه الطلبة في سنّ 15 عاماً من جميع أنحاء العالم وما يمكنهم فعله. تشير نتائج (بيزا) لتقييم الطلبة تحسنًا طفيفًا في تحصيل الطلبة في الأردن. من بين 79 دولة مشاركة، أحرز الطلبة في الأردن من عمر الخمسة عشر عامًا 400 نقطة في الرياضيات مقارنة بمتوسط ​​قدره 489 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي و 429 نقطة في العلوم ، مقارنة بمتوسط ​​489 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي و 41 نقطة في مهارات القراءة والكتابة مقارنة بمتوسط ​​487 نقطة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.  

ينصبّ التركيز هذا العام على القراءة، وعلى الرغم من التحسن، لا يزال هناك بعض الأمور التي تبعث على القلق فيما يتعلق بمهارات القراءة والكتابة. حيث تشير النتائج أن 2 من 10 طلاب فقط في الأردن يطابقون معدل إنجاز القراءة المماثل  لدول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.

في عالم يشهد اتصالاً وعولمة متزايدين، يتعين على كل دولة التفكير في كيفية إسهامها في القوى البشرية العالمية، فإن هذه المقارنة الدولية مهمة. ببساطة، فإن واقع عالم اليوم المرير هو أن الطلبة الأردنيون لا يتنافسون فقط مع أقرانهم في الأردن على وظيفة - ولكن أيضًا مع نظرائهم في الإمارات العربية المتحدة أو تركيا.

يقال عادةً إن التعليم استثمار وليس تكلفة. إلا أن هذا لا يصحّ إلا إذا كان "التعليم" يزوّد الطلبة بالمهارات التي يحتاجون إليها للازدهار في الحياة والعمل بشكل موثوق. وفي مقدمة هذه المهارات، يجب أن تكون في القدرة على القراءة والكتابة. إن الاستثمار في ذلك سيكون بالتأكيد مجدياً من الناحية الاقتصادية بالنسبة للأردن.