أحمد الشركسي هو الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة مسؤول المعرفة، وهي شركة ناشئة تعليمية مقرها في لندن تسعى إلى تقديم حلول لسد فجوة المهارات من خلال إضافة "السياق إلى المحتوى" وتمكين التعلُّم من أجل تحقيق الغاية.
يرجى ملاحظة أنه تم تعديل المقابلة وتلخيصها لإضافة المزيد من الوضوح.
مؤسسة الملكة رانيا: شكراً لك على وجودك هنا معنا. نحن متحمسون لمعرفة المزيد عن رحلتك. هل تستطيع أن تخبرنا عن نفسك؟
أحمد: كنت دائماً شغوفاً بالتطوّر الذاتي والتعلُّم. وأعتقد أن معظم التعلُّم الذي نحقّقه في حياتنا يعتمد على الذات، ويتم اكتسابه مما نقرأه (من كتب ومدونات وغيرها) أو من الزملاء. وخلال مسيرتي المهنية، كنت أميل بشكلٍ طبيعي إلى لعِب دور "مسؤول المعرفة" – وأحاول أن أساعد الآخرين في تنظيم تعلُّمهم وإدارة تدفق المعلومات. ولقد أتاح لي كِلا المنظورين فرصةً لمشاهدة "معاناة" كلٍّ من مسؤول المعرفة والمتعلّم الذاتي. وأثناء بحثي عن حلول، لم أتمكن من العثور على مخزون منظم للمحتوى المنسق ومحدد السياق، وتوصّلت إلى أنه بالأساس لا يوجد ما يعالج هذه المشكلة. وكان هناك مساحة في السوق لإضافة منصة تضمن الوقت المستثمر في التعلُّم الإلكتروني "المحسوب". وكانت الإجابة التي حصلت عليها أنا وفريقي هو شركة مسؤول المعرفة التي أطلقناها في أوائل عام 2018.
مؤسسة الملكة رانيا: كم هو رائعٌ أن تحل مشكلةً واجهتك شخصياً. هل يمكنك أن تخبرنا عن "مسؤول المعرفة" بالتفصيل؟
أحمد: "مسؤول المعرفة" هو منصة مهنية تساعد الأشخاص على التعلُّم لتحقيق غاية - إما التطور في وظائفهم أو استبدالها. نحن فريقٌ مكوّنٌ من 13 شخصاً موزعون ما بين لندن ومصر ونركز في عملنا على معالجة فجوة المهارات. فنحن ننظم مسارات التعلُّم على منصتنا من خلال تطوير فهم واضح للطلب على الوظائف. وهناك ثلاث مراحل لـ "مسؤول المعرفة"؛ المرحلة الأولى هي "مرحلة المهارات" حيث يتم فيها تحديد الفجوات في معرفة المتعلمين. والمرحلة الثانية هي "مرحلة التعلُّم" حيث نقوم بإنشاء مسار تعلّم فريد لكل مستخدم. وأخيراً، في المرحلة الثالثة سيصل المتعلمون إلى مرحلة "مطابقة الفرص" حيث نساعد المتعلمين في العثور على وظائف - وهي ميزة مازلنا نعمل عليها. وخطتنا هي أن تكون "مسؤول المعرفة" منصة تقدم خدمات معظمها مجانية.
مؤسسة الملكة رانيا: نحن على يقين من أنك قد واجهت عدداً من التحديات في "مسؤول المعرفة"، هل يمكنك أن تشاركنا ببعضٍ منها؟
أحمد: يفترض الناس عادة أن المنافسة تترأس قائمة التحديات التي تواجهنا. ولكننا نعتقد أن لدينا فرصاً واضحة جداً وفريدة لبيع منتجاتنا. كما أنه سوق كبير فيه العديد من اللاعبين الذين يقدمون الخدمات. ومع ذلك، هناك ثلاثة تحديات رئيسة تواجه "مسؤول المعرفة". التحدي الأول هو أننا مثل أي منصة إلكترونية أخرى بجب أن نحافظ على عملائنا ونضمن مشاركتهم. فنحن لا نهتم بعدد المستخدمين المسجلين بقدر ما نهتم بالفائدة التي يحصل عليها المستخدمون من خلال استخدام المنصة. أما التحدي الثاني فهو الحفاظ على معدل نموٍ سريع. فلدينا ما يقارب 10 آلاف مستخدم الآن، ونسجل حالياً نسبة نمو تزيد عن 25٪ شهرياً. كما أننا نعمل على مبادرات مختلفة للنمو بشكل أسرع! ويتمحور التحدي الثالث حول التعقيدات التقنية الكبيرة التي تدعم "مسؤول المعرفة". وتعتبر جميع هذه التحديات من التحديات الرئيسة التي تواجه مجال التعلُّم الإلكتروني مثل تصنيف المحتوى بناءً على جودته وفائدته للمتعلمين. كما أنها تتضمن أيضاً التأكد من استمرارية تطور مسارات التعلُّم وتطوير مسارات ترتبط باحتياجات العملاء.
مؤسسة الملكة رانيا: هذه مشاكل مثيرة للاهتمام للغاية، نتمنى لكم التوفيق في معالجتها. وهناك موضوع آخر، هل تعتقد أن التحديات التي تواجهها الشركات التعليمية الناشئة تختلف عن تلك التي تواجهها الشركات الناشئة الأخرى؟
أحمد: الشركات التعليمية الناشئة مختلفة للغاية. الحواجز أمام الدخول إلى مجال التعليم غالباً ما تكون أعلى بكثير من القطاعات الأخرى. وبما أن التعلُّم هو عملية معقدة، لذا فمن الصعب اختراق هذا السوق كما أن هناك صعوبة في تحقيق المكاسب المالية. وعليه، من الضروري أن يكون لدى أي شركة تعليمية ناشئة نموذج عمل مستدام يسمح لها بمواصلة عملها والحفاظ على تأثيرها.
مؤسسة الملكة رانيا: ما هما أهم درسين استفدت منهما في رحلتك حتى الآن؟
أحمد: أولاً، من المهم حقاً أن يكون لديك ما يكفي من الخبرة لاستقطاب المستثمرين قبل أن تحاول الاقتراب من أي مستثمر. وبما أن هذه الرحلة طويلة، يجب أن تتأكد من أنها رحلة ترغب بمواصلتها، انت وفريقك ومستثمرك. ثانياً، من الضروري أن تدرك أن تأسيس شركة ناشئة هو أكثر من مجرد تطوير منتج. فالأمر يتعلق بالتعامل مع أشخاص من خلفيات مختلفة جداً والعمل معاً على تحقيق الرؤية. كما أن إطلاق شركة تعليمية ناشئة هو بحد ذاته تجربة تعليمية لك تجعلك تشعر بالتواضع.
مؤسسة الملكة رانيا: في الختام، هل لديك أفكار لأصحاب المشاريع التعليمية في الدول العربية الأخرى؟
أحمد: من المهم أن يبتعد رواد الأعمال في منطقتنا عن التركيز على بناء منتجات محلية. ومن الخطأ محاولة "تعريب" كل شيء. يجب أن يكون الهدف هو بناء منتج مرتبط بالعملاء على مستوى العالم ويتميّز بالتنافسية من اليوم الأول.
مؤسسة الملكة رانيا: من المؤكد أن هذه الملاحظة ملهمة ومثيرة للاهتمام. شكراً أحمد على وقتك، لقد تعلمنا اليوم الكثير ونحن واثقون من أن أصحاب المشاريع الآخرين سيجدون هذه الرؤية متعمقة. نتمنى لك التوفيق.
أحمد: أشكرك على اهتمامك بـ "مسؤول المعرفة".