طيف التوحّد حالة عصبية تلازم الفرد مدى الحياة، وتظهر في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة حدوث خلل في الجهاز العصبي لدى الطفل. تؤثر الإصابة بالتوحّد في جوانب متعددة، مثل: الإدراك، والتفاعل الاجتماعي، والتواصل، ومهارات اللعب وغيرها، ما يتسبب في مواجهة الطفل صعوبات في اللغة والسلوك والتفاعل الاجتماعي. غير أن تقديم الدعم المناسب للأطفال المصابين بهذا الاختلاف العصبي والتكيّف معه وقبوله، يتيح لهم التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفاعلة في المجتمع.
ليس من السهل أن تُشخّص الإصابة بالتوحّد، وكذلك فإنه ليس من السهل أن يتقبّلها الأهل، ويمكن بملاحظة بعض السلوكات في سنوات الطفل الأولى أن تُشخّص الإصابة في مرحلة مبكرة. من هذه السلوكات:
التأخر في التواصل والنطق قياسًا على المتوقع في المرحلة العمرية
عدم تجاوب الطفل أو ردّه عند مناداته باسمه
حب الطفل اللعب وحده، وانعزاله عن الأطفال في حال وجوده في مجموعة
حب الطفل اللعب بطريقة معينة، وأن تسير بعض الأمور وفق الشكل الذي اعتاده
بكاء الطفل وإصابته بنوبات غضب مفاجئة عندما تتغير عليه الأشياء
وغالباً ما يصاحب هذه السلوكات صعوبات في التكامل الحسي، أو نقص الانتباه، أو فرط الحركة، أو عدم القدرة على التواصل المباشر أو النظر في عين الشخص المقابل. وأهم ما نريد التأكيد عليه هو أن ظهور إحدى السلوكات السابقة لا يعني بالضرورة الإصابة بالتوحّد؛ إذ من الصعب على غير المتخصصين في معظم الأحيان تحديد ما إذا كانت تلك السلوكات اضطرابًا طبيعيًّا في سلوك الطفل أم عرضًا من أعراض التوحّد.
ولذا، كيف نفرّق بين التوحّد وغيره من الاضطرابات؟ متى يصبح الأمر مقلقًا؟ ومتى يجب أن نزور الطبيب؟
لقد خصصنا اثنين من فيديوهات "الأسئلة الأكثر تكرارًا" لهذا الموضوع بتفاصيله. ما أعراض التوحّد عند الطفل؟ متى يجب أن نقيّم الطفل؟ كيف نفرّق بين أعراض التوحّد وغيره من الاضطرابات السلوكية عند الطفل؟
تجيبكم عن ذلك المستشارة في احتياجات التربية الخاصة "هالة إبراهيم".
وماذا بعد؟
بعد التمييز بين أعراض التوحّد وغيره من الاضطرابات السلوكية يأتي دور التشخيص؛ كيف يمكن للأهل تشخيص الحالة وحسم الموضوع؟ ما هي الخطوات التي عليهم اتباعها قبل زيارة الطبيب؟ كيف يجب التعامل مع الطفل؟ ما النصائح التي يجب اتباعها لمساعدة الطفل؟
يقدّم فيديو "هالة إبراهيم" الثاني النصائح والخطوات التي ينبغي على الأهل اتباعها في المرحلة الثانية من ظهور الأعراض قبل زيارة الطبيب المختص.
{"preview_thumbnail":"/sites/default/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/Vg6ozOhfsUU.jpg?itok=97xGa8wj","video_url":"https://youtu.be/Vg6ozOhfsUU","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":0},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive)."]}
وأخيرا، فإن من أهم ما يساعد الأطفال المصابين ويريحهم هو التعامل معهم بحبّ، والتكلم معهم بحبّ، وقضاء وقت نوعي معهم في عمل ما يدخل الفرح إلى قلوبهم، ومحاولة استيعابهم واحتواء نوبات غضبهم عند حدوثها.
بمناسبة اليوم العالمي للتوحد يهمنا أن ننشر الوعي بأهمية المعرفة به والتعلّم أكثر عنه، وتقبّل الأطفال المصابين به في مجتمعنا. ولنتذكّر دائمًا أن المرض ليس من اختيارهم، وأنهم دون دعمنا وحبنا وتوجيهنا ستقل فرصهم في النمو والتعلّم والاستقلالية. دعونا ننظر للمرض باعتباره قوة لا ضعفًا أو إعاقة، ولنتحلَّ بالحب والصبر ثم الصبر.