أطلقت دار نشر براثام بوكس "Pratham Books" منصّة ستوري ويفر "StoryWeaver" – وهي مستودعٌ رقميٌّ لكتبٍ متعدّدة الّلغات وذات ترخيصٍ مفتوح. وتجمع منصّة ستوري ويفر ما بين قوّة التكنولوجيا والتّرخيص المفتوح وجهود تعاونيّة من أجل تخطّي العوائق التي تَحد من إمكانيّة الوصول إلى المعرفة. ويتوافر كلّ المحتوى على منصّة ستوري ويفر من خلال رخصة المشاع الإبداعي CC-BY4.0. الأمر الذي يعطي المثقفين وأصحاب الرّسالة التعليميّة حريّة قراءة وتحميل وطباعة ومشاركة قصصٍ بلغاتٍ متعدّدة مجّاناً. فخلال سنتين منذ إطلاق المنصّة، نَمَت ستوري ويفر من كونها مستودعاً يضم 800 قصّة متوافرة بـ 24 لغة إلى مستودعٍ يضم ما يزيد عن 8100 قصّة تتوافر بـ 113 لغة مختلفة مع إمكانيّة الوصول نتيجةً لذلك إلى مستخدِمين في ما يزيد عن 190 بلداً.
وقد تمّ مؤخّراً اختيار ستوري ويفر كأحد الفائزين بـ مسابقة Solve لعام 2018 تحت عنوان "المدرّسون والمثقفون " والتي ينظّمها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المعروف بجامعة "إم آي تي/MIT". والتقت مؤسّسة الملكة رانيا، التي تمثّل أيضاً أحد أعضاء مجتمع مسابقة Solve في جامعة "إم آي تي"، مع بورفي شاه وآمنة سنغ من ستوري ويفر لمشاركة قصّتهما والعِبَر المستخلصة من تجربتهما.
تمّ تحرير وإيجاز المقابلة.
مؤسّسة الملكة رانيا: شكراً جزيلاً لتواجدكما معنا هنا ونبارك لكما اختيار ستوري ويفر من قِبَل مسابقة Solve! نحن نتطلّع للتعرّف أكثر على رحلتكما. هل يمكنكما أن تحدّثانا عنكما وعن ستوري ويفر؟
ستوري ويفر: لقد أٌطلِقَت ستوري ويفر كمبادرة من قِبَل براثام بووكس "Pratham Books" – وهي دار نشر غير ربحيّة. أمّا بالنسبة لمبرّر وجودنا فيرجع إلى نتائجتقارير مركز ايسر "ASER" حول حالة التعليم والتي أظهرت باستمرار أنّ مستوى قراءة الأطفال يقل عن المستوى المتوقّع لقراءة الصف وذلك نظراً للافتقار إلى مواد توفّر القراءة الممتعة بلغتهم المحليّة. ويؤدّي هذا الفقر بالموارد إلى عدم تطوير الأطفال لعادة القراءة. ومن هنا، أصبحت مَهمّتنا أن نضع بين يديّ كلّ طفلٍ كتاباً بلغته المحليّة.
وقمنا حتّى الآن بتوزيع ما يزيد عن 15 مليون كتاب ونطمح لإنجاز المزيد. فقد دفعتنا مَهمَّتنا لتوفير رخصةٍ مفتوحةٍ لجميع كتبنا كطريقة للتوسّع الحقيقي. وقد بدأنا بذلك عام 2008 كتجربة ولم نكن متأكدين ماذا نتوقّع. وسرعان ما بدأنا برؤية الكتب تتم ترجمتها إلى لغاتٍ مختلفة. فكان النجاح أكبر بكثير ممّا كنّا نتوقع، ممّا دفعنا إلى وضع كافّة الموارد التعليميّة المفتوحة على منصّة واحدة. وتمكّنّا من القيام بذلك من خلال منحة صغيرة من تحدي جوجل للأثر "Google Impact Challenge". وساعَدنا جمعُ كل المحتوى على منصّةٍ واحدة في رصد استخدام المنصّة على نحوٍ أفضل، الأمر الذي مكّننا من توظيف البيانات في تحقيق النمو بشكلٍ أسرع. وشكّل هذا القرار بتطوير هذه المنصّة التي أثمرت لاحقاّ ستوري ويفر.
لقد حاولنا جاهدين منذ اليوم الأول أن نبني ستوري ويفر بطريقةٍ تُهيّأ للتوسّع والنهوض بالخدمة لاحقاً. فكان أحد مبادئنا التوجيهية من أجل المحافظة على هذه الروح أن نسعى دائماً للرجوع إلى المستخدِم عندما نصمّم خريطة منتجنا ونحدّد الأولويّات فيما يتعلق بالميزات التي طلبها المستخدِمون. فعلى سبيل المثال، بينما يتوفّر ما يزيد عن 9000 كتاب على المنصّة، إلّا أنّنا بدأنا ندرك بأنّ جدول عمل المعلّمين المكتظّ يمنعهم من الاستفادة من هذا المورد المجّاني. واستجابةّ لذلك، قُمنا بإطلاق ميزة "قائمة القراءة" والتي تقوم بتجميع وتنظيم المحتوى لهم. لدينا اليوم 45 قائمة قراءة مرتبطة بـ 12 موضوع وتشكّل أكثر الميزات الصفيّة شعبية بين مستخدِمي المنصّة لدينا.
مؤسّسة الملكة رانيا: ما أكبر التحدّيات التي تواجهونها اليوم؟
ستوري ويفر: تتمثّل أكبر تحدّياتنا في عدم توافر خدمة الانترنت على نحوٍ دائم للعديد من المستخدِمين في البلدان النّامية مما يؤثر على إمكانية استفادتهم من المنصّة. ولذلك حاولنا أن نسهّل قدر الإمكان من عمليّة تحميل المحتوى بأشكالٍ مختلفة وبالتالي عدم تقييد المستخدِمين بأن يكونوا دائماً متّصلين بالمنصّة للاستفادة من خدماتها. فعلى سبيل المثال، استثمرنا ببناء مكتبة يمكن استخدامها دون الاتّصال بالإنترنت وذلك باستخدام تقنيات تطبيق الشبكة التقدميبحيث يمكن للمستخدِمين حفظ ما يصل إلى 12 كتاب واستخدام موقع ستوري ويفر دون الاتّصال بالإنترنت كما لو كانوا متّصلين. ويُعَد هذا الشكل من الخدمة أكثر تشاركيّة وأسهل للاستخدام مقارنةً بإجبار المستخدِم على قراءة ملفات "بي دي إف PDF".
مؤسّسة الملكة رانيا: ما أهمّ العِبَر المستخلصة من رحلتكم حتى الآن؟ أهم عبرتين أو ثلاث عِبَر؟
ستوري ويفر: تمثّلت إحدى أهم العِبَر التي أضافت إلى تعلّمنا بأهميّة التأكّد منذ البداية من أنّ طريقة التّصميم إنّما تضمن وجود جهوزيّة للتوسّع والنهّوض بالخدمة لاحقاً، وينطبق ذلك على كل شيء؛ سواءً في تصميم البنية التحتية للمنصّة أو في تصميم واجهة المستخدِم. وأنصح الجميع بأن يتّبعوا نفس طريقة التفكير هذه، فمن الصعب جداً العودة إلى الوراء لإعادة بناء التصميم في حال ظهور الحاجة إلى التوسّع أو النهوض بالخدمة.
أمّا العبرة الثانية فتتمثّل بتعلّمنا أنّ الشفافية في الطريقة التي يتم من خلالها إشراك المجتمع إنّما تشكّل محوراَ مفصلياَ للنجاح. فالشفافية تُبقي الحوار مع المستخدِمين على مستوى شخصي حتى عندما نفكّر بالتوسّع.
مؤسّسة الملكة رانيا: أنتم تديرون ستوري ويفر كمبادرة غير ربحية. كيف تخططون للوصول إلى الاستدامة مع الوقت؟
ستوري ويفر: حتى الآن يتم تمويل المنصّة بشكل رئيسي من قِبَل مُتبرّعين خيريين، وهذا أمر سوف نسعى لاستمراره من خلال إيجاد منظّمات تفكّر بنفس الطريقة وتؤمن بقوة وأهمية وجود موارد تعليميّة مفتوحة. أمّا على المدى البعيد، فنحن ننظر في إمكانية استخدام نموذج "فريميوم" للتسعير حيث يمكننا أن نطرح بعض الميزات المضافة، مثل تجميع وتنظيم الموارد التعليميّة، مقابل أجر مالي. لكنّنا ننظر في تقديم فقط ميّزات إضافية مدفوعة الأجر لا تؤثر على خدمتنا الرئيسة المتمثّلة بالتمكين للوصول إلى المعرفة.
مؤسّسة الملكة رانيا: شكراً جزيلاً لكما على وقتكما وأجوبتكما العميقة. ونتمنى لكما ولفريقكما حظاً سعيداً ومزيداً من التقدّم والنجاح.